كشفت دراسة علمية جديد، أنجزها الطالب طباري محمد من قسم علم النفس وعلوم التربية والأرطوفونيا بجامعة الجزائر، أن زحمة المرور المزمنة بالجزائر العاصمة، تدفع السائقين إلى تصرفات عربية، أخطرها السلوكات العدوانية التي تصل نسبها إلى الخمسين في المئة· كشفت دراسة حديثة، أن لازدحام حركة المرور في الجزائر العاصمة تأثيرات سلبية خطيرة على صحة السائقين، ومن شأنها أن تتسبب في متاعب صحية خطيرة تتمثل في التعب، وضيق التنفس، والتنميل وآلام المفاصل وآلام أخرى على مستوى الحوض، إضافة إلى الشعور بالغثيان وآلام على مستوى الظهر وشعور بالاختناق وتسارع في ضربات القلب والصداع، ومن شأن ازدحام حركة المرور التي أصبحت مزمنة في الجزائر العاصمة، أن تتسبب في الكثير من الاضطرابات النفسية التي تؤدي إلى تلك الأمراض المحتملة الخطيرة، ويأتي في مقدمة تلك الحالات النفسية المتردية، الشعور بالملل بنسبة 76.9 %، إضافة إلى الاستياء ب 74.6 % والتوتر ب 73.12% والإحباط ب 69.2 % والقلق ب 68.4 % والنرفزة ب 67 % والغضب ب66.7 % والانفعال الشديد ب53.1%، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى سلوكات عدوانية التي تصل نسبتها إلى ال50 % وفقدان الصبر بنسبة بنسبة 49.3 %· وتبين من خلال الدراسة العلمية الإحصائية، أن التعب يشكل أعلى نسبة من شأنها أن تتسبب في كل الأمراض الأخرى، حيث تقدر نسبته ب73.1 %، في حين أن نسبة السائقين الذين لا يشعرون بالتعب لا تتجاوز 12.4%· الدراسة جاءت في إطار مذكرة تخرج أعدها الطالب طباري محمد من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية قسم علم النفس وعلوم التربية والأرطوفونيا وأشرف عليها الدكتور حمو بوظريفة، وشملت العينة 130 سائق في مدينة الجزائر، بعد أن تم توزيع 200 استمارة، استرجع منها 142 وتم إلغاء 12 استمارة، حيث تم تحديد العينة بشكل عشوائي، مع العلم أن غالبية الأشخاص الذين شملتهم العينة من الجنسين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة التي وصلت إلى 84,63 %، ثم تأتي الفئة التي يتراوح عمرها بين 31 و40 وتقدر نسبتها ب 20.76%، تليها الفئة الثالثة التي تترواح أعمارها بين 41 و50 سنة وتقدر ب76,10، في حين أن الذين تفوق أعمارهم عن 51 سنة لا تزيد نسبتها عن 04.61% ، والتركيز بشكل كبير على الفئة الصغيرة السن، الذي أعطى تلك النتائج النفسية والصحية الخطيرة، دليل على خطورة الظاهرة التي لم تركز على كبار السن الذين هم أكثر عرضة لأمراض وتواترات من هذا النوع، بحكم السنين وأفعالها فيهم وتجاربهم المتنوعة في الحياة· وأفضت النتائج إلى أنه من بين الأسباب المؤدية إلى الازدحام المتعلقة بسوء السياقة، يأتي في مقدمتها توقف السائقين والتحدث إلى بعضهم وسط الطريق بنسبة 81.6%، ويأتي في المؤخرة عدم احترام إشارات المرور ب 40.8 %· أما الأسباب المتعلقة بوضعية الطرقات، فيأتي سوء تصميم البعض منها ب81.6% وضيق الطرقات ب80.2أما كثرة الحفر في الطرقات فتقدر نسبتها ب 77.7 % ونفس النسبة بالنسبة لتعطل الميترو والترامواي، أما عدم تطابق التهيئة العمرانية مع عدد الطرقات وعدد السيارات فتقدر نسبتها ب70.5 %·