ميدان التحرير بالقاهرة اثناء ثورة الغضب ماذا يجري في بلاد العرب..؟وما هذا التهاوي والانهيار المبتذل والبسيط في السقوط السريع لواجهات أنظمة عربية صرفت واستثمرت فيها أمريكا وإسرائيل وأوربا عشرات السنين لتثبيتها وتقويتها و"النفخ" في إفلاسها وعجزها حتى تظل دروعا دولية تتقدم الصفوف الأمامية لحماية وتحصين مصالحها النفطية والسياسية والجغرافية والثقافية؟؟ وهل من المنطق أن نقبل بأنه في زمن رصد الأنفاس تكنولوجيا تفاجئ أمريكا وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا بسقوط وانهيار بيادقها العربية الواحد تلو الآخر من طرف "رعاع" الشعوب دون أن تحرك آلة النظام العالمي الجديد أدواتها لحماية مستثمراتها من حكام لا يحدثون في حقبة المئة عام إلا مرة واحدة ..أليس في الأمر "إن" و" كان" وما يجب أن يكون..؟ من السودان حيث قضي أمر جنوبه بميلاد دولة جديدة على أنقاض "تقسيم" ديمقراطي جدا "؟؟" تم بطرق انتخابية "؟؟" سلمية فصل فيها استفتاء دولي أطرته قناة "الجزيرة" وقناة "العربية" ،إلى انفجار لغم "ويكيليكس" وما خلف من "تعرية" لما يجري في الغرف الخلفية للحكام العرب حيث"السفارة" تدير شؤون "العمارة" و"الإمارة"،مرورا بالنهاية الدراماتيكية لسقوط عرش حاكم قرطاج في سرعة الضوء ووصولا إلى عاصفة النيل و مآل قاهرة المعز التي أغرقت عرش "الريّس" في شبر "مية" يحق لنا العودة إلى كلمة لم تكن عابرة قالتها وزيرة الخارجية السابقة "كوندليزا رايس" قبل أن تتركها لخلفها أو خليفتها، حيث يتغير الرؤساء في أمريكا وتتغير الوسائل لكن الأهداف تبقى ثابتة..لقد تفوهت كوندليزا رايس بعبارة "الفوضى الخلاقة" كمنهج أمريكي لتجسيد ما أطلقت عليه الإدارة الأمريكية مصطلح "مشروع الشرق الأوسط الجديد"..فماهي "الفوضى الخلاقة" و ما موقع ما يجري الآن في الساحة العربية بالسودان وبتونس وبمصر وبالأردن وبلبنان وبرام الله من نظرية و أطروحة "الفوضى الخلاقة"..؟؟ *"الفوضى الخلاقة"..من بغداد وصولا إلى السودان: لكل حدث مقدماته،والعد العكسي لأمركة الجغرافية النفطية والسياسية للعرب تشكلت ملامحه الأولى عقب أحداث الحادي عشر سبتمبر والذي اختزله المحللين السياسيين الأمريكيين في عبارة"إخراج العرب مجتمعين ومنفردين من التاريخ ومن المستقبل في الوقت نفسه"، لتكون نقطة البداية من بغداد وتحت شعارات تصدير الديمقراطية الأمريكية وحق الشعب العراقي في التخلص من استبداد نظام صدام حسين وحزب البعث وتحت غطاء "البعبع" الكيماوي الذي يهدد أمن المنطقة تابع الجمهور العربي والعالمي مباراة تقاذف كرتها "الديمقراطية" لاعبين دوليين "كبار" أتقنوا مراوغة الشعب العراقي والعربي بعدما ظهرت شباك المرمى والتي لم تكن إلا "آبار" نفطية كانت هي الهدف وهي الغاية وهي مصدر "الفوضى الخلاقة" التي أظهرت إلى علن الشعوب ملامح مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تريد أمريكا ومن خلالها حليفتها إسرائيل ارساءوه كبديل عما كان موجودا،و لأن العراق كانت "مساحة مفتوحة" للتجربة بعد انهيار نظامها القديم فإن أولى مظاهر المشروع الجديد تجلت في تقسيمه إلى "كونتونات" أو مذاهب وشيع طائفية لكل منها ديمقراطيتها و"دولتها" الموضوعة على مقاس أقدامها ، فمن خلال "الديمقراطية" وتوابلها من مرتجعات حقوق الإنسان وحرية التعبير قايض النظام الدولي الجديد ممثلا في أمريكا ديمقراطيته بالهيمنة والوصاية النفطية على ثروات العراق، لكن الإشكالية التي وقفت حجرة عثر في التعميم السريع لوجبة "الهوبمرغر" الأمريكية التي حُضّرت على نيران مشتعلة في