لطالما شهد تاريخ مباريات كرة القدم الجزائرية مواكبة وحضورا من قبل الأغاني الرياضية التي تهدف لتشجيع الفرق المحلية أو الفريق الوطني. أغاني وألبومات تتغنى بأسماء اللاعبين وتستذكر بطولاتهم في المباريات يستعين بها الشباب لإثارة حماستهم وتشجيع نجومهم . خلال رحلة تأهل الفريق الوطني الجزائري لكرة القدم في مونديال 2010 شهدت الساحة الفنية حضورا قويا للأغنية الرياضية، حيث سجلت أكثر من خمسين أغنية تتغنى بإنجازات "محاربي الصحراء". وخاصة في مرحلة التأهل ضد مصر التي كانت عقبة صعبة في الطريق إلى المونديال. إلا أنه على عكس المرة السابقة، شهدت الساحة الفنية صياما في البداية عن إنتاج الأغاني الرياضية خلال موسمي تصفيات كأس إفريقيا وكأس العالم لهذا العام، إلا من أفراد قلائل. ولعل السبب كان نقص الإيمان بالفريق الجديد والتوجس من إمكانياته في تحقيق النجاح في المباريات التي تنتظره. ولكن مع تعاقب اللقاءات انقلبت الموازين لصالح كفة لاعبي المدرب حليلوزيتش، وتوالت انتصاراتهم من مباراة لأخرى ليصبحوا في عداد الدول المتأهلة لمونديال البرازيل لسنة 2014، الأمر الذي كان بمثابة جمرة متقدة وسط كومة قش جافة، وبين ليلة وضحاها انهمرت على الساحة الفنية المقاطع الرياضية التي تشجع الفريق الجزائري وتتغنى بإنجازاته، حيث لم تنحصر هذه الإنجازات الموسيقية في الفرق الفنية الرياضية المعروفة في المجال مثل "تورينو"، "ألميريا"، "مايوركا"، "ميلانو"، "كاتانيا"، "باليرمو" ... وغيرها، بل زاحمهم فيها نجوم باقي الطوابع الموسيقية الجزائرية من مغنيي الراي، السطايفي، القبائلي، وحتى الراب.. نذكر منهم الفنانة "ريم غزالي"، "الشاب عزيز"، "الشاب عدلان والشاب نسيم في أغنيتهما "نحسب لعشرة" التي بلغ عدد مشاهداتها في اليوتيب 149 954، وأغنية دوبل كانو "لالجيري في دمي" التي وضعت في موقع اليوتيب منذ حوالي أسبوعين لتصل نسبة مشاهديها حتى الآن 21 699. "الشاب وحيد"، "الشابة سوسو" بأغنيتها "اليوم نديفيلي".. إضافة إلى الفرق الرياضية المختصة في هذا المجال مثل فرقة "ميلانو" وأغنيتهم الشهيرة "نسمع قسما" التي تجاوزت نسبة مشاهديها في اليوتيب 767 240. وأغنية "viva lalgerie" لفرقة "تورينو، باليرمو، وكاتانيا" التي بلغ عدد مشاهديها أكثر من 190 296. خلال استطلاعها عن أكثر الألبومات مبيعا، مرت "الجزائر نيوز" إلى العديد من باعة الأقراص في العاصمة، منهم "أمين" الذي أكد أن معظم هذه الأقراص مقرصنة من مواقع الانترنت تباع في الشارع بأسعار زهيدة للمارة، ويضيف أن أغاني فرقة تورينو ونجوم الراي خصوصا أغنية كادير الجابوني "viva lalgerie"، هي الأكثر طلبا. الأمر الذي أكده السائقون في الشوارع بالأغاني الرياضية الصادرة من سياراتهم. أما "كريم" بائع أقراص على الطريق فأكد أن المارين لا يهمهم من المغني بقدر ما يهمهم أن القرص فيه أغان عن الفريق الوطني، ويوافق الأول على أن الفرق المعروفة في مجال الأغنية الرياضية، إضافة إلى بعض مغنيي الراي مثل "كادير الجابوني" و«أمين تيتي" هم الأكثر طلبا عند الشباب، مضيفا أن هناك أغان لم تنتشر بعد لكثرة المنافسة هذه الأيام بسبب النجاح الذي يحققه الأفناك الجزائريون في مونديال البرازيل.