أكد دحان محمد مدير السياحة لأدرار، في تصريح ل "الجزائر نيوز"، أن الولاية سجلت إقبالا مضاعفا للسياح الجزائريين بمناسبة احتفالات نهاية رأس السنة الميلادية 2013، قدر ب 17 بالمائة، وهو ما يخدم الاستراتيجية الوطنية لترقية السياحة الداخلية، حيث تم خلال السنة المنصرمة تسجيل أزيد من 13.000 سائح جزائري مقابل 595 سائح أجنبي فقط. حصيلة -يضيف- مرشحة للارتفاع مع الأيام المقبلة خاصة مع التظاهرات الثقافية والدينية التي سيحييها سكان المنطقة عبر مختلف الأقاليم. انتعاش الموسم السياحي للعام المنصرم والحالي، يرجعه دحان معلم، إلى مناسبات عدة أبرزها المهرجان الوطني "أهليل" الذي يستقطب وفودا من داخل وخارج الوطن، والصالون الوطني "الواحة الحمراء للصناعة التقليدية" الذي يهدف إلى ترقية المنتوج السياحي والتقليدي إلى جانب التظاهرات الرياضية على غرار نصف المراطون الوطني "الشافية بودة"، وتظاهرة عيد الجمل بمنطقة برج باجي مختار. ناهيك عن مناسبة المولد النبوي الشريف الذي تضرب فيها الولاية موعدا للزوار مع احتفالات متميزة تعد من أبرز مضامين السياحية الدينية بالولاية. تحصلت اللجنة الولائية لترقية الاستثمار بأدرار على موافقة مبدئية من مصالح وزارة السياحة، والتي تهدف إلى ترقية هياكل الاستقبال وتوسيع الحظيرة الفندقية بها في أفق 2020، حيث ينتظر بلوغ 1667 سرير، وتوفير 110 منصب شغل دائم، إضافة إلى 90 منصب مؤقت. وحسب أرقام مديرية السياحة التي تحصلت عليها "الجزائر نيوز"، فسيتضاعف حظ بلدية أدرار بستة مشاريع متمثلة في أربعة فنادق جديدة بجموع 774 سرير جديد، أما إنجاز الإقامتين السياحيتين فسيوفر 868 سرير. قال المدير إن الولاية على خمسة مناطق للتوسع السياحي، معلن عنها منذ 1988 هي: "بربع" وتحولت إلى منطقة فلاحية، "تادلست" قريبة من تيميمون، "الشارف سيدي عيسى" بأولف وهي منطقة سبخية، "تاوريرت" برقان وهي مهددة بالتوسع العمراني، ناهيك عن منطقة "تعنطاس" بتنركوك التي تم تخصيصها كمحمية تابعة لوزارة تهيئة الإقليم والبيئة. كما اقترحت مناطق توسع ومواقع سياحية جديدة، عددها تسعة، من خلال دراسة المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية بالولاية، صادق عليها المجلس الولائي، منها: "واحة بودة" بمساحة 135 هكتار، "إغزر" ب 100 ه، "تاقلزي" ب 10 ه، "غيات" ب 60 ه، "تامسخت" ب 40 ه... وغيرها. اعتمد لحد الآن 33 مشروع استثماري سياحي بالولاية، يتوزعون على مساحة قدرها 86.35 هكتار، منها 12 مشروعا تم ايداعه على مستوى مصالح المديرية. إذ تعد مقر الولاية لوحدها 11 مشروعا، تيميمون 04، تيمقطن 03، رقان 04، برج باجي مختار 06، أولاد سعيد مشروع وحيد. عرفت قطاع الصناعة التقليدية بولاية أدرار، عدة مخططات خماسية حاولت النهوض بالموروث المادي بالمنطقة، بدء من 1996 وإنشاء مراكز للصناعة التقليدية بتمنطيط وتنركوك واولف، ثم في 1999-2004 الذي أنشئ بموجبه مراكز بتيماوين، تيميمون وبشروين، أتبع بخماسي ثالث من 2005-2009 خص بلديات مثل رقان وتسابيب وأوقروت. وآخرها سويقة بمدينة أدرار والتي أنجزت في 2010. يواصل قصر تماسخت الموجود ببلدية تامست (ولاية أدرار) الصمود ومقاومة قساوة المناخ الصحراوي. بناه في القرن الرابع الميلادي الزعيم الأمازيغي الذي يحمل القصر اسمه وهو الملك تمازغت المشهور بالشجاعة والمروءة والذكاء. والقصبة (أو القصر حسب التسمية الصحراوية) رغم صمودها تحتاج إلى رعاية أفضل واهتمام أكبر، وتستحق عناية خاصة باعتبارها تراثا وطنيا يمثل سجلا مجسدا كلما زاره أحد من أبناء الوطن أو الأجانب إلا وتساءل متعجبا كيف يبقى هذا الكنز من التراث مهملا؟! عدا ما تبذله جمعية ثقافية محلية من جهود حسب إمكانياتها المتواضعة من جهد للحفاظ على القصر واستقبال السواح وتوجيههم.