اعترف رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح بعدم رضاه على حصيلة الدورة الربيعية للبرلمان، لاسيما من حيث العمل التشريعي، حيث أكد قائلا: "إنني أجد نفسي مضطرا هذه المرة، وعلى غير العادة إلى الاعتراف بأن العمل التشريعي لهذه الدورة، لم يعرف الكثافة التي كنا نسجلها في الدورات السابقة". وأضاف بن صالح في كلمة ألقاها، أمس، بمناسبة اختتام الدورة الربيعية بمجلس الأمة، بأن عدد النصوص كان متواضعا، في حين كانت النشاطات الأخرى معتبرة، أرجعها المسؤول إلى العمل التكاملي الذي يسود العلاقات ما بين مختلف مؤسسات الدولة وقطاعاتها الوزارية لاسيما على مستوى العمل الخارجي. ولم يفوت بن صالح فرصة التقائه بالطاقم الحكومي، ليشير إلى أن البلاد تعرف حيوية واضحة في النقاش السياسي هذه الأيام، يأمل في أن يبقى هذا النقاش في المستوى المأمول وألا ينحرف إلى اتجاهات مجهولة، حارصا على التأكيد بأنه عمد إلى التذكير بهذا الأمر من باب لفت انتباه أولئك الذين يروجون لثقافة التشاؤم والتيئيس وتعميم نهج الاحباط. ووجه المتحدث انتقادات لاذعة إلى من يحاولون - حسبه - إظهار البلاد كما لو كانت في حالة انسداد وتوقف تام، بل وكأنها على وشك الوقوع في أزمة يستحيل عليها الخروج منها مستغلين في ذلك الظروف والمناسبات، داعيا إياهم إلى الرفق بهذا الوطن وكفاه ما عاناه بالماضي القريب. بن صالح لم يتوان في التنويه بأن النفخ في الأبواق والادعاء بوقوع أزمة في البلاد، وفي هذا الظرف تحديدا، هوعمل تنقصه الرزانة وروح المسؤولية التي يعتبر الوطن في أمسّ الحاجة إليها، ودون المساس بالاختلاف في الرأي وبحرية التعبير، فإن منطق الأمور يدعو اليوم إلى ضرورة التحلي بالحكمة والرزانة والدعوة للوحدة في التعاطي مع الأحداث. ورغم كل ما يقوله البعض، يضيف رئيس مجلس الأمة، فإن الجزائر تبقى آمنة ومستقرة وأوضاعها عموما جيدة مقارنة مع غيرها، كما أن مؤشرات اقتصادها هي الأخرى في أمان مقارنة بما يجري عند غيرنا، مرجعا الجزء الأكبر في استقرار البلاد إلى الشعب الذي أظهر وعيا ونضجا بعدم انسياقه بسهولة وراء ما أسماه بالمخادعة أو التغليط، وهو يقدر الصدق في القول والملموس في العمل. وبالنسبة لمشروع قانون مهنة المحاماة الذي لم يناقشه المجلس، فقد تقرر تأجيل مناقشته إلى الدورة الخريفية المقبلة تلبية لطلب لجنة الشؤون القانونية التي رأت أن المشروع يستحق المزيد من التشاور بالنظر لأهميته ولكونه وصل إلى هيئته منذ أربعة أيام فقط، الأمر الذي صعّب من مهمة دراسته دراسة وافية.