مطبخ بغداد هي "المقاومة" العراقية وما أحدثته من خسائر بشرية في وسط الجيش الأمريكي كثمن تجاوز ما هو مخطط ومتفق عليه بين اللوبيات النفطية و بين صقور البيت الأبيض الذي يشكلون الواجهة السياسية للوبيات المالية والاقتصادية بأمريكا، وهو الأمر الذي أدى إلى البحث عن السبيل الآخر الذي يمنع انتقال "الفوضى الخلاقة" إلى داخل أمريكا وخاصة مع تَشَكّل رأي عام أمريكي مارس الضغط العلني لإخراج أمريكا من مستنقعات الشرق الأوسط ، وكان الطريق الآخر لنظرية "الفوضى الخلاقة" هي الخروج من مأزق تدخل "الرونجاس" الأمريكي المباشر حفاظا على الدماء الأمريكية من التدفق الذي ملء نهر الفرات ودجلة بخلق جيوش أو وسائل تحارب وتقاتل وتحقق الأهداف دون الحاجة إلى حاملات طائرات و"مارينز" عابر للقارات، لتظهر معالم مرحلة ما بعد "مارينز" العراق ومرحلة ما بعد "بوش" وكوندليزا رايس.. *أوباما ..و ديمقراطية "جيوش" تموت بالوكالة عن أمريكا: يتغير رؤساء البيت الأبيض ويُفْضحون مثل بيل كلنتن وقد يقتلون، مثل كنيدي، لكن الاستراتجيات لا تزول بتغير ولا بزوال الحكام،فالأهداف الإستراتجية في العرف الأمريكي ثابتة وغير قابلة للتعديل ، فقط ، الهامش الوحيد المتوفر للمتعاقبين على إدارة البيت الأبيض، هي الوسيلة المتبعة لتجسيد ما هو متفق و"منفق" عليه وإذا كان بوش قد مارس في الوضوح في الوصول إلى ما يريد دون الحاجة إلى أقنعة وذلك من خلال سعيه لإنشاء عالم عربي على مقاس وجبة الطعام الأمريكية فإن ذلك الأوباما الأفريقي الجذور والبذور قد لبس أقنعة الرئيس الطيب والمسالم والحالم بعدما انتهج وسائلا مختلفة للأهداف ذاتها،ليكون مروره إلى السودان بداية تألقه المرن لممارسة "السياسة فن الخداع" فمن السودان و بالضبط على جنوبه تجلت ملامح الأطماع الأمريكية والإسرائيلية في التأسيس لدولة جديدة على مقاس "مستودع" نفط أمريكي و على عكس السابق بوش فإن أوباما اختار أن يحفر بئره بأظافر الجنوبيين من بني لون بشرته ، ففكرة التدخل العسكري المباشر ،أثبتت عقمها وخسائرها وتداعياتها الفادحة وكان لازما أن يفتك الجنوبيون حقهم و"حق" أمريكا بأيديهم،ومن خلال الضغط على الرئيس "عمر البشير" كرئيس دولة حولته العدالة العالمية "؟؟" إلى مجرم مطلوب ومطارد دوليا في جرائم حرب لمنع أي تحرك له، إلى فرض تقسيم السودان عبر استفتاء محدد النتائج سلفا، تمخضت سياسة أوباما "الهادئة" والناعمة والمتفهمة لحاجة العرب للمشاعر الفياضة على إنشاء "مستودع" نفطي جديد في قلب أفريقيا وإذا علمنا بأن جنوب السودان يستحوذ على 76% من آبار البترول الموجودة في السودان كاملة كما تشكل الصادرات البترولية أكثر من 90% من صادرات السودان بالإضافة إلى أنه لا يزال هناك احتياطات بترولية ضخمة لم يتم استخراجها،كما أن منطقة (قناة جونجلي) الواقعة بجنوب السودان تزخر بمعادن المنجنيز والذهب وربما الألماس بكميات خرافية تساوي مساحة باطن الأٍرض،نفهم لماذا كان يجب أن تقايض أمريكا ميلاد دولة جديد عاصمتها "جوبا" مقابل أن تفتح لها في قلب افريقيا منجما للبترول وللمعادن والمعاجن النفسية..لكن الأمر المختلف في الفتح الأمريكي الجديد بإفريقيا، أن الهدية جاءت من "الداخل" فلا قطرة دم أمريكية واحدة سالت ولا "مارينز" واحد جرح ولا أزير طائرة أمريكية سمع،ووفق إستراتجية أوباما "الراقية" والمسالمة التي تختلف كليا عن "رونجارس" بوش الذي يحدث ضجيجا أينا نزل، فإن أمريكا اليوم لم تعد بحاجة لاستعراض القوى لتحقيق الأطماع وإنما يكفيها أن ترفع شعار تأييد الشعوب للتخلص من استبداد حكامها حتى ينخرط الشارع في حرب بالنيابة عنها تزيل عروشا وترفع أخرى وقد أعجبني أحدهم حينما كتب معلقا على ثورة تونس ، ذهب بن علي فماذا عن علي نفسه؟؟.. *أوباما على أبواب القاهرة مرورا بتونس؟ قبل أن نصل إلى ما حدث في تونس من ثورة شعبية ، ظهرت فجأة ودون سابق "انتفاض" أو تملل أو اهتمام أو انشغال عالمي بوضع شعب و"شعاب" تونس لتزيل من المشهد السياسي بن علي تاركة والده "علي" يؤثث البيت بأرائكه القديمة، يجب أن نعود قليلا إلى ما قبيل جثة "البوعزيري" المتفحمة والتي كانت "فتيل" الثور كما يقولون، نعود إلى "الفوضى الخلاقة" التي تسبب فيها موقع الكتروني مغمور يسمى "ويكيليكس" استطاع ببساطة تمريغ أنف مختلف أجهزة المخابرات والأمن الأمريكيين في الوحل السياسي بعدما سرب وثائقا غاية في السرية والتفضح والتفسخ العالمي و"العربي" بالذات، فويكليكس الذي شغل و"أشعل" العالم ببرقياته التي قيل بأنها مهربة من أحصن المواقع الأمريكية، رسخ لاعتقاد واحد، فبغض النظر عن مغامرات ساركوزي العاطفية وبعض "الأملاح" التي تم مزج بها الوجبة الأمريكية حتى تظهر أنها عالمية، إلا أن حصة الأسد من البرقيات نالها الحكام العرب على رأسهم حسني مبارك و زين العابدين والقذافي بالإضافة إلى أمراء الخليج، الفضيحة كانت عربية والرسالة التي لم يفهمها الزعماء المفضوحين من خلال وكيليكس "الموجه"أن أوباما قد نفض أيديه منهم بعدما أسقط وكيكليكس عنهم كل حصانة، فجميعهم خيروا بطريقة غير مباشرة، بين الاستقالة أو "الإقالة" التي اختير لها هذه المرة قفاز "شعبي" من الداخل وليس من الخارج، وعلى الطريقة السودانية في توفير الظروف الملائمة لإجراء استفتاء شعبي فصل عاصمة الجنوب "جوبا" النفطية على الخرطوم الفقير فإن تونس عاشت ظروف الاستفتاء الشعبي العارم لكن دون الحاجة لانتخابات تزيل نظاما ولكن حرائق شعبية أزالت "واجهة" منتهية الصلاحية وبدلا من أن يرحل "علي" في حد ذاته رحل "بن علي" مخلفا وراءه على بابا والأٍربعين حرامي وفي كل هذا أمريكا بريئة من دمه فأوباما بعظمة لسانه أقر بأنه من حق الشعب تقرير مصيره دون الحاجة لتبرير "الفوضى الخلاقة" التي صنعت مشهد أن يبقى "الغنوشي" ويفر بن علي بحثا عن مغارة تحميه من مآل صدام حسين وما فعل فيه زمن التآمر الدولي بعدما أخرجوه من "جحر" وقدموه وكأنه "جرذ" بشعر مجعد وملامح متهالكة ومتآكلة.. *القاهرة نهاية "فوضى"..أم مخاض لنظام جديد؟ ما حدث في تونس تكرر بنفس السرعة ونفس القدرة في مصر مبارك ومن كان بالأمس القريب "مومو" عين تل أبيب وأمريكا وجد نفسه أعزلا إلا من خدمة ثلاثين عاما من الركوع والسجود المتأمرك الذي لم يشفع له لكي يخرج منها على الأقل مكرما، ومن زاوية الإيمان بالديمقراطية والاعتراف بها فإن "حسني مبارك" بشحمه ولحمه و"خشمه" الكبير تهاوى عرشه وسط اعتراف أمريكي وفرنسي وبريطاني بحق الشعب المصري في "تحرير" مصيره من ثلاثين عاما من الذل والهوان، والنتيجة كما نرى أمريكا واسرئيل وبريطانيا يتخليان دون مقاومة وببساطة على رجلهما الأمثل والأوفى ويعلقون مبررهم بقشة إرادة الشعوب التي تقاطعت مع أهداف "الفوضى الخلاقة" التي نادت بها كوندليزا رايس..