عرف المهرجان الدولي للشريط المرسوم بالجزائر مواكبة ملحة من جمهوره هذا العام، حيث لم يتوان عشاق القصص المصورة العالمية، والمانغا الآسيوية عن تسجيل حضورهم طوال أيام التظاهرة الأربعة، ليساهموا في بث جو احتفالي خلال المهرجان الذي يطفئ شمعته السادسة هذا العام. تسدل الطبعة السادسة للمهرجان الدولي للشريط المرسوم بالجزائر ستارها هذا العام، وبهذا يودع معجبو فن القصص المصورة والرسوم المتحركة مهرجانهم السنوي الذي جمعهم ببعضهم البعض وبأبطالهم الخياليين وكتابهم المفضلين، التظاهرة الثقافية التي دامت من 8 إلى 12 أكتوبر جمعت بين أسماء معروفة في عالم الشريط المرسوم، المانغا الآسيوية، والرسوم المتحركة، لتجمع شباب الجزائر بمختلف رواد مبدأ التمازج الثقافي في العالم، وتفتح الأبواب للأيادي الموهوبة لتجهر بأعمالها الفنية. صاحب المهرجان الدولي للشريط المرسوم بالجزائر مجموعة من التكريمات لفنانين جزائريين لما قدموه للفن التاسع الجزائري مثل "قاسي" والفقيد "واعمر"، وفنانين أوربيين من أمثال "هوغوبرات"، إضافة إلى الاحتفاء ببعض الدول مثل "الكاميرون" التي نصبت ضيف شرف لهذه الطبعة. شهدت أيام عمر المهرجان مجموعة من المعارض الثرية، الأول يحمل عنوان "عالم كاسي" يضم أهم وأجمل أعمال الفنان الجزائري الذي قدم الكثير لعالم الشريط المصور الجزائري، وناقش العديد من المظاهر الاجتماعية بطريقة فكاهية ذكية. المعرض الثاني تحت عنوان "العالم الساحر للفقيد واعمر"، وفيه مجموعة من الرسوم الكاريكاتورية التي خلفها الفنان الجزائري، وقد وصفه القائمون على المهرجان ب«المشروع الفني غير المكتمل، حيث رحل صاحبه مبكرا تاركا بصمته لتشهد على كونه فنانا متكاملا إلى الأبد". أما المعرض الثالث فيضم مجموعة فنية نادرة من الكاميرون، يمتد تاريخها من الأربعينيات إلى يومنا هذا، ينقلك أصحابه في جولة تاريخية لا يملون خلالها من رواية تاريخ الشريط المصور الكاميروني وقصص اللوحات المعلقة في المعرض وأصحابها... ليتمتع الجائل برحلة تثقيفية تجمع بين عراقة التاريخ وجمال الإبداع الفني. تميز المهرجان الدولي للشريط المرسوم بالجزائر هذه السنة بحضور أسماء عالمية معروفة في مجال الرسوم المتحركة والقصص المصورة، أسماء من طينة صاحب الشخصية الشهيرة "تيتوف" "فيليب شابوي"، "بيبي بينزو"، "الهيك"، "شوي كيونجين"، "شون غروي لي"، "لي رونغ تشاو"، و«سافاتيير فانيدا" وغيرهم من الأسماء التي تحدثت عن شخصياتها بكل طلاقة وشفافية، وتعرفت على عشاق أعمالهم الفنية. تألقت الطبعة السادسة للمهرجان بتنوع النشاطات الترفيهية التي شملت الأفراد والعائلات، نشاطات مثل لعبة "البحث عن الذهب" التي ترسخ روح التعاون بين الفرق المنتشرة في ساحة رياض الفتح، ورشات الرسم التي اختلفت أعمار المشاركين فيها ليتباهوا بإبداعاتهم الفنية خاصة في مجال المانغا الآسيوية التي تشهد شعبية كبيرة لدى الشباب الجزائري، وكذا الطاولات المستديرة التي نوقشت فيها العديد من المواضيع التي تمس الإبداعات العالمية في مجال الشريط المرسوم وأهم محطاتها، وحصص التوقيع التي سمحت للكتاب الجزائريين والعالميين بالالتقاء بمعجبيهم وتبادل الأفكار معهم... كما خصصت مساحات للمطالعة تكدس فيها هواة الشريط المرسوم للاطلاع على آخر الإبداعات الفنية لمؤلفيهم المفضلين ... ولعل أهم نشاط جذب انتباه الشباب الجزائري كان مسابقة ال«كوسبلاي" التي تهدف إلى التشبه بشخصيات المانغا بارتداء ملابسها والقيام بحركاتها، حيث ستسلم جوائز مالية لأحسن تقليد طوال مدة المهرجان، فرصة اغتنمها عشاق المانغا لتجسيد "فانتازيا" شخصياتهم الخيالية المفضلة على الواقع.