التقى، أمسية أول أمس السبت، كوكبة من الفنانين بالمسرح الجهوي كاتب ياسين بولاية تيزي وزو، من أجل تكريم الممثلة القديرة "فتيحة بربار" وذلك عرفانا لجهودها وأعمالها الفنية وتقديرا لمشوارها الفني المتميز والحافل بالإبداعات الفنية في مجال التمثيل المسرحي والسينمائي. خصّت مديرية الثقافة بالتنسيق مع المسرح الجهوي كاتب ياسين بتيزي وزو، مساء أول أمس تكريما خاصا للممثلة القديرة فتيحة بربار، حيث نظمت وعلى شرفها تظاهرة ثقافية كانت مليئة بالمفاجآت كانت بالمستوى وذلك بشهادة العديد من الوجوه الفنية، الذين تقاسموا مشوارهم الفني مع الممثلة القديرة فتيحة بربار، على غرار كل من الممثل القدير محمد عجايمي، سيدي علي بن سالم والممثلة القديرة بهية رشدي، بهية زكال، والمخرج المسرحي عمر فاطموش، والممثل رابية عبد الحميد، الذين أبوا حضور الحفل التكريمي للممثلة فتيحة بربار عرفانا لما قدمته من جهود خدمة للفن السابع وكذا الرابع وتقديرا لمشوارها الحافل بالأعمال الفنية، الذي أثرت به السجل الفني الثقافي الجزائري. الحفل التكريمي استهل في بدايته باستقبال كوكبة من الفنانين بالقاعة الشرفية للمسرح الجهوي كاتب ياسين، أين استمتعوا بمقاطع فلكلورية من أداء فرقة "إضبالن"، قبل أن يتم التوجه إلى قاعة العروض الكبرى للمسرح أين ألقى مدير المسرح "ولد على الهادي" كلمة خاصة ترحيبا بالممثلة القديرة فتيحة بربار وكذا الوجوه الفنية الأخرى الحاضرة معها، حيث أكد بأن التكريم الذي خصت به مديرة الثقافة بتيزي وزو لرائدة المسرح والتمثيل السينمائي الفنانة "فتيحة بربار" يندرج ضمن سلسلة من التكريمات التي برمجتها مديرية الثقافة بالولاية الوفية لعاداتها وتقاليدها المراد منها إعادة الاعتبار للفن المسرحي والسينمائي وللتعبير عن التقدير والتكريم لذويه ورواده. كما تم عرض فيلم وثائقي قصير لخص من خلاله حياة والمشوار الفني للممثلة منذ بدايتها في 1959. هذا، وقد تواصل الحفل التكريمي بتقديم شهادات حية من طرف العديد من الوجوه الفنية الذين سبقوا لهم أن تقمصوا أدوارا في الأعمال التي ظهرت بها الفنانة القديرة "فتيحة بربار" سواء في مجال التمثيل المسرحي أو السينمائي، على غرار الفنان القدير محمد عجايمي، الممثلة بهية راشدي وبهية زكال وغيرهم الذين أجمعوا على المكانة المرموقة لفتيحة بربار في الساحة الفنية الجزائرية التي أثرتها بأعمالها من أفلام ومسلسلات وكذا العديد من العروض المسرحية التي تقمصت فيهم أدوار مختلفة التزمنت من خلالها بمصداقية وحبها للمهنة قناعة منها بأنها تؤدي رسالة واعية للمجتمع. هذا، ومن جهته دعا المخرج السينمائي الكبير عمر فطموش الممثلة القديرة فتيحة بربار، إلى ضرورة كتابة أعمالها ومذكراتها الفنية من أجل جعلها سندا ومرجعا للجيل الصاعد في المجال السينمائي والمسرحي. لتليه عرض مسرحي تحت عنوان "واش نسميه" لمسرح عنابة. هذا ليتم في الأخير تكريم الممثلة القديرة "فتيحة بربار" بتقديم لها عدة هدايا رمزية من طرف مديرية الثقافة مولود