حمّلت جبهة التغيير السلطة مسؤولية حالة الغموض التي تعيشها البلاد في ظل ظروف إقليمية يميزها تدهور الحالة الأمنية على حدودنا، داعية إياها إلى ضرورة رفع الغموض بشأن رغبتها في إجراء تعديل دستوري من عدمه، حتى تتضح الرؤيا لدى الطبقة السياسية حول مستقبل البلاد، لاسيما أنها مقبلة على استحقاقات وطنية تعتبر جد مصيرية. وتساءل رئيس الحركة عبد المجيد مناصرة، في كلمته الإفتتاحية لأشغال الملتقى الوطني لرؤساء المكاتب الولائية للجبهة، المنعقد أمس بمقرها الوطني: لماذا لا تصرح السلطة صراحة هل هناك تعديل دستوري أم لا؟ وكيف سيتم ذلك في حال إجرائها لهذا التعديل؟ ولماذا لا يتم التأكيد صراحة على تنظيم الإنتخابات الرئاسية في وقتها وليترشح من يشاء؟. عبد المجيد مناصرة الذي أكد في بيان للحركة تلقت "الجزائر نيوز" نسخة منه، على أن البلاد مقبلة على استحقاقات انتخابية في الأشهر القادمة تتوجب الحرص والتركيز من الجميع لمواكبتها. ولتكون الجبهة حاضرة بقوة في هذه المواعيد، دعا إلى أن تكون الرئاسيات القادمة البوابة من أجل إنجاح الإنتقال الديمقراطي وإنهاء سنوات التزوير والتزييف، وتحريرالفعل السياسي من التبعية والفساد والنفاق والشقاق، لأن هذه الإستحقاقات تأتي - حسبه - بعد أكثر من 50 سنة من الإستقلال التي كثرت فيها الإخفاقات وارتفاع المطالب الشعبية رغم الإصلاحات المتخذة في المجالات التربوية، والتي كانت نتيجتها تصنيف المدرسة الجزائرية في المرتبة ال 100 في جودة التعليم، والجامعة الجزائرية في المرتبة 4132 عالميا!. أما الإصلاحات السياسية فلم تجلب للجزائريين إلا مزيدا من تزوير الإنتخابات وتراجع حرية الصحافة والتعبير، حيث احتلت الجزائر المرتبة 125 في ترتيب حرية الصحافة والإعلام، على حد تعبيره. كما تساءل رئيس الجبهة عن ماذا تحقق من المشروع النوفمبري التحرري، وماذا حققت الجزائر المستقلة بعد ما يقارب 60 سنة من انطلاقة أكبر ثورات التحرر في القرن العشرين، والتي دفع من أجلها الشعب الجزائري النفس والنفيس.. فهل حققت ثورة نوفمبر أهدافها ونحن نعيش الإخفاقات الكثيرة في بناء الدولة وفي تمكين المواطن الجزائري من جميع حقوقه في الكرامة والحرية والعمل وغيرها؟ وأمام كل هذه الإخفاقات والتراجعات فإننا اليوم - يشير مناصرة - ندعو الى إصلاح الإصلاحات وتطهيرالحياة السياسية من التزوير والتزييف والإستبداد والفساد ومن الشقاق والنفاق، وإطلاق الحريات السياسية والإعلامية لبناء دولة حديثة قوية وللمواطن فيها كامل الحقوق. ومن جهة أخرى دعا رئيس الجبهة إلى الإهتمام بجميع ما يحدث في الحدود الجزائرية، ولابد من التحرك الفاعل للجزائر في المغرب العربي وفي دول الساحل والصحراء التي انتشر فيها الإرهاب والسلاح، بشكل يهدد السلامة الأمنية للجزائر رغم تمكنها من القضاء عليه داخل البلاد، ولكن هذا لا يعفينا من تكثيف الجهود، خاصة في ليبيا والمساهمة في استقرارها. كما ثمن رئيس الجبهة جهود الجزائر في استقرار تونس.