جنتلمان الكرة .. وواحد من القلائل الذين لا يستطيع التاريخ أمامهم إلا أن يخلع له القبعة احتراما وخجلا .. هو قلعة وبرج كروي تنهار أمامه أعتى المسائل تعقيدا .. قد تكون الكرة عنيفة وخفيفة وجريئة وممتعة ... ولكنها أمام أقدام هذا المارد الكروي تقف خجولة من التواضع ... تقف وهي تعرف أن الذي تجلس تحت قدميه .. تاريخ كروي متكامل. شيريا كان اللاعب الحر الوحيد في الفريق الذي يهجم ويساند زملاءه في الهجوم بإمدادهم بالكرات الخطيره وتشجيعهم لبذل الأفضل..بل ويسجل الأهداف أيضا. وصف بأنه اللاعب الوحيد الذي طبق قوانين كرة القدم بحذافيرها، حيث أنه لم يجعل أعصابه أو عواطفه تتغلب عليه فتراه هادئا متزنا في الملعب..صلابا في دفاعه بشكل قانوني.. نجم في خط الهجوم وخط الوسط كذلك...لذلك كسب احترام العالم له. كان شيريا حائط دفاع المنتخب الإيطالي الصلب الذي توج بطلا للعالم عام 1982 وتميز أسلوبه في اللعب تلك السنة بالرقي والهدوء وحسن الذود عن مرمى فريق بلاده الذي كان يحرسه آنذاك زميله في جوفنتوس دينو زووف. ولد شيريا بمدينة كيرنوسكو سول نافيغليو بتاريخ 25 ماي 1953...وبدأ حياته الكروية مع أطلانطا لينتقل للعب في الدرجة الأولى مع كالياري ..انتقل لجوفنتوس خلال موسم 1974/75 ومباشرة امتلك شيريا القميص رقم ستة ومعه لعب لجوفنتوس 552 مباراة رسمية سجل خلالها 23 هدف وفاز معه بأربعة عشر بطولة لليوفي منها سبع بطولات للدوري العام كان أولها عام 1975 وآخرها 1986...لقد فاز بكل شيء مع جوفينتوس لحبه لمهنته وحبه لجماهير جوفنتوس. وكي يعيد للجماهير بعض ما تستحقه من التقدير والفرحة...ولأخلاقه العالية فإن شيريا لم يطرد طوال حياته الكروية ولم يبعد أو يشترك في أي نوع من المشاكل أو المشاجرات. يعتبر اللاعب الإيطالي الراحل غايتانو شيريا أحد أعمدة المدافعين في الآزوري ونادي جوفنتوس "السيدة العجوز" في الثمانينيات حيث شارك مع المنتخب الإيطالي في ثلاث بطولات كأس العالم لكرة القدم ابتداء من مونديال الأرجنتين عام 78 الذي حقق الآزوري فيه المركز الرابع وإسبانيا عام 82 والمكسيك عام 1986وخرج من دور ال16 أمام الديوك الفرنسية، ورافق شيريا في مشواره مع المنتخب الإيطالي نخبة من اللاعبين الذين تألقوا في المونديالات الثلاثة أبرزهم بيتيغا وتارديللي وكابريني وباولو روسي والحارس دينو زوف وجنتيلي والتوبيللي والحارس غالي وفرانكو باريزي وكونتي ودي نابولي. وحقق الراحل شيريا العديد من البطولات مع المنتخب الإيطالي الأبرز منها بطولة كأس العالم في إسبانيا عام 1982 ومع جوفنتوس لقب كأس أندية أوروبا (التشامبيونزليغ) وكأس الكؤوس الأوروبية وكأس الإتحاد الأوروبي (اليوروباليغ) المسمى الجديد وبطولة الاسكوديتو وكأس إيطاليا وبطولة أندية العالم، وبعد المونديال المكسيكي اعتزل شيريا اللعب الدولي وواصل مشواره مع ناديه جوفنتوس حتى عام 1988 وودع الملاعب الخضراء واتجه للعمل الإداري والفني في (البيانكونيري) وأثناء قيامة بعمله في بولونيا عام 1989 تعرض شيريا لحادث سير شنيع في بولونيا حيث أرسله مدرب الفريق آنذاك دينو زووف لمتابعة الفريق البولوني الذي سيواجه جوفنتوس في مباراته القادمة في كأس الاتحاد الأوربي حين تدحرجت سيارته في أحد الأودية واحترقت وهو بها ... واستغرق الأمر يومين كي يتعرفوا على صاحب الجثة قبل أن تقودهم قطعة من ملابسه لمعرفته حيث كان يرتدي قميص جوفنتوس في تلك اللحظة ومن الخاتم الذي في يده اليمنى. ورحل عن معشوقه وخسرت الكرة الإيطالية والعالمية أفضل من أنجبتهم في المستطيل الأخضر.