معمري وكذا مدرسة الفنون الجميلة بمدينة عزازقة إلى جانب تكريم كوكبة الفنانين الحاضرين في الحفل التكريمي. يذكر في هذا الصدد أن الاسم الحقيقي للفنانة فتيحة بربار هو فتيحة بلالي، حيث بدأت مشوارها الفني في ستينيات القرن الماضي حين اشتغلت كإحدى الصبابا الفرق النسوية للفنانتين الراحلتين مريم فكاري وفضيلة الدزيرية قبل أن تنتقل إلى التمثيل المسرحي أين كان لها أول ظهور لها على خشبة المسرح في 1959 في مسرحية "النساء العالمات" لتكون انطلاقتها الفعلية في مجال التمثيل المسرحي والسينمائي في الإذاعة والتلفزيون وشاركت في العديد من الأفلام مع كبار الفنانين على غرار الممثل الراحل رويشد من خلال فيلمي البوابون وحسن الطاكسي، واشتهرت عبر مسلسلات الغزالة والمصير والبذرة واللاعب. سمير لكريب الممثلة "فتيحة بربار" ل "الجزائر نيوز": متفائلة بمستقبل السينما الجزائرية ماهو شعوركم وأنتم تكرمون لأول مرة بالمسرح الجهوي كاتب ياسين بتيزي وزو؟ أنا جد سعيدة بهذا التكريم وأنا أشكر ولاية تيزي وزو وبالخصوص مدير الثقافة ولد علي الهادي على حسن المبادرة التي أثلجت قلبي ونأمل أن تشمل بقية الممثلين والفنانين الذين أثروا السجل الفني الجزائري بأعمالهم الفنية في مجال المسرح وكذا السينما، كما أقدم رسالة شكر للجمهور القبائلي على حسن ضيافته واستقباله. ما واقع السينما والمسرح الجزائري اليوم إذا تم مقارنته بما صنعه جيلكم؟ بطبيعة الحال هناك فرق بين المرحلتين ولكن من الصعب جدا تحديد أين يكمن الفرق والشيء الوحيد الذي بإمكاني قوله في هذا الشأن يكمن أن في الماضي رغم أن هناك عجز في الإمكانيات إلا أننا كنا نعمل والإرادة كانت متوفرة وكان هناك انتاج غزير في مجال المسرح والسينما أما الآن فالأمر يختلف والأسباب الحقيقية وراء ذلك نجهلها، لكن نبقى متفائلين بمستقبل أفضل للفن السابع في الجزائر وعن قريب بإذن الله ليعود بالمستوى الذي كان عليه في وقت مضى أول بمستوى أفضل. لوحظ في الآونة الأخيرة تراجع ظهوركم على شاشة التلفزيون.. لماذا؟ السبب الرئيسي في ذك يعود إلى تراجع الإنتاج السينمائي خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أنني جد متفائلة وأقول بأنه ستكون هناك انطلاقة جديدة بالنسبة لي أو للفن السابع عامة، كما أن عطائي الفني في مجال المسرح والسينما الذي كان بدايته في 1995 بالمشاركة في مسرحية "النساء العالمات" الذي بثت على المباشر عبر التلفزيون وإرادتي في تحقيق النجاح جعلتني أواصل مشواري إلى يومنا هذا، كما أن إطلالتي الجديدة على الجمهور الجزائري ستكون من خلال مسلسل يجري حاليا تصويره في مدينة سطيف، الذي سيعرض أيام شهر رمضان القادم. قالوا عن فتيحة بربار: الممثل محمد عجايمي: "نتمنى لها العمر المديد لتثري الساحة بأعمال سينمائية أخرى" «الفنانة القديرة فتيحة بربار كان لي الشرف أن تعاملت معها في العديد من الأعمال السينمائية مع العديد من المخرجين الجزائريين من بينهم المخرج الراحل جمال فزاز، وفي الحقيقة لا أستطيع