مرة أخرى يتواصل مسلسل الزيارات الوزارية البائسة إلى عاصمة السهوب حيث ستكون ولاية الجلفة على موعد مع زيارة لوزير الفلاحة والتنمية الريفية لافتتاح "الورشة الوطنية حول السد الأخضر" ... والأكيد أنها لن تختلف عن سابقاتها من الزيارات من حيث كمية المشوي والبرانيس والهدايا دون أن ينعكس ذلك على الولاية بصورة إيجابية!! ويكمن بؤس الزيارة في موضوعها والإهمال الذي تعانيه غابات ولاية الجلفة من طرف الوصاية لا سيما وأن المساحة الغابية بها معتبرة بمساحة تناهز خُمُس مليون هكتار (219544 هكتار) ما بين غابات طبيعية ( أزيد من 160 ألف هكتار) ومساحات مُشجّرة (57 ألف هكتار). ورغم هذه المساحة المعتبرة وأهميتها الوطنية بالنسبة لولايات الشمال والمتيجة وكونها تعتبر أول حاجز في وجه زحف رمال الصحراء، إلا أن الوزارة الوصية والمديرية العامة للغابات تتعاملان بمنطق التجاهل وتعفين الوضع الإيكولوجي أكثر مما هو متعفن ... بدءا من عدم وجود حظيرتين وطنيتين على الأقل بولاية الجلفة ومرورا بنقص الموارد البشرية في قطاع الغابات (لمحاربة جرائم الاحتطاب العشوائي والرعي الجائر ورمي النفايات) ووصولا إلى شح الأغلفة المالية الموجهة للحماية والصيانة ومعالجة أمراض الأشجار وبرامج غرس الأشجار !! ولعل أبرز مثال هنا هو فضيحة دودة الصندل في مارس 2016 حين أتت على مساحات شاسعة من غابات الجلفة لا سيما منها غابات المشروع البائس "السد الأخضر" ... ووقتها ردّت محافظة الغابات بالجلفة على "الجلفة إنفو" بالقول أن الولاية استفادت من مشروع لمعالجة 11 ألف هكتار وهو برنامج لا يغطي أكثر من 10% من المساحة المُشجّرة !! ويُضاف إلى فضائح الزيارات الوزارية لقطاع الفلاحة انعدام معهد جهوي للطب البيطري في الولاية التي توجد بها أكبر عدد من رؤوس المواشي وتنتج 10% من اللحوم الحمراء وطنيا وتضم 11 سوقا وطنيا للمواشي وبها 09 طرقات وطنية تساهم في الحركة التجارية لرؤوس المواشي واللحوم والألبان وغيرها من المنتجات المرتبطة بقطاع البيطرة. مع العلم أن ولايات صغيرة المساحة ولا توجد بها ثروة المواشي ولكنها تضم معهدا جهويا للطب البيطري على غرار باتنة وتيزي وزو ومستغانم وتندوف وبشار وتمنراست وغيرها. كما يُضاف إلى ذلك فضيحة إهمال المؤسسات الاقتصادية في قطاع الفلاحة على غرار المزرعة النموذجية بتعظميت ومركز التسمين بعين الإبل والمذبح الجهوي بحاسي بحبح ومؤسسة التبريد بالجلفة ... وهي نقط سوداء ستبقى على جبين كل الوزراء والولاة الذين مروا بعاصمة السهوب ... ويبقى أهم ما في الزيارة هو إمضاء اتفاقية ما بين جامعة الجلفة والمحافظة السامية لتطوير السهوب وهو اعتراف بدور الجامعة والنخب العلمية والباحثين في رصد مشاكل القطاع وتشخيص بواطنها بغية تقديم حلول من واقع البحث العلمي لا الحلول المستوردة للتطبيق المباشر ... الجدول التالي يوضّح توزيع مساحة غابات الصنوبر الحلبي بولاية الجلفة في 20 بلدية:
جانفي 2019: تحقيق ... "التمسخير" بولاية الجلفة تحت رعاية وزارة الفلاحة!!