على اعتبار أنه من "الفوضى" يخلق "النظام"، ولأن هناك "خلق" فهناك "خالق" وما يجري الآن اختلاق لفوضى تغيير لملامح "النظام" وليس للنظام ذاته والطريقة التي اعتلى بها رئيس المخابرات عرش "خديوي" مصر قبل تسريحه المشروط تكشف أن كل ما حدث تغيير طفيف في واجهة الحكم كما حدث مع تونس وذلك با استعارة أمريكا لمبدأ "بأيديكم لا بيدي" بدلا من "بيدي لا بيدك يا عمرو"، ومحصلة القول في ما جرى في تونس وما يجري في مصر أن كوندليزا رايس التي وصفت ما جرى من مجازر اسرائلية في جنوب لبنان سنة 2006 بأنها "ألآم مخاض لولادة شرق أوسط جديد" هي نفسها التي روجت لمشروع شرق أوسط كبير يقوم على فكرة التخلص من الحكومات الديكتاتورية عبر فرض نموذج الديمقراطية الأمريكية،نضيف إليها مقولة بوش في خطاب علني قبيل مغادرته للبيت الأبيض التي ذكر فيها بأنه :" طالما أن الشرق الأوسط يبقى مكانا لا تزدهر فيه الحرية سيبقى منطقة ركود واستياء وعنف جاهز للتصدير" ليعترف في نفس الخطاب أن :" شعوب هذه المنطقة كانوا لفترة طويلة ضحايا خاضعين، ويستحقون الآن أن يصبحوا مواطنين فاعلين"..وإذا ما أسقطنا كل ما قيل وما فعل فإن النتيجة البسيطة التي يمكن الخروج بها، ملخصها، أن كل ما يحدث الآن من انتقال وامتداد لعدوى انفلوانزا انتفاضات الشعوب العربية التي تسقط عروشا خالدة، ما كان لها أن تكون لولا أن "أوباما" أمريكا أرادت ويساعدها ذلك.. *أفريكوم بتونس ودولة مسيحية في "جوبا" ودولة قبطية في مصر ..في انتظار " أمهني" بالجزائر..؟ قبل أحداث الثورة على آل مبارك كانت كنسية القديسين بالإسكندرية قد تعرضت لاعتداء إرهابي، دفع ساركوزي للخروج عن تحفظه الرسمي ليتكلم عن "التطهير العرقي لمسيحي الشرق الأوسط" ويسير على خطاه بابا الفاتيكان بانديكيت السادس الذي طالب بحماية دولية للمسيحين بمصر وفي العالم العربي وهي التصريحات التي أخرجت إلى العلن مطالبا ومخططات سرية عن حاجة المسيحيين لروما "قبطية " في مصر تعيد تاج "قيصر" لسابق عهده وعقده ، والمبرر موجود ، إنها الديمقراطية التي أخرجت من بطن بغداد عشرات الطوائف والدويلات المتناحرة، كما جعلت من "إيران" بعبع فارسي نووي أرخ لزمن قادم أن صولجان "كسرى" قد أعاد مبعثه"نجادي" ما.. الحال نفسه بجنوب السودان، فالكلام عن دولة مسيحية لم يعد سرا وفي انتظار أن يتدافع الأعراب هاربين من بطش ما باتجاه "نجاشي" جومبا" القادم فإن المستفيد الأكبر من دولة "جنوب" السودان هي إسرائيل وحلمها التلمودي في دولة ليس بحدودها عرب،أما عن تونس الخضراء فإنها مطلة على البحر وهو الأمر الذي يؤهلها لأن تكون أرضية "لافريكوم" شمال افريقيا بلا منازع بعدما رفضت الجزائر كل مراودات أمريكا التوسعية، ليبقى في الأخير بأن الجزائر ذاتها ليست بمأمن عن مخطط واستراتجية التآمر العالمي فعبر المدعو "فرحات أمهني" المدعم فرنسيا لن نفاجأ بتمويل وتدعيم مشروع انفصال القبائل الكبرى تحت غطاء الديمقراطية "؟؟"، فهل ما يجري، أمام المعطيات السابقة الذكر ثورات "الشعوب" كما يقولون أم"مخاض" لولادة قيصرية لمجموعة من المشاريع الأمريكية في افريقيا والشرق الأوسط ؟؟ نهاية الأمر..طيلة حقبات وسنوات متوالية وأقطاب وسادة النظام الدولي الجديد يتلاعبون بالحكام العرب ويلعبون بهم كقطع شطرنج قابلة للإزاحة والحراك والتبدد والآن جاءت الدور على مرحلة التلاعب بالشعوب ، فهل ترانا نفهم بأنه حتى قناة "الجزيرة" المحترفة جزء من لعبة دولية كاملة تبنت أهداف نبيلة لتحقيق أجندات غير نبيلة، وآخر ما أنتجته بالإضافة إلى تغطيتها لثورة تونس ومصر أنها عرت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ليس خدمة لفلسطين ولكن لأن أمريكا وإسرائيل أنفسهما اقتنعتا أن الرجل أصبح ورقة محروقة مثلها مثل ورقة زين العابدين وورقة حسني مبارك وغيرها من أوراق قادمة لم يعد لها وجود في خارطة التأسيس الجديد لنظام جديد لنا فيه حرية الكلام ولهم فيه حرية السيطرة على منابع الطعام والإطعام .