زين الدين زيدان، اسم يلمع في عالم الكرة، أسطورة ربما لن تتكرر في السنوات القليلة القادمة، مهندس الملاعب الخضراء ومرعب وسط الميدان. ولد زيدان في 23 جوان 1972 في مرسيليا، في حي يكثر فيه الفقر حيث العديد من المهاجرين من بلاد كثيرة، وكان حلمه منذ الصغر أن يصبح لاعب كرة قدم، كان زين الدين زيدان واحدا من العديد من الصبية الصغار الذين يعيشون في فرنسا ولديهم حلم كبير. في سن العاشرة انضم إلى فرقة شابة في كرة القدم يو اس سانت هنري. وكان كل ما يريده أكثر من أي وقت مضى هو لعب كرة القدم. ومع مرور الوقت انتقل تدريجيا إلى سو سيبتيمبيس ثم في نهاية المطاف بحلول الوقت عندما أصبح في السابعة عشرة شارك لأول مرة في فريق رسمي مع فريق كان، حيث أظهر مهارته مع لمسة رائعة وأكثر تقدما بكثير من أي طفل آخر في عمره. وبحلول ذلك الوقت لم يكن لاعبا عظيما كما أصبح بعد ذلك، ولكن كان لديه الكثير من المعرفة في فنون اللعبة. وقال إنه ليس الأقوى ولكن يملك الثقة. كل ما يعرفه هو أنه يحب لعب كرة القدم. في عام 1992 ذهب للعب لفريق بوردو، حيث طور هناك القوة والشجاعة والثقة العالية. وبعد أربع سنوات هناك في عام 1996 انتقل إلى النادي الإيطالي الكبير جوفنتوس، في تلك الأيام كان الدوري الإيطالي أفضل دوري. وكانت الأشهر القليلة الأولى له ليست بالممتازة، ولعب في دور خط الوسط الدفاعي وكان يكافح ليكون في التشكيلة الأساسية. مع مرور الوقت تم وضعه في دور أكثر هجومية وبدأ زيدان الحقيقي بالعرض. هذا هو المكان الذي سمح له حقا أن يتطور ليصبح لاعبا من الطراز العالمي. حيث ساعد الفريق على الفوز بالكالتشيو مرتين. وفي عام 1998 كان كأس العالم قد حان واقترب، وبحلول ذلك الوقت كان اسم زيدان في جميع أنحاء الملاعب والصحافة ليكون نجم النجوم لفرنسا، رغم أن الجميع كان يدعم عمالقة البرازيل الكبيرة للفوز عليه. تقدمت فرنسا في البطولة العالمية حتى وصلت إلى النهائي؛ وهي أول مرة لفرنسا تصل فيها إلى نهائي كأس العالم. وعلى الرغم من أن زيدان كان يمر بضغط كبير وإرهاق طوال البطولة، عاد المايسترو مرة أخرى إلى الحياة في ذلك النهائي. المباراة لم تشهد الكثير في أول27 دقيقة، ولكن جاءت رأسية زين الدين زيدان لتهز الشباك بضربة رأس نادرة. ثم مرة أخرى قبل نهاية الشوط الأول سجل رأسية أخرى لتصبح النتيجة 2-0. قبل نهاية المباراة، وكانت فرنسا فازت بها 3-0. وفي عام 2001 استضافت فرنسا مرة أخرى بطولة أوروبية، حيث ساعد زيدان المنتخب للتتويج باللقب، وأصبح ثاني منتخب في العالم يحصل على البطولتين سويا. بحلول ذلك العام كان قد انتقل من جوفنتوس للانضمام إلى ريال مدريد عظماء الإسبان. وعلى الرغم من أن زيدان كان في بعض القضايا منزعجا قليلا من إدائه في النادي، إلا أنه كان يشعر بالفخر. عندما انضم إلى ريال مدريد في أول موسم له وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا حيث أظهر زيدان تألقه المطلق وسجل هدف النهائي الذي انتهى 2-1 لمدريد ضد بايرن ليفركوزن. قضى زيدان خمسة مواسم في مدريد حيث كان هناك المهندس اللامع الذي يدير اللعبة كما يشاء وأظهر دائما محبته في اللعبة. حتى في المباريات التي لم يستطع فيها مدريد الفوز، كان زيدان يقدم عرضا مذهلا للجماهير. في كأس العالم 2006، قرر زيدان أنه يريد أن يتقاعد بعد نهائيات كأس العالم، زيدان دفع المنتخب للأمام وساعدهم على الوصول إلى المباراة النهائية مرة أخرى بعد مساعدتهم على إخراج بعض عمالقة الكرة الكبار مثل البرتغال وإسبانيا والبرازيل؛ وفي النهائي التقوا بالإيطاليين العظماء. في هذه اللحظة اتخذ زيدان القرار الأكثر إثارة للجدل في كل العصور، حيث قام بنطح مدافع الطليان برأسه مما سبب له الطرد من المباراة الأخيرة له. وخسرت فرنسا النهائي، وربما كانت تلك أسوأ طريقة أراد بها إنهاء مسيرته الكروية. على الرغم من أن الجميع انتقدوه في ذلك الوقت وطغى ذلك على كل شيء قام به في مسيرته الكروية .إلا أن مهارة زيدان والأناقة المطلقة في لعبته هي واحدة من أبرز وألمع المهارات. رجل قليل الكلام خارج الملعب، ولكن عندما ينزل إلى الملعب فإنه لا يعرف الخوف.