قال الوزير الأول، أمس في خنشلة، إنه ليس في حملة انتخابية ولا يعمل على تسييس مهامه"، وقال أيضا في رسالة مشفرة للمعارضة أنه "من يريد أن يجادل في المنجزات فباب الجدال مفتوح". وسجلت خنشلة سبقا بين الولايات بإعلان مجتمعها المدني أمام الوزير الأول، طلبها من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الترشح لعهدة رابعة. أطلق عبد المالك سلال عددا من الردود على جانب من الطبقة السياسية التي حكمت على عهدات الرئيس بوتفليقة، بالفشل على عدة مستويات. وقد أظهر الوزير الأول باسم حكومته استعدادا لمواجهة منتقدي المنجزات، إذ صرّح:«من يريد الجدال فالباب مفتوح لأن حقيقة المنجزات على الميدان". وزاد على هذا بقوله "الجزائر استرجعت سلامها بفضل الجهود التي قمنا بها كأمة، وبلادنا استقوت من كل الجوانب". وعلل سلال كلامه باحتلال الجزائر"مراتب مهمة في التطور الاجتماعي، كما أننا نعيش في استقرار، ولكن من الصعب المحافظة عليه، ولكن لا خيار لنا فنحن مضطرون للمحافظة عليه"، مذكرا أن رئيس الجمهورية "طلب مني التركيز على مضاعفة الجهود، لأن الجزائيين يستحقون أكثر". ولم ينته سلال من هذا السياق إلا بعد أن قال:«كلنا مدينون للرجل الذي أعاد الأمن وحافظ على الوطن، وأنا هنا لا أمارس السياسة، فمهمتنا خدمة الشعب، والحقيقة أنه بدون قائد في المستوى من الصعب الوصول إلى ما وصلنا إليه اليوم". واعترف الوزير الأول أن "البيروقراطية لاتزال متحكمة في الجهاز الإداري ولابد من تحسين الأوضاع أكثر، وهذا ممكن، فقد نجحنا في الكثير من الأمور وقلصنا من البطالة منذ 2000 حيث كانت ب 30 بالمائة واليوم توجد في حدود 10 بالمائة. كما تخلصنا من المديونية. والاقتصاد سيعرف نجاحات أخرى"، موضحا أن هذه حقائق في الميدان. وحرص الوزير الأول على دعوة الخنشليين لإحياء مناطقها الجنوبية لتوفرها على فرص الانفجار الفلاحي، مشيرا لذلك بقوله:«نحن متوجهون لتنمية الجنوب، وعليكم استغلال أراضي الجنوب، فالأموال موجودة ومستقبل منطقتكم في استغلال مقدراتها". وكان الوزير الأول قد عاد إلى مشكلة طلبة جامعة عباس لغرور الذين استقبلوه باحتجاج يدعونه فيه إلى تمكينهم من الماستر، حيث أوضح سلال أن ذلك "مطلب شرعي وسنأخذ كل التدابير حتى نلبي مطالبهم". وعاد قبل إنهاء كلمته إلى رئيس الجمهورية فقال هذه المرة عبارة جديدة عن الرئيس مفادها أن "الرئيس بوتفليقة يسترجع قوته كلما لاحظ ثمار ونتائج برامجه". ولدى فتحه النقاش مباشرة مع المجتمع المدني، طلب أحد المتدخلين من الوزير الأول نقل رسالة خنشلة للرئيس مضمونها "الترشح لعهدة رابعة"، وهو المطلب الذي صفقت له القاعة.. وتكون خنشلة قد سبقت ولايات الوطن في هذه المبادرة السياسية من قبل المجتمع المدني.. وهو ما رد عليه الوزير الأول بقوله "راه يسمع فيها"، مطلقا رسالة أخرى قائلا فيها:«نحن لسنا في حملة انتخابية بل جئنا لسماع انشغالاتكم، الحكومة ليست مرتاحة للبيروقراطية ولا للكراهية السائدة التي بدأت تتراجع"، قبل أن يضيف رسالة أخرى:"ما يقعد في الواد غير حجارو ونحن حجارة الوادي"، والذي يحب الكلام يقول سلال - "فمصير كلامه الأفول".