أن ألخص في بعض الكلمات عما أكنه من حب وتقدير لهذه السيدة الكريمة التي أثرت بأعمالها الكبيرة السينما الجزائرية ونحن فخورين بمشاركتها فرحة هذا التكريم المقام على شرفها وأقول بأنها ممثلة ذات قلب واسع وتتسم بحبها القوي للفن السابع حتى لا نقول تعشقه بكل جروحها ونتمنى لها العمر المديد لتثري الساحة الفنية الجزائرية بأعمال سينمائية أخرى". الممثل رابية عبد الحميد: "مشوارها خير شاهد على مكانتها" «المشوار الفن الثري للفنانة القديرة فتيحة بربار هو خير شاهد عليها وما ساهمت به في خدمة المسرح والسينما الجزائرية حيث لها أكثر من 20 مسرحية وشاركت في العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية مع كبار المخرجين الجزائريين، ونحن كجيل صاعد نقول بأن روح ومصداقية الممثلة وحبها وتفانيها في أداء أدوارها المسندة إليها تجعلها تكون قدوة للجيل الصاعد ونتمنى لها عمرا مديدا وانجازات فنية أخرى تشعل بها شعلة الفن والثقافة الجزائرية عامة". الفنانة بهية راشدي: "أعطت أجمل سنوات عمرها للفن" «الكثير من الفنانين وحتى الجمهور الجزائري الذين عاشوا فترة فتيحة بربار يجهلون عنها بأنها امرأة خجولة والمرأة إذا افتقدت إلى سيمة الخجل من الأحسن أن تضع الستار على وجهها، هذه المرأة العظيمة وقفت معها ولي الشرف في ذلك، كانت أول مرة على خشبة المسرح في مسرحية "البقالة" ومنذ ذلك رسخت في ذهني فكرة ضرورة الخوف من الجمهور لأن الفنان الذي لا يخاف من الجمهور هو مخلوق من العدم، وكانت تقول دائما بأن الفنان مثل الإنسان العليل المريض المحتاج إلى العلاج وليس إلى مهدئ ويجب أن يعمق في العطاء إلى هذا الجمهور وأقول لها ألف شكر لأنك أعطيت أجمل سنين عمرك للفن". المخرج المسرحي "عمر فطموش": "فنانة من طينة الكبار" «الممثلة القديرة فتيحة بربار بشهادة الجميع هي فنانة من طينة الكبار وساهمت بعطائها الغني والثري بإثراء السجل الفني الجزائري سواء في مجال المسرح وكذا السينما الجزائرية، وأقول بأني جد سعيد بهذا الحفل التكريمي المنظم على شرف سيدة كبيرة لأن في الحقيقة التكريم يخص فقط السيدات الكبار من حيث العطاء الذين صنعوا مجد المسرح الجزائري، وأطلب فقط من الأخت والفنانة المحترمة فتيحة بضرورة كتابة أعمالها ومذكراتها الفنية من أجل أن تكون مرجعا للجيل الصاعد في المسرح". الممثل سيدي علي بن سالم: "فنانة محترمة يحترمها الجمهور" «الفنانة القديرة بربار أكن لها حبا وتقديرا عظيما وأعتبرها الأم الثانية وأخلاقها أكسبها احترام الجمهور، وكان لي الشرف عندما كنت مدير انتاج لإحدى الأعمال السينمائية أن تعاملت معها وكان مخرج العمل في بداية مشواره وكان هناك عجزا من حيث الإمكانيات المادية، إلا أن الفنانة القديرة عندما اقترحت عليها الدور قبلت وقالت من أجلك ومن أجل الجمهور الجزائري سأقبل الدور، وفي الحقيقة أنها إنسانة محترمة تحترم وقت عملها حبا لفنها وأتمنى أن يكون انتاج في السينما الجزائرية ليكون لنا الشرف أن تطل علينا هذه السيدة مستقبلا".