أكد المدرب مصطفي بسكري، أمس، بأن انطلاقة مونديال البرازيل كانت بمستوى عاد وعرفت دخولا قويا من بعض الفرق، كما قال إن الهاجس الوحيد في المونديال إلى حد الساعة يكمن في أخطاء التحكيم الكثيرة التي تم تسجيلها والتي جعلت من التحكيم يكون الرجل رقم «1» في المونديال. هذا وأظهر المدرب «بسكري» تفاؤلا كبيرا بتأهل «الخضر» وتحقيق نتيجة ايجابية ضد منتخب بلجيكا والمرور إلى الدور الثاني. استنادا إلى ما أسفرت عنه المباريات الماضية من نتائج نقول بأن بداية مونديال البرازيل كانت ذات مستوى عادي، كما أن معدل ثلاثة أهداف في كل مقابلة يوحي بأن الفرق دخلت جو المنافسة بقوة لاسيما على مستوى الخط الأمامي ما سيعطي ربما ميزة لهذا المونديال مقارنة بالطبعات الماضية ومن الممكن جدا أن يحطم فيه الرقم القياسي من حيث عدد الأهداف. ومن الناحية التقنية، أقول أيضا إن المستوى كان مقبولا خصوصا في المقابلة التي جمعت بين المنتخب الاسباني مع نظيره الهولندي والتي انتهت بنتيجة 5 اهداف مقابل هدف واحد لصالح زملاء «روبن» من مبدأ أن الفريق الهولندي دخل المباراة بقوة وبعقلية الثأر. أما فيما يخص الفريق البرازيلي وإذا أخذنا بعين الاعتبار الوضعية الاجتماعية السائدة حاليا في هذه الدولة، نقول إن الكثير من التسهيلات تم منحها لهذا الفريق من أجل الفوز على منتخب كرواتيا الذي ظهر بمستوى جيد، إلا أن خيبة الامل الوحيدة المسجلة إلى حد الساعة هي خيبة الفريق الكامروني الذي يتنقل في كل مرة للمشاركة في المنافسات الدولية او الافريقية يذهب بمشاكل مالية ما ينعكس سلبا على مردودية الفريق. أخطاء التحكيم الكثيرة التي تم تسجيلها في المباريات المنصرمة تجعل هذه المعضلة الرجل رقم «1» في هذا المونديال ومن المؤسف جدا تسجيل هذه الأخطاء في منافسة مثل كأس العالم التي من المنتظر أن يكون التحكيم فيها في أعلى المستويات. فالكثير من الأمور الغريبة سجلت إلى حد الساعة كضربة الجزاء التي صفرت لصالح المنتخب البرازيلي أو إلغاء حكم مباراة الكامرون ضد المنتخب المكسيكي ثلاثة أهداف كاملة واحتساب هدف لصالح الفريق الهولندي رغم الخطأ المرتكب على حارس الفريق الإسباني، فضلا عن سذاجة الحكام في تعاملهم مع الأخطاء المسجلة من قبل اللاعبين وعدم إخراج البطاقات وكذا عدم احتساب بعض الأخطاء المرتكبة. عامة هناك أخطاء شرعية لم تحتسب في حين هناك بعض الأخطاء غير الشرعية احتسبت هذا ما يثير العديد من التساؤلات وتطرح العديد من الامور التي تعد كمؤشر يستدعي على المشرفين القائمين على تسيير شؤون الكرة العالمية اعادة النظر في نظرية التحكيم واسترجاع التحكيم الدولي مكانته الحقيقية خاصة أن مثل هذه الأمور غير مسموح بها في منافسة اسمها كأس العالم التي إن استمر الوضع على حاله في باقي المباريات ستفقد طعمها وفرجتها ونأمل أن يتدارك الأمر قبل فوات الأوان. بطبيعة الحال فالأمر كذلك وفي الحقيقة مثل هذه المنافسة دون مفاجآت لن يكون لها أي طعم أو أية متعة في الفرجة، إذ أن مستواها لا يميز بين الفرق الصغيرة أو الكبيرة فالكل بمقدوره إحداث أمور تكون عكس ما تم توقعه، ولكن لا يمكن اتخاذ هزيمة الاسبان كمقياس لذلك من مبدأ أن معظم الفرق الكبيرة المشاركة في منافسات كأس العالم تكون بدايتها صعبة في اللقاء الاول إلا أن أداءها سرعان ما يتحسن وتظهر بوجه ثان مغاير عن سابقه خصوصا في حالة تأهلها إلى الدور الثاني وأقول ذلك بحكم التجربة المستمدة من الدورات السابقة، كما أن جميع الفرق القوية منها أو الصغيرة تحاول دائما صنع فارق المباريات لصالحها لذا نجدها تقوم بتسيير لقاءات الدور الأول بعقلانية المنطق لأن الأمر يتعلق بمجموعة وخسارتها في مباراة يمكن استدراكه في المباراة التي تليها وهو الشيء المخالف تماما في الدور الثاني، أين أية خسارة تعني الإقصاء. المنتخب الوطني تنتظره مباراة صعبة أمام المنتخب بلجيكا الذي يعد من بين الفرق المرشحة في هذا المونديال، لكن هذا لا يعني التشاؤم فيما ستسفر عليه المباراة من نتيجة، فكل شيء ممكن ووارد خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار الظروف التي أحيط بها لاعبو «الخضر» في فترة التحضيرات وكذا الوجه المقنع الذي ظهر عليه في المباراتين التحضيريتين التي لعبها قبل تنقله إلى البرازيل والمهم في هذه المباراة تحقيق نتيجة إيجابية أو تفادي الهزيمة، كما أؤكد أن لاعبينا لديهم الحنكة الكافية لتسيير هذه المقابلة ومتفائلين جدا بالفوز على فريق الخضم لأنهم عودونا التألق في المواعيد الكبيرة. صحيح من المستحسن على الناخب الوطني أن تكون لديه فكرة سابقة عن التشكيلة الأساسية التي سيلعب بها المباريات الرسمية وذلك من أجل خلق جو الانسجام ما بين اللاعبين من أجل اللعب بالارتياح بعيدا عن أية ضغوطات قد تسجل في حالة ما إذا ترك الأمر لأخر لحظة. كما أن التغيير المستمر في تركيبة الفريق ومن مباراة إلى أخرى قد يرمي بضلاله سلبا على أداء الفريق كمجموعة، إلا أننا كلنا ثقة بالناخب الوطني وكذا لاعبينا الذين لديهم تجربة كافية لمجابهة هذه الأمور بحكم تجربتهم التي اكتسبوها في أفضل الأندية الأوروبية. لا يمكن أخذ هزيمة المنتخب الكاميروني امام نظيره المكسيكي كقاعدة في إصدار حكم على المنتخبات الافريقية ال 5 المماثلة عن القارة الافريقية في كأس العالم بدولة البرازيل، لأن لكل فريق ظروفه الخاصة وطريقته الخاصة في اللعب ولكل واحد أيضا خصوصيته في اللعب وكذا طريقته في التحضير، فمن هذه المجموعة التي تأهلت إلى المونديال نجد بعض الفرق لها حظوظ كبيرة للتأهل على الدور الثاني على غرار المنتخب الجزائري وكذا نظيره النيجيري وكذا منتخب كوديفوار، أما منتخب غانا فأقول من سوء خطه أن القرعة اوقعته في مجموعة جد صعبة وفي حالة مروره إلى الدور الثاني فبإمكانه إحداث مفاجأة من العيار الثقيل بالتأهل إلى نصف النهائي.