قدمت الفنانة المسرحية "سعاد جناتي" أول أمس عرضها "مايا" لجمهور قاعة الموقار، حيث يندرج هذا النشاط ضمن تظاهرة أيام المونولوج التي يسطرها الديوان الوطني للثقافة والإعلام. احتضنت قاعة الموقار العرض المونودرامي "مايا" لفرقة "موزاييك" من سيدي بلعباس ،مساء أول أمس، في إطار أيام المونولوج التي تم إدراجها لعشاق الركح. العرض الذي كتب نصه وأخرجه "بوسهلة هشام"، أبدعت في تقديمه الفنانة المسرحية "سعاد جناتي" وسط حضور محتشم للجمهور المسرحي . المونولوج الذي حصد عددا كبيرا من الجوائز في مختلف الدول، وشارك في العديد من المهرجانات المسرحية داخل الوطن وخارجه، حيث كانت آخرها مهرجان الفجيرة في دورته السادسة، أبدعت في تقديمه "سعاد جناتي"، بلهفة فتاة صغيرة تلهث وراء أحلامها في عالم يبدوا فيه كل شيء ضدها، ليمثل حاجزا أمام أهدافها. للتذكير، عرض "مايا" أشبه بفيلم من نوع "الفلاش باك"، يدور بين الحاضر والماضي، ليروي قصة فتاة بسيطة تقرر الحرقة لاسبانيا بعد أن تيأس من تحقيق أحلامها في وطنها لأن تصبح راقصة فلامنكو، تاركة أختها الصغيرة وحبيبها وراءها. ملأت خلاله الممثلة الركح بخفة حركاتها، وقوة حضورها، مستعينة بمجموعة من الستائر البيضاء كديكور متعدد الاستعمالات.تجدر الإشارة أن الممثلة تمكنت من ايصال مشاعر شخصيتها المختلفة، بطريقة لبقة جمعت بين الكوميديا والدراما، لتجعل المشاهدين يعيشون لحظات "مايا" الدرامية، ليتعاطفوا مع مأساتها، ويضحكوا لبساطتها، خاصة خلال الحوارات التي أبدعت "سعاد جناتي" تقمض شخصياتها المختلفة. سارة. ع المهرجان الدولي للقصة والحكاية بقسنطينة يسدل ستاره اختتمت الطبعة الخامسة للمهرجان الدولي للقصة والحكاية المنظمة بقسنطينة من طرف جمعية "كان يا ما كان" مساء الجمعة بقصر أحمد باي أمام جمهور غفير يتكون على وجه الخصوص من الأطفال الذين يبدو أنهم صاروا على مر الليالي معجبين بمثل هذا النوع من العروض. وتم سرد قصص تحكي عن القلب وحكايات عن المكر والدهاء وأساطير عن الشعوب القديمة من طرف قاصين أضحوا أساتذة في فن جذب وإمتاع الجمهور. ولعل أكثر عامل ساهم في إضفاء جو خاص على السرد هو الديكور الساحر لقصر أحمد باي، حيث روت اللبنانية ليلى درويش وسط هذه الأجواء المفعمة بالتراث قصة حطاب بائس كان يحاول التخلص من قسوة وطغيان زوجته والذي انتهى به الأمر أن تزوج من إبنة ملك الهند. وشكلت كل من ليلى وحليمة حمدان من المغرب ثنائيا حيث قصتا باللغتين الفرنسية والدارجة المغربية قصة زوجة أب شريرة وأنانية كانت تريد التخلص من ربيبتها إلا أن الأمر انتهى بها في نهاية المطاف بفقدان ابنتها الحقيقية. فيما روى باراكي طراوري من بوركينا فاسو الذي تعلق الأطفال وحتى الكبار بما تنطق به شفتاه قصة شخص نمام ينشر الإشاعات ويؤجج الصراعات لينتهي به المطاف أن ينال غضب الملك. ففي إفريقيا يؤكد الأشخاص الحكماء بأن الإنسان الذي يتكلم كثيرا ينتهي به الأمر أن يقلل من الكلام حسب ما قاله هذا الحكواتي القادم من بلد الرجال النزهاء. ومن