إستمتع جمهور قاعة مصطفى كاتب بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، برابع عرض داخل المسابقة الرسمية للدورة الثامنة للمسرح المحترف بعرض المسرح الجهوي لقسنطينة، “الكلمة" نسجه المؤلف مكار جمال، محمد الطيب دهيمي، بوتوحة عبد المجيد، وجسده على الركح المخرج علاوة زرماني بنخبة من الوجوه المسرحية المخضرمة أمثال عنتر هلال وأخرى من الجيل الجديد أمثال بنت عزيز أحسن، بلخروف حسان، حمصاص احمد، دالوم محمد، داودي سرحان، طاري نجلاء، عواق نوال وآخرين من المبدعين، أما التصميم السينوغرافي فيعود إلى عيسى رداف. وقائع العرض تحدثت عن جزء مهم من الذاكرة، عادت إلى الفترة الاستعمارية بظلمها وأحقادها وخيانتها التي ظلت تغلق أبواب الأمل من كل جهة متصدية، بدورها ريح الحرية التي كانت القدر المحتوم الذي لابد من تحقيقه لاسترجاع كرامة الأرض والسيادة. تدور أحداث العرض بإحدى القرى الجزائرية الواقعة بالشرق الجزائري، أين عاش أهل القرية مرارة الاستعمار من غبن وظلم، القفر وحقرة مشاهد عكست المشهد الدرامي لمآسٍ كبيرة التي كان يتخبط فيها أهل قرية “العالية" الأمر الذي جعلهم يفكرون في تكسير جدار الظلم، فكانت الثورة التحريرية الكبرى هي منفذهم الوحيد لتغيير مجرى الواقع واسترجاع حقهم الشرعي الذي سلب منهم يوما. الشيء الجميل بالعرض ورغم أنه يصوّر جزءا كبيرا من التاريخ المؤلم، غير أن الفكاهة كانت تتسلله بحضور عنتر هلال المجسد لدور “القايد" ما خلق الفرجة التي زادت من جمالية النص المسرحي، فالمخرج نجح في تحريك الصامت وجعله لعبة متحركة على ركح بشطارزي. حيث أكد علاوة زرماني مخرج العرض، ل “الجزائر نيوز"، بأنه حاول من خلال عمله تقديم عرض مسرحي للاستمتاع بدل عرض ملحمة شعرية. أما بالنسبة للديكور، فرغم بساطته والمتمثل في بعض البيوت متواضعة الشكل تتوسطها مكتب “القايد"، غير أن ذلك كان معبرا لصورة الفقر والظلم الاجتماعي الذي عاشه الجزائريين.