إستمتع جمهور قاعة "عيسى مسعودي"، مساء أول أمس، بحفل موسيقي فني آخر يحتفي بآلات الساكسوفون وتنوعها، كما فعلت دولة بلجيكا مؤخرا، إلا أن الدولة المشاركة في هذه السهرة كانت فرنسا، بمجموعة أوركسترا تتكون من 14 عازفا على خمسة أنواع من الساكسوفون. تتواصل فعاليات الطبعة الخامسة عشر من برنامج المهرجان الثقافي الأوروبي بالجزائر، حيث احتضنت قاعة عيسى مسعودي حفلا موسيقيا صدح فيه صوت آلة الساكسوفون دون منازع، لتبهر هذه الآلة المصنوعة في القرن العشرين من طرف البلجيكي "أودولف ساكس"، كل من يسمعها بتعدد أنواعها وأصواتها التي تتغير حسب حجمها. السهرة السابعة من عمر المهرجان أحياها طلاب معهد ليون الفرنسي للفنون الموسيقية، تحت قيادة المايسترو المبدع "Denis Michat"، الذي تحكمت يداه بعزف 14 موسيقيا 10 منهم نساء، وهو أمر اعتبره قائد الفرقة جديدا من حيث الإقبال الأنثوي على هذه الآلة الرجولية. ورغم تعدد جنسيات أعضاء الفرقة بين فرنسيين، ألمان، إسبان، يابانيين، وكوريين... إلا أن التفاهم بينهم كان واضحا في تناسق عزفهم مع بعض ليخيل للسامع أن الأنغام المتباينة تخرج من واحد وآلة واحدة نفسها. قدمت الفرقة الشابة "L'artisanat furieux" لجمهور قاعة عيسى مسعودي العديد من المقاطع الموسيقية، حيث بدأت بالنوع الكلاسيكي، لتنتقل إلى الجاز، وبعده إلى الموسيقى المعاصرة. فعزفت الأوركسترا "Concerto brandebourgeois" للألماني "Jean-Sébastien Bach"، "Le tombeau de Couperin" للملحن الفرنسي "Maurice Rave"، والأمريكي "Chick Corea". لتبرهن للحضور أن نوعا واحدا من الآلات قادر على ملء فراغ باقي الآلات الموسيقية، حيث نجحت الأوركسترا الساكسوفونية عبر عزفها على خمسة أنواع مختلفة من الآلة الموسيقية البلجيكية "alto"، "ténor"، "soprano"، "baryton" و«baryton basse" بإدهاش الجمهور الغفير وافتكاك تقديره وتصفيقه الحار. يجدر بالذكر، أن الطبعة ال 15 للمهرجان الثقافي الأوروبي بالجزائر، تستمر إلى غاية الثلاثين من هذا الشهر، حيث تشهد التظاهرة مشاركة 17 دولة أوروبية في نشاطات ثقافية تجمع بين الموسيقى، المسرح، الرقص، السينما، إضافة إلى المعارض والندوات التي ستقسم في الجزائر العاصمة بين قاعتي "ابن خلدون" وقاعة "عيسى مسعودي" بمقر الإذاعة الوطنية وولايات أخرى مثل عنابة، قسنطينة، وهران وتلمسان.