هزّ انفجار شديد ضاحية جرمانا في ريف العاصمة السورية دمشق صباح أمس. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، أن التفجير كان هجوما انتحاريا بسيارة مفخخة، موضحة أنه وقع على أطراف جرمانا التي تسكنها أغلبية مسيحية ودرزية. وأوضح مراسل "بي بي سي" في سوريا، أن الانفجار وقع بالتحديد من جهة بلدة المليحة التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة. وقد أفادت "سانا" بأن التفجير - الذي وصفته بأنه "إرهابي" - أسفر عن إصابة 15 مواطنا "إصابات معظمهم بليغة"، وألحق "أضرارا مادية كبيرة" في المنطقة. كما ذكرت الوكالة، أن "إرهابيين استهدفوا بقذائف هاون منازل المواطنين" بأحياء عدة في جرمانا. وأكد نشطاء المعارضة السورية وقوع الهجوم الانتحاري، لكنهم ذكروا تفاصيل للحادث تختلف عن الرواية الرسمية. فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الهجوم من تنفيذ أحد عناصر جبهة النصرة الإسلامية، وأن قتالا عنيفا اندلع عقب التفجير بالقرب من نقطة تفتيش. وفي القتال، استخدم مسلحو المعارضة القذائف بينما قصفت مقاتلات مناطق قريبة خاضعة لسيطرة المعارضة. وأسفر التفجير والقتال عن مقتل 16 جنديا من القوات الحكومية، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد على شبكة من النشطاء داخل سوريا. ولم يتسن ل "بي بي سي" التأكد من صحة هذه الحصيلة من مصدر مستقل. ويقول جيم موير، مراسل "بي بي سي" في لبنان، إن استخدام التفجيرات الانتحارية لبدء هجوم هو أسلوب استخدمه مسلحو المعارضة على نحو متزايد خلال الشهور الأخيرة. وتسيطر المعارضة على كثير من المناطق الريفية حول دمشق، لكن جرمانا - التي تعد منطقة مؤيدة للرئيس بشار الأسد - ما زالت خاضعة لسيطرة الحكومة. وكانت جرمانا قد تعرضت الأسبوع الماضي لقصف متقطع بقذائف الهاون من قبل مسلحي المعارضة أوقع أكثر من ثلاثين قتيلا، وذلك بعد تهديدات من فصائل المعارضة في بيان انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها ستمطر أحياء دمشق بالقذائف. وفي شهر أوت الماضي، شهدت جرمانا انفجار سيارة مفخخة، راح ضحيته 18 شخصا على الأقل.