انطفأت وإلى الأبد شمعة الفنانة الجزائرية القبائلية القديرة "شريفة"، ليلة الخميس إلى الجمعة، بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز 86 عاما، وبرحيل "نا شريفة" يكون سجل الفن الجزائري عامة قد فقد أحد أهم أعمدته بعدما كان لها الفضل وبصوتها الصادح في الحفاظ على "غناء اشويق" في الاغنية القبائلية التقليدية من الزوال حتى أضحت تلقب بملكة هذا الصنف بعد إصدارها العديد من الأغاني الناجحة أكسبتها شهرة واسعة داخل وخارج الوطن. لن تطل علينا من جديد الفنانة القبائلية القديرة "شريفة" ولن يكن لجمهورها الواسع فرصة أخرى لمشاهدتها على ركح الغناء الذي رفضت مغادرته رغم تقدمها في السن. وذلك بعدما فارقت الحياة عن عمر يناهز 86 سنة ليلة الخميس إلى الجمعة بالجزائر العاصمة، تاركة من ورائها سجلا ثريا حافلا بالعطاء من الأغاني كانت ولا تزال مرجعا للعديد من فناني الجيل الصاعد. الفنانة الراحلة "نا شريفة" وللأسف توفيت في صمت بعيدا عن الاضواء، حيث فضلت في الفترات الاخيرة الانعزال ولم تقبل اية زيارة لها بمقر سكناها، إذ كان آخر ظهور لها مؤخرا في صفحات إحدى الجرائد الوطنية اين صرحت من خلالها بأنها تشعر بالتهميش وتم نسيانها من طرف السلطات خصوصا بعدما ألزمها المرض الفراش بداية سنة 2013. ملكة الاغنية القبائلية التقليدية "اشويق" استطاعت أن تصبح ايقونة في سجل الفن الجزائري بفضل الاغاني العديدة التي نالت من خلالها نجاحات مبهرة بعدما جابت وبصوتها الصادح وكلمات أغانيها النظيفة الهادفة جميع القطر الوطني، حيث لم تتوقف عند هذا الحد وإنما ذهبت بعيدا بتمثيلها الجزائر في العديد من المحافل الدولية بعد اغترابها بديار المهجر في بداية التسعيينات، حيث كان أول ظهور لها خارج الوطن في حفل كبير أقيم بقاعة "الاولمبيا" بباريس سنة 1993 لتواصل تألقها سنة بعدها بتنظيم حفل ثاني لها بقاعة "الاوبيرا" ومن ثم لقائها مع جمهورها الواسع بديار الغربة في 2006 في حفل كبير نظمته بقاعة "زينيت" بعاصمة فرنساباريس. ومن أشهر ما غنت الفنانة الراحلة "شريفة" نجد أول أغنية أدتها وهي تغادر مسقط رأسها باتجاه الجزائر العاصمة "بقى على خير يا اقبو" ، أغنية "سينوا افنجالن"، "ايا زرزور"، فضلا عن أغنتيتي "اشيخ احداد"، "أزواو" وغيرها من الاغاني التي أكسبتها الشهرة طيلة مشوارها الفني. ومن المنتظر أن يوارى جثمان الفقيدة اليوم بقرية مسقط رأسها "إيلماين" بولاية برج بوعريريج. يجدر الذكر بأن الفنانة القبائلية شريفة، واسمها الحقيقي وردية شملال، ولدت في 9 جانفي 1926 بقرية إيلماين في منطقة آقبو، حيث اكتشفت ميولها في الغناء وهي لا تتجاوز الثامنة من عمرها، وفي السن الثامنة عشرة تحولت إلى الجزائر العاصمة أين فجرت موهبتها بإصدار أولى أغانيها التي ألفتها على متن القطار الذي كان ينقلها من منطقة آقبو نحو الجزائر العاصمة وهي "بقى على خير يا آقبو" لتليها بعدها العديد من الأغاني التي نالت بها شهرة كبيرة بداخل الوطن وخارجه.