هو أول حوار لهذه الصحفية مع موقع إليكتروني أو جريدة من المغرب الكبير، بيد أنها معروفة بشكل واسع في المشرق العربي ، و لمع نجمها في عالم الإعلام اللبناني، إذ أطلق عليها الكثيرون من الكتاب والصحافيون لقب أميرة الإعلام اللبناني، و حسناء الإعلام اللبناني. هي إعلامية محترفة، صادقة في نشر الخبر، تعشق عملها، لها أسلوب مميز في فن الحوار والنقاش، رسالتها توعية الناس وتطوير مجتمعها ووطنها لبنان الغالي على قلبها.. كانت رأس الحربة في قضية إقفال "مطمر الناعمة"، في ملف النفايات الذي عُرفت به لبنان، فناضلت بشراسة وشجاعة وجرأة في أكبر ملف بيئي مالي فاسد لتخلص أهل منطقتها من مخاطر التلوث للمطمر. فمثلتهم على الإعلام وتحدثت عن معاناتهم وآلامهم ، وأوصلت صوتهم للمسؤولين فربحت محبة الناس وكسبت ثقتهم. إنها الإعلامية اللبنانية راغدة الحلبي، لنتعرف أكثر عليها وعلى مسيرتها الإعلامية كان لنا حديث معها تضمن الأسئلة التالية.. حدّثينا عن بدايتك في عالم الإعلام، كان حلما منذ الطفولة، أم أنه مسار تم اختياره فيما بعد؟؟؟ منذ أن كان عمري 12 عاماً قررت أن أصبح مقدمة برامج تلفزيونية، وبدأت أحلم وأعيش الحلم في بعض الأوقات، فأتخيل نفسي أجري مقابلات مع رؤساء الجمهوريات ومع وزراء وفنانين ومشاهير... لا شك أن المعوقات والصعوبات التي اعترضتني في حياتي كانت كثيرة وكبيرة ومع ذلك تمسكت بحلمي وسعيت لتثقيف نفسي وتطوير ذاتي ومهاراتي حتى أصبحت من المتقنين لمهنتي. وقد حققت حلمي وأصبحت مقدمة برامج تلفزيونية ناجحة، بل يشهد لي كبار المثقفين والمرجعيات الروحية والفكرية بثقافتي الواسعة واحترامي للرأي الآخر. في أي مجال تكتب الإعلامية راغدة الحلبي؟ يتركز عملي الإعلامي في المجال الثقافي. إذ بدأت مسيرتي الإعلامية في عالم الصحافة والإعلام في مجلة سيدتي، حيث عملت لسبع سنوات وستة أشهر، فكتبت مقالات وتحقيقات وأجريت مقابلات مع أخصائيين وخبراء وشخصيات، وعالجت مواضيع منوعة حول العائلة والمجتمع والطب والمرأة والأطفال والديكور.. ثم تنقلت للكتابة في عدة مجلات أخرى، منها الحسناء، وسنوب، والطب الطبيعي، ومجلة الأمن (التابعة لمديرية قوى الأمن في لبنان). وبعد 7 سنوات من العمل الإعلامي، بدأت العمل في إذاعة لبنان كمندوبة لتغطية النشاطات الثقافية ولازلت. كما عملت في عدة إذاعات أخرى منها صوت الشعب، صوت الحرية، والبشائر، حيث قدمت برامج ثقافية متنوعة من إعدادي، و في عام 2009، بدأت العمل كمقدمة برامج في تلفزيون لبنان في برنامج عن السياحة في لبنان من إعدادي. ثم عملت مع محطة عراقية اسمها قناة المنصور وكنت مقدمة برامج في الفترة الصباحية. وفي ربيع 2016، كان لي برنامجاً ثقافيا أحداث الأسبوع "Weekly Events" على قناة المرأة العربية (Heya TV) ويعنى بتغطية النشاطات الثقافية (يتم تحميله على اليوتيوب). ومع بداية ربيع 2017، بدأت بإعداد وتقديم برنامج "حبك بيجمعنا" على قناة نور العرب، الذي يسلط الضوء على القواسم المشتركة بين الأديان. فتحدثنا عن العادات والتقاليد المتبعة في الأعراس عند مختلف الطوائف والمذاهب الإسلامية والمسيحية في لبنان، كما تناولنا مواضيع أخرى منها مراسم الدفن والعزاء، المرأة بين الدين والواقع، الطفل في نظر الأديان، المال الحرام والمال الحلال، إكرام الضيف، وأهمية العلم عند الأديان.. لكن للأسف، بعد انتهاء عرض برنامجي أقفلت المحطة وهي تابعة لمحطات تيلي لوميار. بالإضافة لكونك إعلامية معروفة في لبنان، فأنت ناشطة بيئية وقد كان لك دوراً فعالاً في تحريك ملف "مطمر الناعمة" مما أدى إلى إقفاله وبداية أزمة النفايات في لبنان، فحدثينا عن التعبئة الكبيرة التي قمت بها خصوصا وأنك كنت رأس الحربة في هذه القضية؟؟؟ بدأت النضال في قضية إقفال مكب الناعمة عندما كنت أعد وأقدم برنامج "بيئتنا مسؤوليتنا" على إذاعة البشائر في ربيع عام 2013، وكانت صدمتي كبيرة عندما تناولت موضوع المطامر العشوائية وتأثيراتها السلبية على صحة الناس والبيئة، فتواصلت مع أبناء منطقتي وشكلنا حملة إقفال مطمر الناعمة، وتسلمت مهام الإعلام. فبدأت بالتواصل مع مختلف الوسائل الإعلامية وإقناعهم بضرورة تسليط الضوء على معاناتنا والمخاطر التي سببها مكب الناعمة لأهالي بلدتي عبيه، وجميع القرى المحيطة بالمطمر. وفِي كل أسبوع كان يتم الحديث عن المطمر من 3 إلى 4 وسائل إعلامية، فتمكنت من تحريك همة الناس وتوعيتهم من سباتهم العميق حتى انتفضوا ونزلنا في أول تحرك على الأرض في 2014/1/17، وهو اليوم الذي يتم فيه تجديد عقد العمل سنويا للشركة التي تطمر عشوائياً في المطمر. فأقفلنا المطمر لمدة 3 أيام ، كي نجبر المسؤولين على اعتماد خطة لمعالجة النفايات دون اللجوء إلى الطمر في مكب الناعمة. حينها غرقت بيروت ومنطقة الجبل بالنفايات... طبعا، واجهتني صعوبات كثيرة، وكنت أشعر بأنني أسير بين الألغام عندما أتحدث على الإعلام، خصوصا وأن ملف مطمر الناعمة هو أكبر ملف بيئي مالي يغمره الفساد، وكنت أتحدث باسم أهالي منطقتي. لكن ولله الحمد، بفضل مصداقيتي في التعاطي مع الناس ومع زملائي الإعلاميين استطعت أن أكسب ثقة الجميع ومحبتهم، وبفضل الله وبفضل نضالي مع أبناء منطقتي، استطعنا إقفال المطمر نهائياً، لكن وللأسف أصبح بلدي مليء بالمكبات والمطامر العشوائية المنتشرة في مختلف البلدات والمدن... من خلال متابعتي لنشاطاتك، لاحظت أنه قد تم تكريمك عدة مرات في عام 2017، فحدثينا عن هذا الأمر المميز؟؟ كثرت احتفالات تكريمي في عام 2017، ولله الحمد - في 6 يناير ، مُنحت صفة عضو فخري لجمعية Green Orient وتم تكريمي من قبل هذه الجمعية - في 27 كانون الثاني January، أصدر البروفسور المغترب إيلي عوّاد طابع بريدي لبلدتي "عبيه" في فرنسا، تكريما لي ولجهودي الإعلامية ، يومها أقام البروفسور عوّاد محاضرة عن الطوابع اللبنانية في فرنسا أعلن أنه قد أنهى الإجراءات الرسمية لطابع عبيه في فرنسا لبدء التداول به وأعلن أنه قد أصدر هذا الطابع تكريما لي. - في 5 مارس، بمناسبة إصدار طابع لبلدتي عبيه في فرنسا تكريما لي، تم تنظيم حفل تكريم لي في بلدتي عبيه من قبل أربع جمعيات، وهي : جمعية شباب وشابات عبيه، رابطة أبناء دار الحكمة - الداوودية، الجمعية الخيرية المارونية في عبيه، لقاء أبناء الجبل، كما تم تكريم البروفسور عوّاد. - في 26 آب ، تم تكريمي من قبل الإتحاد النسائي التقدمي في نيحا – الشوف - وفي 4 أكتوبر، تم تكريمي من قبل رجل المخاطر في قيادة السيارات، ابن بلدتي، ناجي بو حسن لاهتمامي بتسليط الضوء بقوة على نجاحه الباهر في دخوله موسوعة غينيس في 3 سبتمبر 2017، حيث استطاع تشغيل خمس سيارات وقيادتهم في آن معا. هل زرت الجزائر يوماً؟؟ بالتأكيد، ذهبت إلى الجزائر الحبيبة في عام 2009، حيث شاركت في مؤتمر "الشعر الشعبي بين الهوية المحلية ونداءات الحداثة". وكان قد دعاني إليه رئيس الرابطة الوطنية للأدب الشعبي لإتحاد الكتاب الجزائريين الأستاذ توفيق ومان، وقد رعته وزيرة الثقافة آنذاك السيدة خليدة تومي. وتم تكريمي في اليوم الأخير للمؤتمر. في الواقع، أحببت الجزائر كثيرا وأهلها الطيبين الكرام. وشعرت حينها بأنني نجمة سينمائية خصوصا وأن الكثيرين كانوا يطلبون مني أخذ صور معهم. ألم يتقدم لك أحد بطلب للزواج أثناء هذه الزيارة ؟؟ بلى، في غضون 8 أيام طلب يدي 6 ستة شبّان، لكن ما في نصيب، هاهاها. كلمة أخيرة أوطاننا أمانة في أعناقنا جميعا، وعلى كل فرد منا أن يدرك بأن له دور في بناء وطنه فلا يستسلم للمصاعب، بل عليه أن يسعى جاهداً في طلب العلم ، وأن يتقن عمله ويطور ذاته ومهاراته وقدراته، والأهم من كل ذلك هو أن نتمسك بمكارم الأخلاق والمبادئ والقيم وحسن الظن برب العالمين. الثقافة هي التي تطورنا وتغيرنا للأفضل، لذلك أنصح كل شاب وفتاة أن يثقفوا أنفسهم، خصوصا في علوم التنمية البشرية، كي نغير حياتنا ومجتمعاتنا وأوطاننا نحو الأفضل والأرقى. *ملاحظة : يمكنكم متابعة نشاطات الإعلامية راغدة الحلبي ، من خلال صفحة العمل على الفيسبوك : راغدة الحلبي.