يعتبر هيرنان ميدفورد "إيل بيكانتي" نجمَ الكرة الكوستاريكية بلا منازع، ويعود له الفضل في بلوغ هذا البلد لأهم إنجازين في تاريخه. إذ استطاع إيداع الكرة في الشباك في الوقت المناسب مرتين، وأطلق شرارة الاحتفالات في أوساط الجماهير والأنصار. وتزامن اكتشاف عشاق الساحرة المستديرة للاعب هيرنان ميدفورد مع اكتشافهم لمنتخب كوستاريكا برمته. إذ سجل هذا المهاجم السريع هدف فوز كتيبة التيكوس على السويد في نهائيات كأس العالم إيطاليا 1990، مما ضمن لها التأهل إلى دور الستة عشر. وقد استحضر نجم كتيبة التيكوس ذكريات ذلك المونديال قائلا: "لقد كانت مشاركة تاريخية بالنسبة لنا. لم يكن ينتظرنا أحد في تلك النهائيات. لكننا كنا نمتلك مجموعة متراصة الصفوف ومدربا جيدا من طينة بورا ميلوتينوفيتش، حيث أشرف كما يجب على تماريننا. لقد شكلت تلك الدورة بداية مرحلة جديدة في تاريخ كرة القدم الكوستاريكية، وقد أعطانا ذلك الهدف التأهل إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخ منتخبات أمريكا الوسطى". كما عادت تجربة كأس العالم بالنفع على ميدفورد من الناحية الشخصية أيضا، إذ رحل إلى الخارج مباشرة بعد نهاية أم البطولات، وتنقل بين العديد من الأندية العالمية، وقد صرح في هذا الصدد: "كان من الصعب على لاعبي كوستاريكا الاحتراف في الخارج قبل مونديال إيطاليا. لكنني نجحت بعد نهايته في التعاقد مع دينامو زغرب، حيث لعبت مع دافور سوكر وزفونيمير بوبان. ثم التحقت بنادي رابيد فيينا، وكنت هناك تحت إمرة المدرب هانس كرانكلس، وبعدها رحلت إلى إسبانيا، وبالضبط إلى نادي رايو فاييكانو بصحبة المدرب خوسي لويس كاماتشو". عاد هيرنان إلى المكسيك في ختام جولته الأوروبية، وقدم هناك مردودا طيبا طوال عشر سنوات، ثم ختم مسيرته برفقة فريق سابريسا الكوستاريكي. لكنه سجل قبل ذلك هدفا تاريخيا آخر ضمن تصفيات كأس العالم كوريا الجنوبية واليابان 2002، وساهم في تحقيق كتيبة التيكوس لفوز تاريخي على المكسيك داخل ملعب أزتيكا الشهير. وقد صرح في هذا الباب: "تشكل تلك المباراة واحدة من اللحظات الخالدة في مسيرتي. لقد كانت سعادتي كبيرة وغمرتني المشاعر والأحاسيس بعد ذلك الفوز التاريخي على المكسيك. كما جاء ذلك الهدف بعد مضي 11 سنة بالضبط على الهدف التاريخي الأول ضد السويد".لم يغادر هيرنان عالم الساحرة المستديرة بعد اعتزاله اللعب. إذ سرعان ما أصبح مدربا لفريق سابريسا، وقاده للتألق وطنيا وقاريا. وقد تطرق "إيل بيكانتي" لهذه المرحلة من مسيرته بفخر وقال: "أحرزنا العديد من الألقاب المحلية ولقب كأس الكونكاكاف، وتمكنا من احتلال المركز الثالث في كأس العالم للأندية، وهو إنجاز تاريخي غير مسبوق. كما حصلت على المركز الثامن عشر في ترتيب مدربي العالم سنة 2005، واحتللت المركز الثالث على مستوى أمريكا والمركز الأول في دول الكونكاكاف".لذلك شكلت قيادة منتخب كوستاريكا المرحلة الموالية لهيرنان، لكن تجربته على رأس كتيبة التريكولور كانت صعبة، وقد أوضح بمرارة أن "الأمور سارت على نحو جيد فيما يخص النتائج. لكنني واجهت الكثير من المشاكل مع الصحافة وضغطها ومع المسيرين الذين قرروا وضع حد لهذه التجربة. وقد حدثت في الأخير الكثير من التغيرات، ولم ننجح لسوء الحظ في ضمان التأهل إلى جنوب إفريقيا".قرر ميدفورد استبدال التدريب بالإدارة الرياضية والتسيير بعد تجربة مريرة أخرى على رأس فريق ليون المكسيكي.