شن رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني، هجوما عنيفا على القضاء خلال تجمع سياسي عاصف، متهما القضاة بمحاولة القضاء عليه سياسيا، لكنه تعهد بمواصلة دعم الائتلاف الحكومي الهش الذي يمثل يسار الوسط برئاسة رئيس الوزراء أنريكو ليتا. وكرر برلسكوني اتهاماته التي يوجهها منذ فترة طويلة إلى ممثلي الادعاء، وكان الطعن الذي تقدم به ضد إدانته بالتحايل الضريبي رُفض الأسبوع الماضي، وما زال يواجه محاكمة بتهمة مضاجعة قاصر مقابل مال. وقال برلسكوني في كلمة أمام تجمع حاشد في مدينة بريشيا شمال إيطاليا “حتى الذين ليس لهم صلة بالحزبية السياسية، يمكنهم أن يروا بوضوح الدوافع السياسية للقضاة والكراهية والتحامل ضدي". وكثيرا ما قوطعت كلمته بالصفير وصيحات الاستهجان من قبل متظاهرين معارضين، بالإضافة إلى هتافات مؤيدة له من قبل أنصار حزب حرية الشعب الذي يتزعمه برلسكوني، وتدخلت الشرطة للفصل بين الطرفين، ولم يظهر دليل على وقوع أعمال عنف خطيرة. وزاد هذا التجمع من التوترات داخل ائتلاف ليتا الهش بين المعسكرين المتنافسين التقليديين وهما اليسار واليمين، وشُكل هذا الائتلاف عقب الانتخابات العامة في فيفري الماضي التي لم تسفر عن نتيجة حاسمة أو عن فوز حزب قادر على الحكم بمفرده. وفي الوقت نفسه، جدد برلسكوني دعمه لليتا، وقال إنه وعد بقبول مطلب يمين الوسط بتخفيضات ضريبية يبلغ حجمها ملايير اليورو. وقال برلسكوني “اعتقدوا أنني قد أنسحب وأضع بقاء هذه الحكومة في خطر، ولكنهم دائما مخطئون فنحن نعتزم مواصلة دعم هذه الحكومة". يذكر أن برلسكوني ليس وزيرا في حكومة ليتا، لكنه يلعب دورا حاسما وراء الكواليس، ويمكن أن يُسقط الحكومة إذا سحب دعمه لها في البرلمان.