تحاشى الوزيرالأول عبد المالك سلال ، أمس السبت ، مرة أخرى التطرق مباشرة إلى مسألة ترشح الرئيس بوتفليقة إلى عهدة رابعة برسم الرئاسيات المقبلة وذلك بالرغم من كون رئيس المجلس الشعبي الولائي بسكيكدة ، التي زارها سلال، طلب من الوزيرالأول نقل "مطلب السكان والمجتمع المدني" بالولاية إلى الرئيس بوتفليقة من أجل الترشح إلى عهدة رابعة. ورغم أن سلال أبلغ تحيات رئيس الجمهورية إلى سكان ولاية سكيكدة إلا أن الوزير الأول تفادى التطرق إلى مسألة ترشح الرئيس بوتفليقة إلى عهدة رابعة ولم يتضمن خطابه، الذي ألقاه أمام الإطارات والمجتمع المدني في الولاية، أي نوع من التعقيب أو الرد على هذه الدعوة التي وجهت على لسان رئيس المجلس الشعبي الولائي في سكيكدة ، وذلك بالرغم من كونه ، أي سلال ، سبق له الحديث في الموضوع خلال بعض الزيارات وتفاديه في زيارات أخرى . وبدلا من ذلك فضل سلال تبليغ عبارات التقدير، على لسان بوتفليقة، إلى ولاية سكيكدة من خلال وصفها ب " إحدى قلاع الثورة " فضلا عن استرسال الوزير الأول في عرض عدد من إنجازات الرئيس ولا سيما على الصعيد السياسي فضلا عما تم تحقيقه قياسا إلى المعادلة ذات الرؤوس الثلاثة التي التزم بها الرئيس بوتفليقة خلال توليه الحكم نهاية التسعينات والمتمثلة في إخماد نار الفتنة وإنعاش الاقتصاد وإرجاع الجزائر إلى مكانتها الدولية بين الأمم . وقال سلال " نلخص سياسة الحكومة في جملة واحدة : نعمل في اتجاه أن يعيش الجزائريون اليوم أحسن مما عاشوا أمس " متحدثا عن أهمية إقرار الأمن وإنعاش الاقتصاد واسترجاع الجزائر لمكانتها الدولية بين الأمم باعتبارها مسائل تحققت في بلادنا . وأكد سلال بقوله " بلادنا تتطلع بتفاؤل نحو المستقبل والعصرنة مع التمسك بالهوية العربية والإسلامية والأمازيغية " مضيفا " بأن هذا المستقبل يشارك فيه كل الجزائريين دون استثناء أو إقصاء وذلك هو الحكم الراشد الذي نسعى إلى إرسائه والذي يعتمد على الديمقراطية و العدالة والخدمة العمومية " . وقال سلال أنه " منذ أن حمل الشعب الأمانة للرئيس بوتفليقة وهو يعمل _ أي الرئيس _ على جعل الديمقراطية خيارا لا رجعة فيه، مشيرا إلى أنه ، بعد إطفاء نار الفتنة ، جرى ترقية الأمازيغية وتحصين العلم الوطني والرموز الوطنية _ يقصد تحصينها من الإساءة _ وترقية مكانة المرأة في الحياة السياسية . وتحدث سلال كثيرا عما تم إنجازه في المجال السياسي على غرار قانون الانتخابات ومن دون أن ينسى الإشارة إلى ما تم تحقيقه في مجال حرية الإعلام من خلال ، كما قال ، قانون الإعلام وكذا المصادقة مؤخرا من طرف المجلس الشعبي الوطني على قانون السمعي البصري . كما تحدث سلال عن أهمية مسألتي إصلاح وتقوية العدالة وكذا محاربة الفساد وذلك فضلا ، كما قال ، عن العمل الجاري من أجل تأصيل الخدمة العمومية، وهنا وجه سلال انتقادات شديدة للبيروقراطية وكذا السلبية السائدة حسبه لدى بعض الأعوان العموميين من خلال ابتعادهم ، كما أشار ، عن البساطة والشفافية والاتصال إزاء المواطن . وأعاد سلال التأكيد بقوة على محاربة الفساد ومكافحة البيروقراطية مشيرا إلى أن " قطار الجزائر سائر نحو التقدم ولا أحد يستطيع إيقافه ، ونحن عازمون من أجل العمل جميعا دونما ترك أي أحد على قارعة الطريق " وفق التعبير الذي استعمله سلال في سياق إشارته إلى أهمية الابتعاد عن الإقصاء ، واختتم سلال خطابه بقوله " كبير حظنا أننا خلقنا جزائريين " وذلك أمام الحضور الذي امتلأت بهم القاعة والذين ظل الكثيرون منهم يدعو ، خلال أخذه المايكروفون ، إلى أن يترشح الرئيس بوتفليقة إلى عهدة رابعة وعلى نحو كان يلهب حماسة القاعة الفسيحة بقصر الثقافة، حيث جرى تنظيم اللقاء وسط عاصمة الولاية . وكان الوزير الأول عبد المالك سلال قد حل ، أمس السبت ، رفقة وفد وزاري بولاية سكيكدة ، وهي الزيارة التي قادته إلى تفقد عدد من المشاريع وإطلاق الخدمة بأخرى في عدد من القطاعات على غرار تفقده للقطب الحضري الجديد لبوزعرورة بفلفلة، فضلا عن وضع مشروع "الأرض الكبرى" الخاص بتمييع الغاز الطبيعي حيز الخدمة وكذا وضع مصفاة بترولية حيز الخدمة أيضا وكلاهما يقع ضمن الأرضية البتروكيماوية على مستوى الولاية .