دخل عمال مركب الحجار للحديد والصلب بعنابة، صبيحة أمس، في إضراب مفتوح عن العمل، حيث تم توقيف الفرن العالي رقم 2 وعدة ورشات بالمركب، ومن بينها الورشات الموجودة على مستوى الميناء ووحدات البيع بكل من مستغانم، وهران، الرغاية، القصر، سكيكدة، سيدي بلعباس، البليدة والخروب· ويعد هذا الإضراب الأول بعد إبرام عقد شراكة مع الأجانب سنة 2001 · عقدت النقابة جمعية عامة عمالية في الساعة العاشرة أمام مقر المديرية العامة داخل المركب، حضرها حوالي 7000 عامل وعاملة رفعوا شعارات تطالب أرسيلور ميتال بالزيادة في الأجور وتلبية المطالب التي قدمتها النقابة··· وقدم إسماعيل قوادرية عرضا شاملا عن جميع الملفات التي تمت إثارتها خلال الأيام الخمسة التي استغرقتها المفاوضات·· مشيرا فيه إلى مختلف الصعوبات التي اعترضت طريق النقابة، وبالأخص فيما يتصل بتعرضها لملفات الفساد وتهريب رؤوس الأموال وعدم احترام الشريك الأجنبي لاتفاق عقد الشراكة المبرم مع الحكومة الجزائرية، إضافة إلى عدم التزام الحكومة بحماية المنتوج الوطني من خلال تمكين الخواص من استيراد الأسلاك الحديدية والحديد المعد للبناء، وبيعه في السوق المحلية بمبلغ 3700 دينار للقنطار، في الوقت الذي يبيع فيه المركب المنتوج ذاته بأربعة آلاف دينار للقنطار· ويشغل مركب الحجار للحديد والصلب حوالي 21 ألف عامل في مناصب مباشرة وغير مباشرة، معظمهم من ولايات: عنابة، الطارف، سوق أهراس، قالمة، سكيكدة وتبسة· للإشارة، فإن خسائر الإضراب تتجاوز 30 مليار سنتيم في اليوم الواحد، وجاء إضراب العمال هذا بعد فشل المفاوضات التي استمرت خمسة أيام حول 11 مطلبا، أهمها الزيادة في الأجور بنسبة لا تقل عن 18 بالمائة وضبط نظام العلاوات· وقال الناطق الرسمي للعمال، إن المفاوضات لم تسفر عن نتيجة مع إدارة '' فانسون غويك '' باستثناء مقترحات بتعديل منحة القفة برفعها إلى 250 دينار في اليوم عوض 200 دينار، ومنحة المرأة الماكثة بالبيت التي اقترح رفعها إلى ألف دينار في الشهر بدل 650 دينار، زيادة على تعديل جزئي يخص منحة الضرر ومنحة المفحمة· وعرف الإضراب المفتوح عن العمل في يومه الأول، شروع أربعة نقابيين من لجنة المفاوضين في الساعة الواحدة ظهرا في إضراب عن الطعام، وفي حالة عدم وجود رد فعل، سيعرف التحاق الأربعة الباقين من لجنة المفاوضات ومعهم الناطق الرسمي للعمال بالمضربين عن الطعام، وفي اليوم الثالث ينضم العمال المضربون إلى قائمة المضربين عن الطعام· وحسب مصادر مطلعة، فإن الناطق الرسمي باسم العمال، السيد إسماعيل قوادرية، كان قد تلقى مكالمة هاتفية من الأمين العام للمركزية النقابية، عبد المجيد سيدي السعيد، عبر له فيها عن مساندة الاتحاد العام للعمال الجزائريين لإضراب عمال الحجار، وعرض عليه الدعم·