قامت ليبيا، نهار أمس، بإطلاق سراح عشرات الجزائريين المعتقلين في سجونها، وإلغاء أحكام الإعدام بحق 48 آخرين بعد مباحثات ومشاورات طال أمدها دارت بين كل من رئيس الوزراء أحمد أويحيى وأمين عام اللجنة الشعبية العامة رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي· وقال المحمودي إن العلاقات الجزائرية - الليبية تمر بأفضل مراحلها ووصفها بأنها ''متينة وقوية يطبعها التشاور السياسي المستمر''· وأضاف في تصريح للصحافيين عقب وصوله إلى الجزائر أن طرابلس حريصة على دعم وتعزيز هذه العلاقات ورفعها إلى أحسن مستوي ممكن، بفضل توجيهات رئيسي البلدين عبد العزيز بوتفليقة ومعمر القذافي· وأضاف المسؤول الأول في الحكومة الليبية، أن زيارته التي يقوم بها إلى الجزائر تصب في إطار تعميق العلاقات بين ليبيا والجزائر، وتقييم نتائج عمل لجنة المتابعة المشتركة والتحضير لاجتماع اللجنة المشتركة العليا المقرر عقدها في العاصمة طرابلس الشهر المقبل· ووصل الأمين العام للجنة الشعبية الليبية العليا، البغدادي علي المحمودي، إلى الجزائر في زيارة عمل تلبية لدعوة من الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى· وكانت لجنة المتابعة المشتركة بين البلدين اختتمت أعمالها يوم أمس بعد أن توصلت إلى اقتراحات تهدف إلى حلحلة عدد من الملفات العالقة بين البلدين، وتعزيز التعاون في ميادين الطاقة، الصناعة، التبادل التجاري، الجمارك، المواصلات، الفلاحة والنقل البحري· وتقرر تشكيل فريق عمل يكلف بوضع حلول عملية لتطوير التبادل التجاري بين البلدين ومقترح يرمي إلى تعزيز الشراكة بين البلدين سيتم تقديمه إلى اللجنة العليا الجزائرية - الليبية· يذكر أن عدد المساجين الجزائريين الموجودين في السجون الليبية يبلغ 52 سجينا صدرت في حقهم أحكام متفاوتة في قضايا سرقة وتجارة مخدرات وتهريب، وفي هذا الإطار فقد تم سابقا تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين كانت آخر جلساتها في شهر ماي الماضي بالعاصمة الجزائرية، حيث تم الاتفاق بين قيادات البلدين على إجراء تبادل للمساجين بين البلدين· للإشارة، فقد وصل الأمين العام للجنة الشعبية العامة الليبية رئيس الوزراء البغدادي علي المحمودي يوم الأحد الماضي إلى الجزائر في زيارة رسمية، تلبية لدعوة من الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى، في إطار توطيد علاقات التعاون الثنائي· وذكر بيان صادر عن رئاسة الحكومة الجزائرية في ذات السياق، أن هذه الزيارة تندرج ضمن توطيد علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين، وستسمح بتقييم التعاون الثنائي ودراسة السبل والوسائل الكفيلة بتوسيعه من أجل استغلال كل الفرص الكامنة في اقتصادهما· وأضاف البيان أن الزيارة تأتي في أعقاب اجتماع لجنة المتابعة الجزائرية - الليبية، التي انعقدت في الجزائر يومي الجمعة والسبت الماضيين، تحضيرا للجنة المشتركة العليا بين البلدين المزمعة في طرابلس الشهر المقبل· بدوره، قال رئيس الوزراء الليبي، إن العلاقات بين البلدين متينة ويغلب عليها التشاور السياسي المستمر، مبديا حرص بلاده على أن ''تأخذ هذه العلاقات الثنائية طريقها إلى الأمام''· وكان الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، قال عقب انتهاء أعمال لجنة المتابعة الجزائرية - الليبية، إن اللجنة اتفقت على ضرورة إيجاد حلول لكل الملفات العالقة بين البلدين، التي تم تقييمها بشكل كامل وشامل· وأشار مساهل إلى اقتراح ورقة عمل حول تطوير الشراكة بين البلدين ستطرح خلال انعقاد اللجنة العليا بين البلدين في قمة طرابلس، من ضمنها تبادل التجارب حول السياسات التنموية والاقتصادية، خاصة في مجالات الطاقة، الصناعة، الزراعة، البحث العلمي، الأمن الغذائي، المواصلات، النقل البحري، التكنولوجيات الحديثة، التجارة والجمارك·