أفاد مصدر إخباري في اليمن أن تسعة من المقاتلين الحوثيين لقوا حتفهم في تجدد للاشتباكات بعد فشل جهود وساطة قبلية لاحتواء التوتر بين الحوثيين وقبائل يمنية في غربي صعدة شمالي اليمن. يذكر أن التوتر هو سيد الموقف في منطقة غرب محافظة صعدة ويخيم القلق على سكانها، إذ يواصل رجال القبائل الاحتشاد في الجهة الغربية من المحافظة لفرض حصار على الحوثيين. من جهة أخرى، تسود أجواء الاستعداد للعودة للقتال بين رجال القبائل في بعض مناطق قبائل حجور التابعة لمحافظة حَجّة. وتعد منطقة "عاهم" في مديرية كُشَرْ غربي محافظة صعدة واحدة من مناطق التماس مع الحوثيين الذين يتمركزون في مناطق قريبة منها. وكان موقع يمني أفاد نقلا عن مصادر قبلية في كتاف شرق صعدة شمالي اليمن بسقوط عشرات القتلى والجرحى في معارك عنيفة بين الحوثيين ومسلحين من القبائل، هذا الأسبوع. وقد تمكن مسلحو القبائل من السيطرة على مواقع للحوثيين في الرصيفة والخراشد في المنطقة نفسها. وعلى مسافة قريبة من منطقة الملاحيظ التي يسيطر عليها الحوثيون، وضع رجال قبائل المتاريس واعتلوا التلال وأخضعوا كل التحركات للرقابة. وتتزايد أعداد المقاتلين يوما بعد آخر، ويقولون إنه إذا لم يرفع الحوثيون الحصار عن دماج فإن الهجوم على صعدة بات ضمن الاحتمالات، لكن الحوثيين يَعدّون ما يحدث عبارة عن حصار مطبق حال دون دخول المواد الغذائية والمحروقات إلى سكان مدينة صعدة عاصمة المحافظة. ويرى المتابعون أن سيطرة رجال القبائل على المناطق الغربية أفقدت جماعة الحوثي منفذا مهما من الناحية العسكرية، لكنها في المقابل جعلت السكان يعيشون حالة من القلق خوفا من اشتداد القتال. ولم تنجح اتفاقات وقف إطلاق النار التي توسطت فيها الحكومة في إنهاء القتال الذي اندلع الشهر الماضي عندما اتهم الحوثيون الشيعة جماعات سلفية بجلب آلاف المقاتلين الأجانب للإعداد لمهاجمتهم، بينما نفت الجماعات السلفية الاتهامات الحوثية، وأكدت أن من يتحدث عنهم الحوثيون ما هم إلا مجرد طلاب أجانب جاؤوا لدراسة علوم الدين في مدرسة دار الحديث التي تأسست في ثمانينيات القرن الماضي. من جهة اخرى خرجت في العاصمة صنعاء تظاهرات نظمها أنصار التيار السلفي تطالب بالوقف الفوري للقتال بين المقاتلين الشعية والسلفيين في دماج جنوب اليمن. وقال سرور الوداعي المتحدث باسم السلفيين إن الحوثيين قصفوا المدرسة الواقعة في دماج وقتلوا ثلاثة أشخاص وأصيب 12. ولم يؤكد الحوثيون أو ينفوا قصف المدرسة. غير أن علي البخيتي المتحدث باسم الحوثيين قال أثناء مشاركته في محادثات المصالحة الوطنية، إن جماعته لم تقصف مدارس أو مناطق مدنية، وأضاف أنه إذا كان هناك قصف فإنه يتركز على الجبال وعلى معسكرات "المسلحين الأجانب".