ولدت في بلد "مصارعة الثيران" فعشقت منذ طفولتها هذه الرياضة وقررت أن تصبح مهنتها.. لم تكن أول إسبانية تمارسها وتحمل لقب "توريرا" أو مؤدية في عروض المصارعة، لكنها الأشهر على الإطلاق وأول امرأة، في إسبانيا وأوروبا، تُكرَّس "ماتادورا"، أعلى درجة يصل إليها مصارع الثيران.. الحسناء كريستينيا سانشيز، تحدت الأعراف والقوانين ونجحت في اقتحام مجال يسيطر عليه الرجال منذ نشأته، حققت شهرة عالمية، وقدمت كمصارعة أقوى العروض، هزمت أكثر من 300 ثور في ست سنوات قضتها في هذه المهنة قبل اعتزالها في العام 1999، لتستحق عن جدارة لقب أمهر وأشهر وأصغر مصارعة للثيران.. دخلت سانشيز، المولودة في مدريد في 20 فبراير 1972، حلبة المصارعة للمرة الأولى قبل أن تبلغ الحادية والعشرين من عمرها، تحديدا في 13 فبراير 1993، وقدمت أولى عروضها بنجاح كبير وخلال سنوات عملها الست نجحت سانشيز في قطع أذن 316 ثورا، بدأت سانشيز في موطنها بالعاصمة مدريد، حيث قدمت أول عروضها وكانت تقوم بقتل الثيران الصغيرة لكنها لم تحصل على لقب "ماتادورا" الذي يسمح بالدخول بمصارعة أكبر وأقوى الثيران. عانت المصارِعَة الأنثى من التمييز في عالم يسيطر عليه الرجال سواء من أصحاب حلبات المصارعة الذين كانوا يرفضون أن تشارك امرأة في عروضهم، أو من نجوم المصارعين الذين لم يتقبلوا وجود سانشيز بينهم. ما دفعها للقيام بجولة في عدد من دول أميركا اللاتينية التي تقدم مصارعة الثيران مثل بيرو والمكسيك وتشيلي وفنزويلا وكولومبيا، حيث تتمتع هذه الرياضة بشعبية كبيرة بالإضافة للولايات المتحدة، لتحقق شهرة عالمية لم تستطع الوصول إليها في وطنها. وبعد نجاح عالمي وخبرة لا بأس بها، كُرِّست سانشيز "ماتادورا" في مدينة "نيم" بجنوب فرنسا في 25 ماي 1996، وكان عمرها 24 عاما فقط، لتحصل الشقراء الحسناء على لقب مايسترو الحلبة وقائد المؤدين الذي يمكنه قتل الثور في نهاية العرض ويحصل على أذنه كذكرى. وتعود لتشارك في عروض ببلدها، موطن تلك الرياضة الشهيرة بعالمها المميز وقواعدها الصارمة، وتقدم في الشهر نفسه أول عروضها ك«ماتادورا" في أشهر حلبات العاصمة مدريد "لاس فينتاس" المعروفة باسم "كاتدرائية مصارعة الثيران". استطاعت سانشيز أن تحقق نجاحا في إسبانيا وقدمت جميع أنواع الأداء داخل الحلبة فصارعت من فوق الحصان وأيضا مترجلة بعد أن أصبحت ماتادورا، وبلغ الأمر أنها كانت تحقق أرباحا تصل إلى مليون ونصف المليون دولار في العام، لكنها ظلت تشكو من أن المصارعين الذكور يرفضون أن يتقاسموا الإعلانات معها وأن عقودها كانت من الدرجة الثانية حتى وصلت إلى لحظة يأس قررت فيها الابتعاد عن الحلبة للأبد.