من المعروف أن الأوربيين، والغرب بصفة عامة، يولون أهمية للكفاءات دون النظر إلى ألوانهم ولا إلى أشكالهم، ولا حتى ملتهم وعرقهم، فالعبرة بالكفاءة والاقتدار وليس بالانتماء. ومثال ذلك، هو ما حققه ابن الجزائر الشاب الوسيم الذي لم يتجاوز سنه 27 سنة، حيث يعد أول عربي مسلم يفوز برئاسة بلدية في تاريخ إسبانيا، والذي فاز بالأغلبية الساحقة عند من عاش بينهم، ونال ثقتهم لما لمسوه فيه من صدق ونزاهة وإخلاص. إنه الشاب "عمر نومري" من مواليد بلدية زرالدة بالجزائر العاصمة، وهو أستاذ في مادة التاريخ، وانتقل إلى إقليم كاتالونيا بإسبانيا للعمل هناك . وبدأ يمارس العمل الجمعوي التطوعي، إلى أن ذاع صيته حيث عُرف بأخلاق التسامح، والمعاملة الحسنة، والتفاني في العمل، إلى أن كسب ثقة سكان بلدية "كاستيو دي فرفانيا" بإقليم كاتالونيا. حيث يعتبر أول مسلم من أصل عربي يصل إلى هذا المنصب في تاريخ اسبانيا . "أول عمدة كاتالاني من أصل عربي" هي بمثابة سابقة في إسبانيا، حيث كانت هناك فرص الفوز بالانتخابات البلدية والإقليمية والتشريعية في أوروبا، للمسلمين أو العرب بصفة عامة، تقتصر على العضوية في المجالس البلدية المنتخبة، أو مقاعد البرلمان وخاصة في فرنسا، وفي بعض المرات وصلوا حتى إلى منصب وزير آخرهم الوزيرة " نجاة بلقاسم " وزيرة التربية السابقة في فرنسا. وهي من أصل جزائري مغربي. وهناك أمثلة كثيرة، مثل رئيس بلدية لندن الحالي الباكستاني "صادق خان"، وأول رئيسة بلدية مسلمة متحجبة الصومالية " راقية اسماعيل" التي تحولت من لاجئة إلى رئيسة بلدية " إزلنغتون" . وهناك اللاجئة الصومالية " إلهان عمر " وهي أول مسلمة متحجبة تفوز بمقعد في مجلس الشيوخ الأمريكي. إلى جانب ابن مدينة مسعد من ولاية الجلفة، الأخ العزيز" بن عطالله سعد" عضو المجلس المحلي لمقاطعة "كالامار" بدولة السويد. وغيرهم كثير، وخاصة في فرنسا وبلجيكا. كل هذه الأمثلة وغيرها، تشير إلى تأكيد ما تطرقت إليه في المقدمة، حيث لا عرق ولا لون يعلو على الكفاءة والاقتدار، وهي شهادة عايشتها حين عملت مع الأوروبيين، حيث كان المعيار الوحيد هو الكفاءة و النزاهة. فعلا إنها نماذج نتشرف بها، ونتقاسمها الفرحة بالوصول إلى ما وصلوا إليه عبر إبراز الوجه الحقيقي للإسلام، إسلام دولة ماليزيا، وليس إسلام نظام آل سعود الذي يتهدد العلماء بالإعدام في شهر رمضان الكريم، لا لشيئ سوى أنهم عبروا عن رأيهم وأرادوا زرع بذور اصلاح ذات البين بين الأشقاء. هذا النظام الذي كان من المفروض أن يكون قدوة الاسلام لكل البشرية، لكن الواقع عكس ذلك، والحقائق لا تخفى على أحد. يعلم الله أنني قد فرحت كثيرا لفوز هذا الشاب الذي شرف المسلمين والعرب والجزائريين، فرغم صغر سنه فقد أحدث المفاجأة وفاز بالأغلبية عن أبناء البلدية الأصليين. فهنيئا لساكنة بلدية " كاستيو دي فرفانيا" برئيس بلديتكم الجديد، وتمنياتنا له صادقين بالنجاح لإعطاء صورة المسلم الكفؤ والجزائري القيادي. نومري رفقة وزير التربية الكتالوني نومري رفقة رئيس برلمان كتالونيا أثناء حوار مع قناة تلفزية