الفيلم السينمائي "بالم"، الذي تعاونت في إخراجه كل من الصحفية "كريستينا ليندستروم" وصانعة الأفلام الوثائقية "ماود نيكندر"، هو عبارة عن رحلة عبر الزمن لاكتشاف خلفية الرجل الذي غير التاريخ والمجتمع السويدي، قصة حياة إنسانية رسمت مستقبل أمة بكاملها، ودفعت حياتها ثمنا لذلك لتكون نهاية "بالم أولوف" كنهاية العديد من الرجال السياسيين الذين حفظ التاريخ إسمهم من أمثال "مارتن لوثر كينغ" و«ج.ف. كينيدي"... دولة السويد إختارت التميز عن باقي الدول المشاركة في التظاهرة الثقافية "أيام الفيلم الأوربي في الجزائر"، التي تستمر فعالياتها بقاعة "محمد زينات" برياض الفتح حتى يوم السبت الفاتح من شهر فيفري، حيث اعتمدت المخرجتان "كريستينا ليندستروم" و«ماود نيكندر" في عرضهما السينمائي على أسلوب الفيلم الوثائقي، ليتعمقا في شخصية "أولوف بالم" الرجل الذي غير التاريخ.يسلط الفيلم الوثائقي الضوء، على شخصية "أولوف بالم" الإنسان، أكثر مما يركز على شخصية السياسي المحنك، ولربما تعمّدت المخرجتان ذلك لكسب تعاطف الجمهور وإبراز إنسانية بطل فيلمهما.. حيث يتابع الوثائقي حياة "بالم" منذ صغره، وصولا إلى تجربته في المدرسة والإكمالية، أين وصفه العديد من زملائه السابقين بالمنطوي على نفسه، الذي لا يحب الإهتمام بشكله الخارجي رغم وسامته إلى حد ما.. بدأ أفراد فريق المدرسة تلقيبه ب«رجل الحلول" عندما لم يقبل أحد القيام بمهمة حارس المرمى، فتقدم "بالم" للمهمة رغم عدم ولعه تحديدا بهذه اللعبة. يكتشف "أولوف بالم" حبه للسياسة خلال فترة الثانوية، حيث ينمي موهبة النقاش بالإنضمام إلى حصص الخطابة والمناقشات لينتقل بعدها إلى جامعة "هارفرد" بمنحة لمدة عامل كامل، إلا أن والديه يطلبان منه العودة إلى السويد، وقبل تنفيذ أمرهما يتعمق بطل القصة داخل الأحياء الأمريكية ليكتشف عالم الأقليات والطبقية الإجتماعية، يتحدث إلى الناس ويقاسمهم همومهم ومشاكلهم، الأمر الذي جعله يتشبع بالثقافة الإجتماعية ويكسب قدرة في التواصل مع الطبقات الإجتماعية باختلافاتها. يعود "بالم" صاحب ال25 عاما إلى السويد، محملا بتجارب عديدة تفيده في الإلتحاق بطاقم رئيس الوزراء السويدي ويصبح أصغر أعضاء الطبقة السياسية في زمانه، يتقرّب بسهولة من رجل الدولة ليتحول إلى ظله وذراعه الأيمن الذي لا يتخلى عنه في لقاءاته ورحلاته، يرافقه في مشواره السياسي ويخلفه بعدها ليصبح رئيسا للوزراء. رغم أن السويد كانت دولة محايدة، إلا أن رئيس وزرائها "بالم" كان معروفا بآرائه حول ما تقترفه الدول القوية في حق البلدان الضعيفة، مثل تفجيرات "الكريسميس وهانوكا" التي قامت بها الولاياتالمتحدةالأمريكية في الأراضي الفييتنامية. هذه الاإنتقادات الجريئة، ومواقفه السياسية من الأحداث التي تحصل في العالم ومن القادة السياسيين، زادت من شعبيته ليكثر مناصروه وأعداءه، داخل وطنه وخارجه. خلال فترة الإنتخابات للعهدة الثانية، بدأ الحزب السياسي (les sociaux-démocrates) يفقد مؤيديه، مما انقلب سلبا على "أولوف بالم" وجماعته، ليستمر الضغط على رئيس الوزراء السويدي بظهور إشاعات اختلاس، خيانة، وفساد تمس العديد من معارفه وأفراد طاقمه، مما أدى إلى انهياره التدريجي ليخسر الحزب الإنتخابات لاحقا، إلا أن "رجل الحلول" يواصل رفع صوته أمام عدسات الكاميرا للتعبير عن مواقفه السياسية إلى غاية ليلة مقتله في شارع "ستوكهولم" في شهر فيفري. رغم تغطية الفيلم الوثائقي للعديد من محطات حياة "أولوف بالم"، إلا أن عددا لا يستهان به من الجمهور اشتكى من كونه شخصيا أكثر من اللازم، حيث تناول شخصية الإنسان أكثر من شخصية السياسي، بتقديم أولاده الثلاثة، زوجته، وأصدقائه شهاداتهم حول بطل الفيلم ومقاسمتهم تجاربهم الشخصية معه، هذا ولم تستطع المخرجة "كريستين ليندستروم" إخفاء خلفيتها الصحفية، حيث تظهر تجربتها في بعض مقاطع الفيلم التي عولجت بطريقة الروبورتاج الصحفي، خاصة فيم يخص التعليق حول قراراته وما ينتج عنها. برنامج اليوم فيلم "أطفال كينساشا" الساعة 17:00 إخراج: مارك هنري واجنبيرغ تأليف: سيرج غويز، بيتر كروج، مارك هنري واجنبيرغ سيناريو: مارك هنري واجنبيرغ تمثيل: خوسي ماواندا، راشيل موانزا، إيمانويل فاكوكو، غابي بولونج، غوثيير كيلوكو، جويل إيزيغ، ميكاييل فاتاكي، سامي موليبي. فيلم عملية الخريف الساعة 19:00 إخراج: برونو دي ألميدا تأليف: باولو برانكو سيناريو: برونو دي ألميدا، فريديريكو ديلغادو روسا، جون فراي تمثيل: جون فونتيميغليا، ديوغو دوريا، نونو لوبيس، كارلوس سانتوس، مارسيليو أورغيخي، بيدرو ايفي، خوسي ناسيمينتو