شن متمردون حوثيون مدعمون بدبابات هجوما جديدا، أول أمس الجمعة، على بلدة في شمالي اليمن يسيطر عليها سلفيون سنة، حسب ناطق باسمهم. وارتفع عدد القتلى جراء الاشتباكات بين الطرفين المتواصلة منذ ثلاثة أيام إلى 40 شخصا. واندلع القتال بين الطرفين الأسبوع الماضي رغم جهود الوساطة التي تقوم بها الحكومة في أفق تعزيز اتفاق وقف إطلاق نار أبرم بين الطرفين في أواخر السنة الماضية في محافظة صعدة الجبلية، التي طالما ظلت خارج سيطرة السلطات المركزية اليمنية. وقال ناطق باسم السلفيين يدعى أبو إسماعيل الحجوري إن جميع الضحايا من السلفيين وأن أكثر من 200 شخص جرحوا خلال هجوم الحوثيين على بلدة دماج القريبة من مدينة صعدة التي يسيطر عليها الحوثيون بالقرب من الحدود مع السعودية. وتدخل السعوديون عسكريا في النزاع باليمن في عام 2009 قبل إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والحوثيين. وسقطت المحافظة في يد الحوثيين بشكل كامل، بحيث نصبوا محافظا لها من بينهم. وقال الحجوري إن دماج كانت تحت حصار القوات الحوثية على مدى عدة أسابيع، متهما إياهم بقصف البلدة بصواريخ، ما أدى إلى اشتعال النيران في مساكن طلبة مدرسة دينية. ويتعذر الاتصال بمسؤولين حوثيين للتعليق على حقيقة ما يجري. واتهم بيان للحوثيين، السلفيين، بالتسبب في اندلاع القتال من خلال جلب آلاف من المقاتلين الأجانب إلى بلدة دماج. ويقول السلفيون إن الأجانب الموجودين في البلدة هم طلبة جاءوا لدراسة العلوم الشرعية في المدرسة الدينية التي بنيت في الثمانينيات من القرن العشرين بالبلدة. وكان الحوثيون حاصروا بلدة دماج لمدة أسابيع السنة الماضية، متهمين السلفيين بتخزين الأسلحة لكن هؤلاء نفوا التهمة الموجهة إليهم. ويخشى بعض السنة من أن الحوثيين يسعون إلى إعادة حكم الأئمة الزيديين الذين استمروا يحكمون اليمن لمدة ألف عام، علما بأن حكمهم أنهي في انقلاب عسكري شهدته اليمن عام 1962.