عيّن مؤخرا الفنان المسرحي رشيد جرورو على رأس المسرح الجهوي لمدينة معسكر الذي أنشئ حديثا في إطار سياسة الوزارة الوصية لدعم حظيرة المسارح الجهوية. "المساء" التقت المدير الجديد على هامش الإعلان عن برنامج "البطاقة البيضاء" التي سيفتتحها مسرح معسكر ببيت "محي الدين بشطارزي" اليوم وأجرت معه هذه الدردشة. - عيّنتم مؤخّرا مديرا للمسرح الجهوي لمدينة معسكر الذي أنشئ هو الآخر حديثا، كيف ترون هذه المسؤولية؟ * عندما تكون ممثلا تتوقّف مسؤوليتك عند الأداء المتمكن والصحيح على الخشبة وأن تكون قدوة خارج الخشبة، لكن عندما تتسلم زمام أمور المسرح في ولاية بأكلها فالأمر يختلف لأن المسؤولية تكون أكبر، لكن ما كسبته من تجربتي كرئيس مصلحة مديرية الثقافة بتمنراست ثم غليزان وبعدها مستغانم مكنني من تحمل هذه المسؤولية الثقيلة، التي ليست سهلة أبدا. - هل كونكم من صف الممثلين أنتم أدرى بمشاكل ومتطلبات الفنانين؟ * هذا صحيح لقد اشتغلت كفنان على الخشبة لمدة 20 سنة وأنا خريج المعهد العالي للفنون الدرامية لذلك فإني على احتكاك دائم بهذا المجال في مختلف مستوياته، وهذا ما سهل عليّ المهمة نوعا ما. المبدع هو إنسان من نوع خاص فعليك أن توفر له كل الظروف المواتية من أجل العمل والإبداع. والحمد لله اليوم هناك العديد من الفضاءات من أجل التعبير والإبداع مقارنة بالفترة الماضية التي عانينا فيها كثيرا من شح المسارح وفضاءات الإبداع. اليوم نملك ما يقارب 11 مسرحا جهويا بعد أن كانت 7 فقط ومن المنتظر أن يصل العدد مع نهاية السنة الجارية إلى 20 مسرحا، بعد أن تم إنشاء مسرح جهوي في كل من سكيكدة، أم البواقي، قالمة بالإضافة إلى معسكر التي أنشأ بها المسرح الجهوي قبل أربعة أشهر فقط، كما أن الإمكانيات موجودة من أجل خلق أعمال جديدة. - المعروف أن ولاية معسكر ظلت محرومة لسنوات من الفن الرابع مما جعل الحركة المسرحية بها بطيئة أو شبه منعدمة، كيف ستعملون من أجل بعث هذا الفن في المنطقة؟ * هذه حقيقة، الفن الرابع غير مزدهر في معسكر إذ لم تكن هناك أي فضاءات تسمح بتفعيله وازدهاره، بحيث لا توجد أي حركة مسرحية إلا من خلال أربع جمعيات ليست معروفة إلا جمعية "الشروق للثقافة والمسرح" التي رغم انحصارها تمكنت في 2006 من الحصول على جائزة أحسن إخراج في مهرجان الأردن والتي عادت لمحمد فريمهدي عن مسرحيته "مسافر ليل". أما عن السياسة التي نسعى لانتهاجها من أجل بعث هذا الفن فتتمثل أولا في التكوين الذي يعد عماد كل شيء وذلك من خلال تنظيم ورشات تكوين لصالح كل شباب المنطقة الذين يستهويهم هذا الفن. وقد تمت برمجة ثلاث ورشات تكوين لشهر مارس المقبل في مختلف مهن العرض كالتمثيل والسينوغرافيا والإخراج...وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة و لمعهد العالي لفنون العرض ومهن السمعي البصري، بالإضافة إلى ورشة خاصة بالأطفال. كما نعمل على تحقيق مشاريع مع مختلف المخرجين على غرار تعاوننا مع مخرج فرقة "البليري" خالد بلحاج الذي أثمر مسرحية "لالة" التي ستقدم في عرض أول تظاهرة الورقة البيضاء بالمسرح الوطني الجزائري ومسرحية "الرحيل" مع المخرج بلعالم أحمد. ولاستقطاب الجمهور نحو هذا الفن الذي ظل غائبا عن المنطقة حرصنا على ضم وجوه فنية حققت نجاحا كبيرا على الشاشة الصغيرة على غرار بختة وهوراي اللذين تم ضمهما لمسرح معسكر لفتح الشهية للجمهور من خلال سكاتشات قصيرة تسبق كل عرض وحملهم على الحضور للمسرح، حتى يتعودوا عليه ويصبح جزءا من اهتماماتهم. - وماذا عن الفضاءات المخصصة اليوم للمسرح في معسكر؟ * اليوم نحن نقوم بإجراء تدريباتنا في دار الثقافة في انتظار ترميم قاعة المسرح التي تمت برمجتها ضمن المنشآت التي سترمم. - تشاركون في فضاء "البطاقة البيضاء" الذي فتحه المسرح الوطني للمسارح الجهوية، حدثونا عن هذه المشاركة؟ * مشاركتنا ستكون ثرية ومتنوعة من خلال عدد من الإنتاجات الجديدة كما ذكرت على غرار مسرحية "لالة" و"الرحيل"، بالإضافة إلى مسرحية عنوانها "دوريات جراي" لحسام قنديل التي تم إنتاجها بمساهمة مسرح معسكر أيضا، ومسرحية صبيانية عنوانها "ميمي وكيكي الدمية الخشبية" لعيشوش نورة. وسكاتشات مع بختة والهواري بعنوان "هي وهي"، ولن يتوقف نشاطنا هنا بل سنقوم بجولات فنية بهذه الأعمال عبر العديد من ولايات الوطن بداية بباتنة حيث سنبقى فيها شهرا كاملا ثم عنابة فقسنطينة.