أبدعت فرقة ''الشروق للفن والمسرح''، أول أمس، على ركح المسرح الوطني الجزائري بعرضها لمسرحية ''دوريان غراي والدقائق العشرون'' التي تعتبر المسرحية الثانية لها في إطار تظاهرة البطاقة البيضاء لمسرح معسكر الجهوي· كانت وصفة النجاح ل ''فريمهدي محمد''مخرج مسرحية ''دورين غراي والدقائق العشرون'' متكاملة بداية من النص العالمي الراقي، الأداء المميز للفرقة، بالإضافة إلى المؤثرات الصوتية المنسجمة مع الأداء، كل ذلك ممزوج بجرعات قليلة من العبث المسرحي الهادف· تعود القصة الحقيقية للمسرحية إلى الكاتب الإيرلندي أوسكار وايد، والتي عالج فيها قصة أسطورية تتمثل في حكاية ''دوريان غراي'' الرجل الوسيم والغني الذي أعجب بصورة له رسمها رسام هاوي يدعي ''بازيل هولوورد'' بيده المشوهة، والذي تمنى بعدها لو يخلد كما هو في الصورة وتشيخ هي بدل منه· وتقول الأسطورة في كتاب أوسكار وايد ''صورة دوريان غراي'' أن هذا الأخير استطاع أن يتحصل على ما أراد بمساعدة قوى الشر، هذا ما جعل ذلك الشاب الحالم والغني والمثقف يغرق في دوامة من الكآبة والشك لكونه لم يعد يذكر أي شيء مما يحصل له والدفع بكل خطاياه وشعوره بالذنب على صورته الملعونة، وتجلى ذلك في خيانة أعز أصدقائه الذي لم يعد يتذكره أبدا، وذلك بإقامة علاقة عاطفية مع خطيبته ''سيبيل'' التي لم تعد تعرف أيضا إن كانت تحب الخطيب أو العشيق· كانت المسرحية قد اختلطت على كامل أبطالها الأحاسيس والمشاعر، ولم يعد أي منهم يفرق بين الصحيح والخطأ ولا الخير والشر، الجمال والقبح، الروح والحواس، اللذة والألم، الأبدي والفاني ولا الإثم والفضيلة، وينتهي كل ذلك بالصراع بين الصورة والحقيقة· هذه الأخيرة التي تنتصر بتدمير تلك الصورة الملعونة، مسرحية كان بطلها الأول والأخير هو العبث دون مكان قار ولا زمان معين· للتذكير، فقد قدم المسرحية فرقة من الممثلين الشباب بداية من فايزة، يوسف، حكيم مداني و هواري شيخاوي تعد بالكثير لو وجدت يد العون، كل ذلك بقيادة المايسترو فريمهدي محمد·