عرف أول يوم من الدخول المدرسي حركة احتجاجية أمام مقر مديرية التربية بولاية الجلفة، قام بها خريجو المدارس العليا للأساتذة دفعة 2018 و ذلك للمطالبة بحقهم في الأولوية في التوظيف داخل الولاية في المناصب الشاغرة المتوفرة و التي يتم التصرف فيها –حسبهم- بدون شفافية. و قد جاءت الوقفة الاحتجاجية بعد أن اصطدم الأساتذة الجدد بانعدام الحلول التي يبحثون عنها منذ تخرجهم شهر جوان، حيث صرحوا بأنه يتم تقاذفهم من مكتب لأخر داخل مبنى المديرية و يتلقون وعودا وهمية، إضافة لعدم إستقبالهم من طرف المدير "بشير ريمان"، في حين أنه تم فتح عملية التوظيف في شهر آفريل المنصرم دون مراعاة منتوج التكوين الذي سيتخرج شهر جوان، إضافة إلى فتح الباب للدخول من خارج الولاية مما يؤثر على حظوظ أبناء الولاية من أساتذة النخبة الذين تحصلوا على البكالوريا بأعلى المعدلات و درسوا بجهد في مدارس وطنية متخصصة و الذين بلغ عددهم 153 أستاذا من بينهم 89 مستوى ثانوي و 64 مستوى متوسط في مختلف التخصصات. تجدر الإشارة إلى أن العقد الذي كان يمضيه في السابق طلبة المدارس و الذي يقضي بتوظيفهم مباشرة في ولاية مقر إقامتهم، تم تعديله السنة الفارطة وإلغاء هذا البند لتصبح مجرد أولوية في حال توفر المناصب داخل الولاية، أو كحل ثان، يتم التسجيل في الأرضية الوطنية التي يتعرض فيها الأستاذ المتخرج للتوجيه خارج ولايته، مما فتح الباب أمام المديرية للتصرف بالمناصب المتوفرة بحرية أكثر و إمكانية تعطيل خريجي المدارس و دفعهم لانتظار فتح الأرضية الوطنية و التوجه نحو ولايات أخرى و هو ما استنكره المعنيون من أبناء الجلفة الذين يعتبرون الوحيدين وطنيا الذين تتم مماطلتهم، مما جعلهم ينتفضون بعد أن تم الدخول المدرسي بدونهم و يصممون على مواصلة الإحتجاج و تصعيده إلى أن يتم توظيفهم بالجلفة. يأتي هذا في ظل النقص في التأطير و الإكتظاظ داخل الأقسام في أغلب المؤسسات التربوية، مع إمكانية طلب المديرية لمناصب مالية إضافية من الوزارة، إضافة لتواجد مستمر لمناصب شاغرة في ولاية مليونية يظفر بها حاملون لشهادات غير ذات أولوية و غير متخصصة في التربية و التعليم و كذا أساتذة قادمون من خارج الولاية على حساب النخب المحلية المتخصصة في المجال التي تتعرض للتهميش و الطرد الصامت، ليضاف كل هذا إلى سجل ممارسات المديرية التي تشرف على هذا القطاع الحساس و المتدهور بالولاية التي تتذيل فيه التصنيف الوطني في امتحانات شهادتي المتوسط و البكالوريا كل سنة.