في سوق السياسة الذي يشبه كثيرا سوق النخاسة الذي يباع فيه كل شيء دون ضمير أو أخلاق أو حتى ذمة، بدأت مباراة الأرانب لبعضهم البعض ويبدو أن أولهم طاطا لويزة "القنينة" التي في كل مرة تترشح للانتخابات ولا تفوز ومع ذلك تعيد الكرة مرة ومرة وبعد كل نهاية تتهم السلطة بالتزوير. بالموازاة مع كل هذا الهرج والمرج السياسي، هناك من يسأل هل الشهادة الطبية التي سيقدمها بوتفليقة إذا تقدم لعهدة رابعة ستكون صحيحة مادامت قادمة من عند "فافا" أم أنها مشكوك فيها ومطعون في مصداقيتها ولا تطابق القانون؟ الغريب عند هؤلاء الفاهمين الذين يريدون الثرثرة لا أكثر أنهم يعرفون أن "فافا" هذه، هي التي تفرض حتى الرؤساء وليس فقط هي من تعطيهم صلاحية الحياة أو الموت، وزد على ذلك هل بوتفليقة يحتاج إلى شهادة حتى يثبت عدم مرضه؟ صورته وحدها كفيلة أن تقول بأنه فعلا مريض ويمر بمراحل صعبة، وهذا ليس كلامي وحدي، بل كلام حتى إخوته الذين يعارضون فكرة ترشحه من جديد ويريدونه أن يخرج من الباب الكبير، لأنهم يعرفون أكثر من أي تقرير طبي سواء من فال دوغراس أو من عين النعجة أن حالته لا تسمح بالحكم مرة رابعة. لكن كل هذا من جانب وعقلية "يحكم بالسيف" التي يروج لها كبير الكهنة سعيداني وغيره من الطبالين، من جانب آخر يريدون من الرجل أن يكون حتى نصف رئيس وذلك خير من والو على حسب فهامتهم. أنا جزء من هذا الشعب الذي لا ناقة له ولا جمل، معك يا بوتفليقة، لذلك عليك أن تتريث ولا تصدق -على الأقل- تقرير فال دوغراس الذي ربما يقول إنك مثل الأسد.