شدّد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أمس، خلال رعايته حفل تخرج دفعة عسكرية من جامعة مؤتة، على أن الأردن قادر على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية أمنه إذا تهدد بفعل الأزمة السورية الملتهبة، في ظل تقاعس العالم عن تقديم حلول جذرية للقضية السورية. وقال الملك عبدالله أمام جمع غفير من الأردنيين الذين حضروا حفل التخرج، إن "الأوضاع المتوترة بسوريا فرضت علينا معطيات صعبة جداً، حيث احتضن الأردن آلاف اللاجئين السوريين، وقدمنا تضحيات كبيرة للوفاء بمسؤولياتنا تجاههم، كما لدينا مسؤولية أخلاقية تجاه الأشقاء بسوريا". أما على الصعيد السياسي فأوضح أن هناك تعاوناً مع الأشقاء العرب والمجتمع الدولي بما في ذلك روسيا وأميركا، بغية الحصول على حل سياسي يصون وحدة الأراضي السورية وتشجيع اللاجئين على العودة إلى بلادهم. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتحقيق السلام المنشود لإقامة الدولة الفلسطينية، صرّح عاهل الأردن بأن بلاده مستمرة في دعم الفلسطينيين لإقامة دولتهم على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية. وأشار إلى أنه لن يقبل بحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، لكون ذلك من ثبات الدولة التي لن تتغير في تعاطيها مع الملف الفلسطيني. وفي معرض حديثه عن القضية السورية تطرّق الملك عبدالله إلى الحديث عن الشأن الداخلي للأردن، حيث أفاد بأن الجدل السياسي المستشري في الدولة أمر طبيعي وظاهرة صحية في الدول الديمقراطية، مشيراً إلى وجود خريطة من الإصلاحات للوصول إلى حالة متقدمة وتشكيل حكومة بواسطة الأغلبية، ويكون هناك معارضة بناءة في مجلس النواب، وعليها المساهمة في طرح برامج إصلاحية.