يعتبر الشيخ الفقيه الورع عبد العزيز بن عبدالله بن باز.. أشهر علماء وفقهاء الجزيرة العربية، الذي تلقى الناس فتاواه ورسائله بالقبول، وتتلمذ على يديه المئات، وهو الإمام الصالح الزاهد، مرجع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.. في الفتوى والعلم. ولد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله سنة 1911 بمدينة الرياض وكان بصيرا ثم أصابه مرض في عينيه عام 1927 وضعف بصره ثم فقده عام 1931 ونشأ الشيخ بن باز في ظل تربية دينية مستمدة من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفي رعاية نخبة من أعيان الأسرة، فكان القرآن الكريم هو النور الذي أضاء حياته إذ استهل مشواره مع العلم بحفظ كتاب الله عن ظهر قلب وهو لم يزل صغيرا لم يصل مرحلة البلوغ. ثم جدّ في طلب العلم على العلماء في الرياض ولما برز في العلوم الشرعية واللغة تم تعيينه في القضاء عام 1938 ولم ينقطع عن طلب العلم حتى وفاته رحمة الله حيث لازم البحث والتدريس ليل نهار ولم تشغله المناصب عن ذلك، وقد عنى عناية خاصة بالحديث وعلومه حتى أصبح حكمه على الحديث من حيث الصحة والضعف محل اعتبار وهي درجة قل أن يبلغها أحد خاصة في هذا العصر. وتلقى - رحمه الله - العلوم الشرعية على علماء الرياض الكبار واستمر في طلب العلم حتى تبوأ مكانة بارزة بين العلماء. وعمل رحمه الله قاضيا في الخرج لمدة أربعة عشر سنة ثم اشتغل بالتدريس في المعهد العلمي بالرياض لمدة سنة واحدة انتقل بعدها بعام لتدريس علوم الفقه والتوحيد والحديث في كلية الشريعة بالرياض. وفي عام 1962 عين نائبا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وبقي في هذا المنصب حتى عام 1971 ليتولى في العام نفسه رئاسة الجامعة حتى عام 1976. وفي سنة 1996 عين سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- مفتيا عاما للمملكة العربية السعودية ورئيسا لهيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء بمرتبة وزير حتى توفي الشيخ - رحمه الله - في 14 ماي 1999عن عمر يناهز ثمانية وثمانين عاما إثر مرض ألم به .. لقد أثرى الشيخ - رحمه الله - المكتبة الإسلامية بمؤلفات عديدة، قيمة في بابها، واضحة العبارات رصينة في أسلوبها، تطرق فيها إلى جوانب من العلوم الشرعية، والقضايا الاجتماعية والواقعية، وذلك من أجل إبراء الذمة، ونصح الأمة، وبيان الحق لها، وتحذيرها من الباطل والضلال وأسبابهما.