إحتضنت قاعة "عيسى مسعودي"، مساء أول أمس، بمقر الإذاعة الوطنية، حفلا موسيقيا يندرج ضمن نوع موسيقى الجاز العالمي، حيث استمتع الحضور الذي ملأ مقاعد القاعة على آخرها، بكوكتال موسيقي يجمع بين مختلف الثقافات الموسيقية العالمية، طوال ساعتين من الزمن. سجلت دولة هولندا حضورها في المهرجان الثقافي الأوروبي بالجزائر، بحفل موسيقي يحتفي بعراقة الجاز وامتداده العالمي، خلال سهرة فريدة من نوعها قدمتها فرقة "Word Chamber Trio"، التي تتكون من ثلاثة موسيقيين، للجمهور العاصمي، مساء أول أمس، بقاعة عيسى مسعودي. السهرة الثامنة من عمر المهرجان شهدت إقبالا كبيرا من طرف الجمهور، حيث قدم نجوم الحفل للحضور قالبا موسيقيا جمع بين العديد من الثقافات الموسيقة، لينقلوا جمهورهم في رحلة حول العالم، بدأت بالموسيقى الشرقية ومقطع "التانغو المصري" للفنان فريد الأطرش، وصولا إلى الموسيقى الغربية، التي اختار منها أفراد فرقة "Word Chamber Trio" مقاطع كلاسيكية مثل "Les berceaux" و«Après un rêv" للملحن "Gabriel Fauré" أبدع فيها "مارسال وورمس" على البيانو ويرافقه كل من "أليكس سيمون" على الكلارينات، و«Rutger Woudenberg" على الترومبات. أكد أفراد الفرقة على وجوب الحوار بين الثقافات وتقبل اختلافات الآخر، ولعل أفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف هي التعاون الموسيقي، حيث دعا نجوم الحفل موسيقيين جزائريين للانضمام إليهم، وهم "محمد سيد علي"، الذي عزف بتميز على آلة الباص، و«دهان معتصم"، الذي رافق الفرقة بإيقاعات متقنة على الباتري. كما عزفت المجموعة مقاطع فنية للتراث الجزائري نذكر منها الأغنية المعروفة "شهلة لعياني"، التي تفاعل الجمهور معها وصفقوا تحية لعازفيها. الأمر الذي شجع المجموعة التي عزف أفرادها مع بعض لأول مرة خصيصا لتظاهرة المهرجان الأوروبي بالجزائر، لتقدم مقاطع أخرى مثل "حلم اسطنبول"، التي لحنها عازف الكلارينات "أليكس سيمون"، والعديد من المقاطع الأخرى التي نالت إعجاب الجمهور الغفير، لتختتم الفرقة السهرة بمقطوعة "Night in tunisia"، التي حولها الفنانون إلى "Night in Algeria" تحية لجمهورهم. يجدر بالذكر، أن الطبعة ال 15 للمهرجان الثقافي الأوروبي بالجزائر، تستمر إلى غاية الثلاثين من هذا الشهر، حيث تشهد التظاهرة مشاركة 17 دولة أوروبية في نشاطات ثقافية تجمع بين الموسيقى، المسرح، الرقص، السينما، إضافة إلى المعارض والندوات التي ستقسم في الجزائر العاصمة بين قاعتي "ابن خلدون" وقاعة "عيسى مسعودي" بمقر الإذاعة الوطنية وولايات أخرى مثل عنابة، قسنطينة، وهران وتلمسان. حامينة وكشيش وسعفة كان جاء فيلم "وقائع سنوات الجمر" للمخرج الجزائري محمد لخضر حامينة، الذي حاز سعفة "كان" عام 1975 شاهدا وموثقا لنضال الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي، وهو لم يكن مجرد فيلم يناهض للاستعمار ويعالج واحدة من أهم الثورات العالمية، بل عدّ من أبرز كلاسيكيات السينما العالمية، ومن أضخم الأفلام التاريخية التي نفذت خارج هوليوود بمفردات سينمائية متينة ومشهدية مميزة. بعد فيلم حامينا، استعصى على المخرجين العرب انتزاع "السعفة الذهبية" من مهرجان كان. ومثلت رائعة حامينة "وقائع سنوات الجمر" الاستثناء العربي في المهرجان السينمائي الدولي الأشهر، حتى جاء التونسي الفرنسي عبد اللطيف كشيش بعد نحو أربعة عقود ليمنح إسما عربيا للسعفة الذهبية الثانية في تاريخ المهرجان بفيلمه "حياة أديل"، الذي أنتج وصور في فرنسا وبشخصيات فرنسية. تاريخ جوائز كان كتاب (تاريخ جوائز كان) من تأليف الناقد السينمائي السوري محمد الأحمد، صدر ضمن منشورات المؤسسة العامة للسينما لسلسلة الفن السابع بدمشق، يحوي معلومات واسعة وشاملة عن الأفلام التي عرضت في مهرجان كان السينمائي منذ عام بدايته عام 1946 إلى 2003. وأتى في أربعة أقسام في القسم الأول نبذة عن مهرجان كان، ويقدم الأحمد في القسم الثاني النقد السينمائي ل 13 فيلما حاز على السعفة الذهبية (الجائزة الرئيسية تقدمها أكاديمية كان)، مثل: (لو 1969)، والقيامة الآن 1979، وباريس-تكساس 1984.. وغيرها. أما القسم الثالث، فهو يتحدث عن علاقة العرب مع مهرجان كان وعن المناسبات الهامة التي حضروا فيها. وفي القسم الرابع قوائم الأفلام التي دخلت في قائمة الترشيحات وقائمة الفوز بالجائزة عن أفضل الفيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل وأفضل ممثلة.. إلخ، مع ملحق يضم (بوسترات) للأفلام.