أبرز المشاركون في فعاليات الملتقى الوطني الأول للشعر الشعبي "برنوس الأحداب" بولاية الجلفة، أن أشغال هذا اللقاء تميزت بالطرح الأكاديمي والعلمي. وفي اليوم الأخير من هذا الملتقى الذي جرى بدار الثقافة "ابن رشد" بإشراف مديرية الثقافة وبحضور قوي ومميز لعدد كبير من شعراء القصيدة الشعبية من مختلف ولايات الوطن قدمت ثلاث محاضرات لأكاديميين ومختصين في الشعر الشعبي. وقد أبرز الدكتور عثماني بولرباح من جامعة الأغواط في مداخلته "القصيدة الشعبية بين عتاقة المعنى وحداثة المبنى" مظاهر التجديد في الشعر الشعبي وكيف يرقى الشاعر بقصيدته من حيث الجمالية والفنية ومن حيث توظيف الصورة الشعرية واللغة والتشبيهات والمعني بالإضافة للإيقاع الموسيقي دون المساس كذلك بالعتاقة والأصالة. وأشاد المحاضر بهذه المبادرة الثقافية، مؤكدا بأنها سمحت بالتقاء نخبة من الشعراء يمثلون التجربة الشعرية الناضجة وهم امتداد لمدارس شعرية كما هو الحال لمدرسة "بن كريو" و«لخضر بن خلوف" و«بن قيطون" و«بن تركي" و«بن سماتي" و«بن الشايب". ومن جهته، تحدث الباحث والمتخصص في الشعر الشعبي الملحون بجامعة المدية الدكتور محمد حليم طوبال في مداخلته "توظيف أساليب اللغة في الشعر العامي" عن مؤلفه معجم مفردات الشعر الشعبي، الذي قام من خلاله بجمع ما يزيد عن 3000 مفردة وشرحها وتبيين معانيها. وفي مداخلته عرض الأديب والقاص والمهتم بميدان الشعر الشعبي بلقاسم الشايب من ولاية الجلفة، الذي كان له أصاغ مؤخرا "رباعية عمر الخيام" كرونولوجيا القصيدة الشعبية "التي انتقلت في مسماها المصطلحاتي من الفصيح إلى الموشح الأندلسي ثم الزجل والملحون إلى الشعر الشعبي كما هو متداول الآن".