تجددت الاشتباكات في مدينة طرابلس شمال لبنان مساء أمس الخميس بعد ساعات من الهدوء النسبي، وقتل ثلاثة أشخاص في عمليات قنص، ليرتفع عدد ضحايا الاشتباكات التي عدها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “جريمة بحق المدينة وأهلها". وفي خامس يوم من الاشتباكات في تلك المدينة الساحلية قتل تسعة أشخاص على الأقل في اشتباكات اندلعت الخميس على خلفية النزاع السوري بين حيي جبل محسن وباب التبانة. وقال مصدر أمني إن ثلاثة أشخاص قتلوا مساء الخميس برصاص قناصة، أحدهم في القبة واثنان في جبل محسن. وأوضح أن معارك عنيفة دارت طيلة ليلة الأربعاء-الخميس بين المنطقتين استمرت حتى الخامسة فجرا (الثانية صباحا بتوقيت غرينتش) قتل فيها ستة أشخاص وأصيب 40 آخرون بجروح. وأضاف أن القصف وإطلاق النار “طالا أحياء آمنة في أنحاء مختلفة من المدينة". وقال شهود عيان إن القذائف وإطلاق نيران الأسلحة الرشاشة الثقيلة وصل إلى أماكن وسط المدينة. وإن حطام زجاج تناثر في شوارع المدينة حيث يمكن رؤية سيارات محترقة أو متضررة هنا وهناك، وجابت سيارات تقل مسلحين شوارع المدينة أثناء الليل وطلبت من الأهالي النزول من الطبقات العليا للأبنية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مختار منطقة القبة أمين القبوط قوله “تتعرض أحياء آمنة في طرابلس منذ الأحد الماضي لقصف لم نشهد مثله في جولات المعارك الماضية"، وأضاف أن “المرة الأخيرة التي حصل فيها قصف مماثل كانت في 1985، ولو أنه استخدم راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة آنذاك". واعتبر تلك المعارك “استكمالا لحرب 1985 التي شنتها سوريا علينا، والجهة السياسية التي تخوض الحرب هي نفسها، أي الحزب العربي الديمقراطي" الذي يمثل غالبية العلويين في لبنان، ويتهمه المسلمون السنة بالبدء بالمعارك. وقال ناشطون سوريون إن القتال في طرابلس اندلع بعد هجوم على بلدة القصير الحدودية السورية، حيث يساعد مقاتلون من حزب الله قوات الحكومة السورية. وبلغ عدد القتلى منذ بدء المعارك في طرابلس 23، والجرحى أكثر من 200. وشهدت طرابلس أعمال عنف طائفية متفرقة منذ اندلاع الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد قبل أكثر من عامين، لكن السكان يقولون إن هذا القتال كان الأشرس حتى الآن. وقال السكان إن الجيش اللبناني نشر قوات لحراسة الضاحيتين اللتين اندلع بهما القتال، وقال سياسيون محليون إن جهود عقد اجتماع وبحث اتفاق لوقف إطلاق النار أخفقت حتى الآن، ويتهم كل جانب الآخر باستخدام طرابلس قاعدة لإرسال مقاتلين وأسلحة إلى سوريا.