نشرت صحيفة "المغرب" اليومية التونسية، السبت، نص وثيقة نسبتها إلى وزارة الداخلية التونسية، وقالت إن الأخيرة عممتها على فروعها الأمنية. وتتضمن الوثيقة تحذيراً من وكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA بإمكانية استهداف المعارض التونسي محمد البراهمي، وهي صادرة بتاريخ 15 جويلية، أي 10 أيام فقط قبل اغتيال الأخير رمياً بالرصاص أمام بيته. واغتيل المعارض والنائب التونسي البراهمي، في 25 جويلية الماضي أمام بيته بالضاحية الغربية للعاصمة تونس، وخلف مقتله أزمة سياسية في البلاد بين الائتلاف الثلاثي الحاكم بزعامة حركة النهضة الإسلامية، وقوى المعارضة المتحالفة في جبهة الإنقاذ الوطني. ويبدو من خلال نص الوثيقة التي نشرتها الصحيفة التونسية أنها صادرة عن جهاز الأمن الخارجي التابع للإدارة العامة للمصالح المختصة (جهاز المخابرات). وجاء في نص الوثيقة: "اتصلت إدارة الأمن الخارجي بمراسلة من رئيس مكتب الجهاز المقابل الأميركي CIA، تتضمن الإفادة بإمكانية استهداف عضو المجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي، الأمين العام السابق لحركة الشعب ومؤسس التيار الشعبي، من طرف عناصر سلفية دون إيضاحات أخرى". وتابعت: "تم إعلام الإدارة العامة للأمن العمومي والإدارتين المركزيتين لمكافحة الإرهاب والاستعلامات العامة (المخابرات العامة) بهذه المعطيات". وكان وزير الداخلية التونسي، لطفي بن جدو، قد اعترف بأن وزارة الداخلية كانت على علم مسبق بعملية اغتيال المعارض التونسي البراهمي، وذلك من خلال امتلاكها وثيقة وردت إليها من جهات استخباراتية أجنبية قبل الحادثة ب11 يوماً، نافياً علمه بوجود الوثيقة. وقال بن جدو: "إن هذا التحذير الوارد من الأمن الخارجي هو من بين عدد من التحذيرات التي ترد حول مسائل كثيرة، والتي توجه عادة إلى إدارة الأمن العمومي للتثبت من صحة محتواها، ثم ترسل إلى وزير الداخلية لاتخاذ الإجراءات اللازمة"، مؤكداً أن هذا التحذير الموجود منذ يوم 14 جويلية 2013 لم يكن هناك ما يفيد بصحته، ولم يتم إعلام وزير الداخلية بشيء حوله في الوقت المناسب". هذا ودعت هيئة الدفاع عن البراهمي إلى فتح تحقيق عاجل ضد كل من المدير العام للأمن العمومي، والمدير العام السابق للاستخبارات، ومدير فرقة مكافحة الإرهاب، وكل من يكشف عنهم البحث بتهمة التواطؤ في إخفاء معلومات حول جريمة اغتيال البراهمي لتحديد كل المسؤوليات، على حد تعبيرها. وكانت السلطات التونسية قد نسبت اغتيال البراهمي، ومقتل المعارض اليساري شكري بلعيد في فيفري الماضي، إلى سلفيين جهاديين مرتبطين بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.