فضيحة تلو الفضيحة، ومع ذلك لازلت صامدا، عنيدا، غير عابىء بنا كجزائريات وجزائريين وبالعالم، ها أنت تصرح لوول ستريت أنك لم تستلم شيئا وكأن الأمر لا يعنيك يا خليل، يا من شوهت صورة بلدي، وجعلته مجرد بلد خاضع وذليل.. وفي الحقيقة، أنني لم استأنس بك منذ البداية، منذ أن أتى بك الرئيس بوتفليقة لتكون ركنا من أركانه.. ربما خدعه فيك ماضيك الطويل بالسوناطراك والإدارة الجزائرية، أو ربما خدعه فيك ما قيل عن خبرتك العالمية التي حزت عليها في الأوساط العالمية.. أو ربما خدعته كذلك تلك الصداقة والقرابة التي نسجت بينكما في السنوات الخالية، السنوات الضاربة من حيث العمق في ماض تليد شخصي يقوم على القرابة الحميمية.. لكنك أنت ضربت عرض الحائط بكل ذلك الإرث القديم من الصداقة والثقة التي كان يضعها فيك الرئيس.. بل قمت باستغلال تلك العلاقة لصالحك، وعدت لا تعترف بأي رئيس حكومة مهما علا شأنه.. لأنك كنت تقول من جاء بي هو الرئيس بوتفليقة، وليس لي أي ولاء إلا لبوتفليقة.. لكن في الحقيقة، ولاؤك لم يكن حتى لمن أتى بك، وكانت أياديه بيضاء عليك، بل كان لنفسك، لعائلتك، خاصة زوجتك وولديك والدوائر الاحتكارية في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي أبديت تجاهها كل ولائك ليس فقط لبيع سوناطراك، بل لبيع الجزائر بكاملها.. هل جزاء الإحسان إلا الإحسان يا خليل؟ لقد أنقذتك الجزائر وسلمتك كنوزها وشرفها كي تحافظ عليه، وكي تزيدها شرفا على شرف، لكن واحسرتاه.. فلقد بدرت منك كراهية لهذا البلد الذي منحك ما لا يمنحك إياه البلد الذي تجنست بجنسيته وأصبحت من الموالين لأربابه.. قل لي بربك، هل كان الرئيس يعلم أنك كنت بهذه الطينة وعلى هذه الشاكلة؟! قد تقول لي أي كلام.. لكنني أؤمن بأن الرئيس لم يكن يعلم أنك أصبحت من هذا الفصيل، فصيل الفاسدين والخداعين والمتنكرين.. وما يحز في نفسي هو هذا الاستمرار في التكبر والتعالي وادعاء البراءة.. وأدري، أنه لولا أن الفضيحة انفجرت في الخارج.. لبقيت تدعي أنك أبيض كالثلج، ولبقيت تتصرف كأحد ملاك الجزائر مستغلا في ذلك صداقتك وعلاقتك القديمة بالرئيس وبمحيط الرئيس من أصحاب الحل والعقد.. أول ما صدمت هي تلك المقالات الفاضحة التي نشرتها الصحافة الجزائرية، ومنها جريدة الوطن.. وبرغم كل الشبهات التي تثار من حول الصحافة والصحفيين الجزائريين والجزائريات، فأنا جد فخورة بصحفية الوطن سليمة التي تملك تلك الشجاعة النادرة لتذهب إلى أقصى الأشياء من أجل تعرية الحقائق.. هناك ألسنة سليطة هاجمت وشككت في صدقية الصحفية باعتبار أنها أداة بين أيدي الاستعلامات، لكن ذلك لم يعد ينطلي على أحد.. فلقد أعطتها التحقيقات الدولية حولك، أيها المتورط في الفساد، يا شكيب يا خليل، كل الحق بل وكل الصدقية.. والآن ماذا تقول يا خليل بعد كل هذه الفضائح المرعبة، وماذا يقول كل من أرادوا الدفاع عنك وحمايتك في السر والعلن..؟ إنني كجزائرية خجولة بك.. أجل خجولة وشديدة الخجول أن يكون رجالا أمثالك على رأس قطاعات حساسة في بلد الجزائر... بدون مودة واحترام نون الباز