كانت الرحلة السياحية الإعلامية الى غابة "الجعيمة" بسيدي بايزيد ستأخذ صفوها لولا أن كدّرته جرائم مافيا الحطب التي ترتكب جرائم ضد الثروة الغابية ... هذا هو الإنطباع الذي خرجت به "الجلفة إنفو" من الرحلة التي نظمتها مديرية السياحة بحر هذا الأسبوع لفائدة الأسرة الإعلامية بمناسبة اليوم العالمي للسياحة 27 سبتمبر بالشراكة مع الجمعية السياحية "الكرامة" تحت شعار "السياحة للجميع". المناسبة كانت فرصة للحديث مع مسؤولي قطاع السياحة حول آفاق السياحة الغابية بولاية الجلفة. فهذه الأخيرة تمتاز بوجود أهم الغابات في منطقة الهضاب العليا والتي تعتبر آخر الغابات الطبيعية في اتجاه الجنوب الجزائري. وفي هذا الصدد أكد مدير السياحة والصناعة التقليدية، السيد حمادة نوار، أنه قد تم اختيار خمسة (05) غابات في اطار البرنامج الوطني للغابات الترفيهية وهي غابة "سن اللبا"، غابة "المجبارة"، غابة "الجعيمة"، غابة "تقرسان"، غابة "قطية" مشيرا الى أن العملية قيد الدراسة من أجل مباشرة استغلالها عن قريب. وأضاف نفس المتحدث بأن مديرية السياحة بصدد اجراءات الاتصال بالمديرية العامة للغابات من أجل منح رخص استغلال للمستثمرين الخواص لخلق نشاط سياحي ترفيهي للسواح لا سيما العائلات. وأكد ذات المسؤول على أن الظروف الحالية تجبر على تنشيط الاستثمار السياحي موجها الدعوة الى الجميع من أجل المشاركة في خلق ثروة محلية ومناصب شغل وواعدا في ذات الوقت بتقديم كل التسهيلات للمستثمرين. منطقة "الجعيمة" هدوء و نقاء و مناظر خلابة وخلال الرحلة المنظمة الى منطقة "الجعيمة" (35 كيلومتر شمال شرق بلدية الجلفة) التابعة لدائرة "دار الشيوخ"، استمتع المشاركون بالجو الرائع داخل الغابة الذي شكله الهواء النقي الممزوج برائحة النباتات السهبية والهدوء الطبيعي الممزوج بأصوات العصافير، متنقلين مشيا داخل المسالك الغابية المؤدية الى قمة "العسة" التي تعتبر أعلى قمة بجبل "السحاري" بارتفاع 1495 متر عن سطح البحر حيث تطل على منظر طبيعي خلاب للغطاء الغابي الكبير المناسب للتنزه والتخييم وممارسة الرياضة (المشي، الدراجات،...). وكذا الجانب الاستشفائي (أمراض الربو، الاسترخاء الذهني،...). اضافة الى وجود الى بعض المعالم التاريخية كمركز تجمع جيش التحرير بالمعلم الأثري المسمى "حلوفة". ومن بين الأشياء الايجابية التي تمتاز بها "الجعيمة" هي أنها ذات بيئة نظيفة وتناسب العائلات بامتياز حيث يتوفر الأمن كما يحرص سكانها على عدم تواجد المظاهر السلبية مثل تناول الخمور، الزنا، الخ. وقد أكد لنا أحد سكان المنطقة المعروفين بالطيبة وحسن الضيافة على ترحيبهم بالعائلات وكذا الشباب المتنزه مع احترام المكان. قطع الأشجار في ظل التواطؤ خطر يهدد الثروة الغابية الشيء الخطير الذي نبهنا اليه سكان المنطقة هو ظاهرة قطع الأشجار من طرف أشخاص يقومون باستعمالها لأغراض تجارية. وهو ما لاحظناه خلال تجولنا داخل الغابة أين وجدنا أشجار استغرقت سنوات عديدة لتنمو طبيعيا تم قطعها بشكل همجي في ظل تواطؤ حراس الغابات بالمنطقة حسب شهادة أحد المواطنين. حيث أكد لنا المعني مشاهدته لأطنان من الأشجار المقطعة في مدينة "عين وسارة" يتم توجيهها لاستعمالات البناء وهنا توجه المواطنون بنداء الى مختلف السلطات للقيام بواجبها في الحد من هاته الظاهرة الخطيرة. الرعي الجائر وسط غابات الجعيمة
مافيا الخشب تفعل ما تشاء دون رقيب "الجعيمة" جنة غابية ... تستغيث