على هامش اللقاء الذي نظمته جريدة "الجزائر نيوز" حول الوضع الذي تعيشه الجرائد الناشئة، اغتنمنا فرصة وجود بعض الناشرين لمعرفة آرائهم وتصوراتهم لواقع القطاع، والحلول الممكنة لمواجهة المشاكل المهنية والاقتصادية المحدقة به. "أعتقد أن الاجتماع لم يأت في وقته، حيث جاء متأخرا وكنا نأمل أن يحدث هذا التنسيق تزامنا مع الإصلاحات التي جرت في قطاع الاعلام حتى يشكل إضافة لقانون الاعلام، لكن هذا لا يعني أن الاجتماع غير إيجابي، بل بالعكس، لأنه سمح للحضور بوضع الأصبع على بعض الأمراض والمشاكل التي تلقي بظلالها على قطاع الاعلام، وبالتالي فسوف يشكل إضافة جديدة قصد تطويره، وما نأمله هو أن تكون اللقاءات القادمة ناجحة وناجعة بحضور أكبر عدد ممكن من الناشرين قصد إثراء هذه المبادرة". "إن هذه المبادرة التي قام بها بعض الناشرين تعد جيدة وهادفة لأنها تسمح أولا بطرح مشاكل القطاع، وثانيا محاولة حلها ودراسة أوضاع الصحف والمؤسسات الإعلامية سواء الاقتصادية أو المهنية ممثلة أساسا في التوزيع والتكوين، وكل ما نتمناه هو أن تسمح هذه المبادرة بتجاوز خلافاتهم الإيديولوجية واللغوية ومحو الفوارق بين القطاع الخاص والعام، خاصة وأن السلطات العمومية بصدد إصدار عدة إجراءات لتنظيم المهنة بصفة عامة". "أعتقد أن اللقاء الذي جمع بعض الناشرين مهم لإيجاد حلول لتنظيم القطاع وأطر قانونية يطرحون من خلالها انشغالاتهم ومشاكلهم المهنية، سواء المتعلقة بمسار التعددية الإعلامية أو المحافظة على المكاسب المحققة، وتشكيل قوة اقتراح لإعادة تنظيم القطاع والحد من الفوضى التي تسوده بما يخدم العاملين فيه". "يعتبر هذا النقاش مفيدا ومثمر جدا، وهذا قصد إيجاد حلول للمشاكل المطروحة اليوم لدى السواد الأعظم من الجرائد، ولابد أن تكون هناك مبادرة حقيقية للدفاع عن المهنة والصحفيين وإيجاد الحلول لبعض القضايا، مثل الاشهار الذي يوزع بطرق غير عادلة، ما يحتم علينا المطالبة واعادة النظر في الوضع القائم، لأنه من غير المعقول أن يوزع الاشهار بطريقة غير متساوية، وكذلك الشأن بالنسبة للطباعة، حيث يتم التعامل مع الصحف بمكيالين خاصة منها الجديدة والمهددة بالزوال إذا لم تسدد ديونها، في الوقت الذي لا تطبق هذه القوانين على بعض الصحف التي لها ديون بالمليارات". "أنا أساند وأؤيد كل مبادرة تعود بالفائدة على الصحف، وما قمنا به اليوم يجد مبرراته في كون كل مدير نشر على علم بأن هناك 136 عنوان، لكن لا أحد يعرف الآخر أو بالأحرى ما يعانيه على الأقل من حيث المشاكل، وعليه أرى بأن هذه المبادرة من شأنها أن تكون نواة أولى للاتصال فيما بيننا، وقد سمح لنا اللقاء بالاطلاع والتأكد من أن المشاكل التي تعاني منها "جريدتي" هي نفسها المطروحة لدى بقية العناوين، ما يحتم على كل الجرائد ومدراء النشر أن يدعموا هذه المبادرة وأن يفكروا في مصالح الأسرة الإعلامية من صحفيين وعمال، واليوم نحن ننتظر كيف سيكون رد فعل السلطات المعنية اتجاه هذه المبادرة". "أرى بأن الوقت قد حان لإثارة هذه المشاكل التي تعاني منها الصحف من طرف الناشرين في إطار منظم لطرح انشغالات القطاع، خاصة منها المهنية ومستقبل المؤسسات الاعلامية وحتى إن كانت كل جريدة تملك خطها الافتتاحي، فأنا أراه إطارا مناسبا وواسعا لطرح اهتمامات الأسرة الإعلامية من خلال تنظيم نفسها للدفاع عن وجودها لأن المشاكل المطروحة معروفة مثل الطباعة، التوزيع والاشهار والجباية، بالاضافة إلى إشكالية تأطير الصحفيين وتكوينهم، وأنا أقول بأنه حتى في العالم الليبرالي المتقدم والديمقراطي، هناك مساعدات تقدم من الدولة إلى الصحف ولو بطريقة غير مباشرة". "أستطيع القول أن الخطر الموجود اليوم ظهر منذ بروز الصحافة الخاصة، وأنا أرى بأن هناك مشاكل حقيقية، ومع الأسف هناك بعض الزملاء عملوا على تكسير كل المبادرات كونهم كانوا في وقت ما مدعومين من جهات ولم يقفوا مع بقية العناوين، وبالتالي ورغم موافقتي المبدئية للمبادرة، إلا أنني لا أقف مع الكثير من الأسماء التي حضرت حتى وإن كانت المشاكل التي طرحت تهمنا جميعا مثل التوزيع، الإشهار، الضرائب والتكوين". "لابد أن تعمل هذه المبادرة على تقريب وجهات النظر، وأعتقد أن المشكل الكبير المطروح اليوم يتمثل في التوزيع، فأنا مثلا أتولى تسيير جريدة جديدة ورأيت أن الاشكال موجود في التوزيع، وكل ما أتمناه هو أن يكون الحضور خلال اللقاء القادم واسعا بهدف طرح المشاكل ومحاولة معالجتها مع كل الناشرين، لأن القضية في الأخير تهم كل الأسرة الاعلامية ولا يقتصر الأمر على جريدة واحدة". "المبادرة جيدة وتهدف إلى تنظيم صفوف الناشرين لتبادل الآراء حول المشاكل التي تعترضهم وتقديم اقتراحات لحلها خاصة ما تعلق بالتوزيع، الاشهار، الضرائب وتكوين الصحفيين، ونأمل أن تكون المبادرة ناجحة من خلال انضمام بقية الصحف الخاصة الأخرى"