عرف الفيلم الوثائقي السينمائي "Opération automne"، للمخرج البرتغالي "برونو دي ألمييدا"، (الذي عرض مساء الأربعاء بقاعة محمد زينات برياض الفتح)، حضورا كبيرا لجمهور الأفلام التاريخية، ليترك المشاهدين في حالة جدل حول جودة العرض الذي تمت صناعته سنة 2012. فيلم "Opération automne" هو عمل سينمائي يجمع بين الوثائقي والتصويري، يستمد أحداثه من الواقع ويروي قصة اغتيال الجنرال البرتغالي "أمبرتو ديلغادو" يوم 13 فيفري 1965 على يد المنظمة السرية البرتغالية "P.I.D.E" في الحدود البرتغالية الإسبانية. سيناريو الفيلم نقل من الكتاب الذي ألفه حفيد الجنرال "فريديريكو روسا ديلغادو"، تعاون في تنقيحه مع كل من "برونو دي ألمييدا"، و«جون فراي". صور خلاله المخرج "برونو دي ألمييدا" بعض الملامح التاريخية ل "الجنرال الشجاع" الذي وقف في وجه الوزير الأول "أنتونيو دي أولفيرا سالاثار"، داعيا إلى الانقلاب ضد استبداده. في فترة انتخابات 1958، يتقدم الجنرال البرتغالي "أمبرتو ديلغادو" ليصبح المنافس الأول للوزير "أنتونيو دي أولفييرا سالاثار"، فكما كسب الوزير الاول الجيش الى جانبه، يتمتع الجنرال بمساندة كفة المعارضة التي تدعمه، إلا أنه يخسر بفارق 23?% من الأصوات في 08 جوان 1958، مما يدفعه إلى الانعزال عن الساحة السياسية، ليذهب إلى البرازيل ثم يستقر في الجزائر، أين استقبله الرئيس السابق "احمد بن بلة". يقرر الجنرال المعزول تغيير طريقة كفاحه من سلمية إلى انقلاب، عبر جمع وجوه المعارضة حوله، والتخطيط للاطاحة ب«أنتونيو دي أولفييرا سالاثار". ينتبه النظام لقوة تأثيره على المعارضة والتهديد الأمني الذي يمثله، حيث تجعل منه تصريحاته الصحفية ومواقفه السياسية العلنية هدفا ل«عملية الخريف" وهو الاسم الذي اطلق على عملية الاغتيال التي أحيكت له في الحدود البرتغالية الإسبانية. الفيلم الذي تطلب صنعه أربع سنوات ترك جدلا قويا بين الحضور، فبالرغم من جودته الوثائقية، إلا أنه اتسم بالسطحية، حيث لم يتوغل مخرج الفيلم المعروف "on the run" في التفاصيل لكشف الحقائق المبهمة التي أحاطت بقضية الاغتيال، وسبب مساعدة "فرانكو" البرتغال في كشف ملابسات الجريمة، كما لم يعط تفاصيل الكفاح السياسي التي مر بها الجنرال المغدور. بل فضّل البقاء على السطح الآمن، والارتكاز على المعلومات المتداولة.