يرى عبد المجيد مرداسي، المؤرخ والأستاذ بجامعة قسنطينة، أن جون شارل دانيو، وهو صاحب كتاب جديد يكشف فيه حقائق موت مناضل القضية الجزائرية إبان الفترة الاستعمارية "موريس أودان"، هو مخرج سينمائي وليس كاتبا أو مؤرخا، مشيرا إلى كون صاحب الكتاب اعتمد على شهادة الضابط الفرنسي "أوساريس" الذي كلف من ضمن ضباط فرنسيين آخرين بقمع الثورة الجزائرية. كما يؤكد مرداسي، في هذا الحوار، أن الموقف الجزائري يفترض فيه أن يضغط كما قال على الدولة الفرنسية من أجل إعطاء معلومات حول الموضوع، وأن المقاربات التي تشير إلى كون أنه تم تحديد الدائرة التي توجد فيها جثة "موريس أودان" على أساس شهادات تتعلق بالفضاء العمراني للعاصمة خلال الفترة الاستعمارية وليس عاصمة اليوم وفق تعبيره دائما. عندي فقط المعلومات التي هي موجودة لدى الصحافة والتي أوردتها بهذا الخصوص، وما أستطيع قوله هو إنه عندما قام الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بزيارة إلى الجزائر تنقل إلى الفضاء الذي يرمز إلى موريس أودان في الجزائر العاصمة. أنا لم أقرأ الكتاب الذي يتحدث حول "حقيقة موت موريس أودان" غير أن زوجة المناضل موريس أودان ما فتئت تطالب السلطات الفرنسية بالحقيقة وبالتحقيق حول ظروف ما حدث ل "موريس أودان". جون شارل دانيو هو مخرج سينمائي فرنسي وليس كاتبا أو مؤرخا، ولقد سبق له وأن قام بتسجيلات مع "أوساريس"، حيث يقول هذا الأخير إن "موريس أودان" اغتيل بالسكين من طرف عسكريين فرنسيين خلال الفترة الاستعمارية غير أن زوجة "موريس أودان" ليست مقتنعة بذلك. بالنسبة للموقف الجزائري، فإنه يفترض فيه أن يضغط على الدولة الفرنسية من أجل إعطاء معلومات حول الموضوع. في الواقع، إن ما قاله الكاتب كان حسب شهادة "أوساريس" الذي تحدث عمن قام بالقتل وعن ظروف اغتيال "موريس أودان"، مشيرا إلى 20 كلم في محيط الجزائر العاصمة، غير أن العاصمة التي كانت موجودة بالأمس في الفترة الاستعمارية ليست هي نفسها العاصمة الموجودة اليوم من حيث الفضاء العمراني ولذلك فإن تحديد المسافة يختلف من فترة إلى أخرى بحسب السير في الفضاء العمراني.