جهتها قصت سهام كنوش أحلام سندريلا في قصتين (2) حيث ترى كل من لويزة وزوينة الفتاتان العاديتان والشريفتان أحلامهما تتحول إلى حقيقة من خلال الارتباط بأمير وسيم وجميل وغني. فيما كان الشاب أمين حمليلي خريج المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري ببرج الكيفان (الجزائر العاصمة) الذي يبلغ من العمر 26 سنة والذي جاء من مغنية (تلمسان) اكتشاف هذه الطبعة الخامسة دون منازع، حيث تمكن أمين من أسر الجمهور من خلال قصصه المخصصة للأطفال وحكاياته حول دهاء المرأة وازدواجية الحب-الكره والتفاهم والاختلاف.وأكد أمين ل«وأج" بأن شغفه بالقصة يعود لجدته وأبيه اللذين يعدان قاصين ممتازين علماه منذ الصغر "فن الإصغاء إلى أي قصة وذلك من أجل روايتها بشكل جيد". وشارك الشاب أمين فيما بعد في ورشات تكوينية للقاصين وذلك قبل أن يشرع في مشروعه لجمع القصص الخاصة بمنطقة مغنية وتلمسان، حيث يحضر أمين حمليلي لجولة عبر عديد الولايات يحكي خلالها قصصا من التراث الشفهي لناحية وهران. وشهدت الطبعة الخامسة للمهرجان الدولي للقصة والحكاية بقسنطينة التي افتتحت يوم الإثنين المنصرم تقديم عروض 6 قاصين محترفين بباحة قصر الباي. وتقاسم 10 قاصين آخرين من الهواة الذين تلقوا تكوينهم لدى جمعية "كان يا ما كان" شغفهم بالقصة مع الجمهور بالمركز الثقافي أمحمد يزيد بالخروب وبديوان مؤسسات الشباب وبالمعهد البلدي بن طوبال. وبعد أن وصف هذه الطبعة الجديدة بالناجحة من خلال حضور جمهور يحسن الإصغاء ومفتون بالقصص والحكايات القديمة في كل أمسية، صرح السيد فيصل أحمد رايس رئيس جمعية "كان يا ما كان" بأن هدف هذه الجمعية هو "الحفاظ على الفن الشفهي وإعادة إحياء القصص التي تشكل إرثا عالميا". 3 أسئلة للممثلة المسرحية سعاد جناتي : كيف تطورت شخصية "مايا"، من أول عرض لها إلى اليوم ؟ مايا بقيت على حالها، أنا من تطور. بدأت بعرض مونولوج "مايا" بعد توقفي عن المسرح لمدة ثلاث سنوات، وعانيت كثيرا لأتمكن من العودة ودخول نفسية شخصية مايا. عندما بدأت كنت منطلقة بقوة نتيجة للطاقة المكبوتة بداخلي طوال مدة غيابي عن الركح، إلا أنه مع مرور الوقت استطعت تقمصها كما يجب ونضجت شخصية مايا بعد العرض العشرين. مايا الآن تجاوزت حدود توقعاتي لها. الحضور اليوم كان قليلا، هل أثر ذلك في طريقة أدائك ؟ ليس للأمر علاقة بكمية الجمهور، صحيح أن العدد الكبير يشجع الممثل ويعطيه دافعا ليقدم أفضل ما لديه، إلا أنني كنت جاهزة للتمثيل أمام فرد واحد فقط، والحمد لله حضر العرض أكثر من شخص، ولم أتوان في تقديم أفضل ما لدي، وأرجو أن يكون العرض قد نال إعجابهم. هل من مشاريع جديدة ؟ قريبا في أكتوبر سنشارك في مهرجان مسرح في بولونيا وهناك مشاركات أخرى لم تتأكد بعد. سأعرضه باللهجة الجزائرية كما فعلت في باقي الدول الأخرى، وبالمناسبة موضوع اللغة ليس عائقا كما يردد العديد، فرغم صعوبة لهجتنا إلا أن الأجانب فهموا العرض وأعجبوا به، مما يؤكد أن الكلمات ليست اللغة الوحيدة للعرض المسرحي.