تنتهي اليوم الجمعة 14 ماي آجال الطعون لتوزيع الأطباء المختصين في إطار الخدمة المدنية لدورة فيفري 2021. وبموجب هذه العملية فإن ولاية الجلفة قد استفادت نظريا من 119 منصب طبيب مختص في انتظار التحاقهم فعليا بمستشفيات عاصمة السهوب في كل من الجلفة والبيرين ومسعد والإدريسية ومسعد وحاسي بحبح وعين وسارة. هذان الأخيران (مستشفيا حاسي بحبح وعين وسارة) صارا بحصة ضئيلة جدا للأطباء المختصين مقارنة بالمستشفيين الجديدين بالبيرين والإدريسية رغم الديمغرافيا المعتبرة التي تفوق 300 ألف نسمة بين دائرتي حاسي بحبح وعين وسارة. ويُطرح السؤال حول الخارطة الصحية لتوزيع الأطباء المختصين العاملين بالقطاع العام (الجزائريون والبعثة الكوبية) ومدى تغطيتها لولاية مترامية الأطراف لا سيما في عين وسارة والبيرين والمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بقطّارة البعيدة بمسافة 170 كم عن أقرب مستشفى إليها. فالأرقام النظرية عن أطباء الخدمة المدنية ليست هي نفسها في الميدان حول الرقم الحقيقي لمن اختار منهم ولاية الجلفة لخدمته المدنية. ويبقى أكبر حافز لجلب الأطباء المختصين بولاية الجلفة هو ضرورة تجسيد المنظومة التكوينية بعاصمة السهوب بفتح المستشفى الجامعي وهو الوعد القائم منذ 10 سنوات آخرها الرئيس تبون الذي تعهّد بتجسيده في حملته الانتخابية في ديسمبر 2019. أما الحافز الثاني لحل معضلة الصحة بولاية الجلفة فهو يتعلق بالهياكل الإستشفائية والتي ما يزال أغلبها إما في مرحلة تحكيم الدراسات المعمارية أو تحت طائلة التجميد. ويتعلق الأمر بمستشفيين متخصصيين تم تجميدهما سنة 2016 وهُما مستشفى طب الأمراض العقلية (120 سرير) ومستشفى طب الأطفال (500 سرير). وبالنسبة للمستشفيات التي تشهد تعطيلا كبيرا في مرحلة تحكيم الدراسات المعمارية فهي مستشفيات 60 سرير "سيدي لعجال، حد السحاري، عين الإبل، الشارف، فيض البطمة" ومشاريع توسعة مستشفيات مسعد وعين وسارة وحاسي بحبح "120 سرير". أما مستشفى دار الشيوخ فهو على نفس وتيرة الأخطاء التي وقعت بمستشفى البيرين من حيث تسيير مشروعه. وقد قارب 10 سنوات ولم يتم استلامه بعد. مع العلم أنه قد قامت عدة حركات احتجاجية بشأنه. المستشفى المختلط ومعضلة الصحة بعاصمة الولاية ... كان سكان ولاية الجلفة ينتظرون من المستشفى المختلط أن يسهم في حلّ معضلة الصحة خصوصا عاصمة الولاية التي تحتاج تغطية صحية نوعية كون سكانها يفوقون نصف مليون نسمة وبها حركية تجارية وحركة كبيرة للمسافرين (أكثر من 01.5 مليون مسافر سنويا) وهي مدينة جامعية كبرى بامتياز (أزيد من 40 ألف طالب جامعي) وبها مؤسسات عسكرية وأمنية للدولة. فضلا عن أنها تستقبل مرضى من ولايات الأغواط والمسيلة والمدية وتيارت بل وأحيانا تستقبل مرضى يقطعون الطريق الوطني رقم واحد قادمين من ولايات غاردية وعين صالح وتمنراست. كما تتصدّر ولاية الجلفة دائما مختلف حصائل ضحايا حوادث المرور التي يصدرها الدرك الوطني أو الحماية المدنية. وآخرها المرتبة الأولى وطنيا في قتلى وجرحى حوادث المرور للفترة من 02 إلى 08 ماي 2021. وما يلاحظ حول توزيع الأطباء المختصين بولاية الجلفة (répartition) هو أن المستشفى المختلط "المجاهد أبوبكر هتهات" قد استفاد من حصة الأسد بتعداد 49 منصبا في 28 تخصصا طبي وجراحي في دورة فيفري 2021. أي بنسبة 41% من المناصب الموجهة لولاية الجلفة مما يعني أنه يُنتظر منه دور كبير ومحوري بولاية الجلفة. وغداة افتتاح هذا الصرح الطبي كانت "الجلفة إنفو" قد التقت مجموعة من الممارسين الصحيين وقدّموا يومها اقتراحا بتوجيه المستشفى المختلط للتخصصات الجراحية فقط. بينما يتم جعل مستشفى "المجاهد محاد عبد القادر" خاصا بالتخصصات الطبية العيادية مثل طب الأمراض التنفسية وطب الأطفال والكلى والأمراض العقلية والتكييف العضلي والطب الفيزيائي والجهاز الهضمي وأمراض الدم وأمراض القلب والأذن والأنف والحنجرة والروماتيزم وطب العظام وغيرها. أما بخصوص الإستعجالات فقد رفع الأطباء مطالب أكثر من مرة بضرورة فتح استعجالات طبية للأطفال والنساء (Urgence Génico-pédiatrique) بمستشفى الأم والطفل بالنظر إلى توفر المناوبة الطبية للمختصين في أمراض النساء والأطفال والمواليد الجدد. أما استعجالات مستشفى "المجاهد محاد عبد القادر" فيتم تخصيصها للبالغين بينما يتم توجيه الإستعجالات الجراحية مباشرة نحو المستشفى المختلط "المجاهد هتهات عبد القادر". وبالتوازي مع ذلك يتم تفعيل دور استعجالات مستشفى طب العيون لاستقبال الحالات الخاصة بتخصصه. ويبقى المستشفى الجامعي أهم حلّ ينبغي تجسيده بولاية الجلفة لأنه بعد 07 سنوات من الآن (فترة تكوينية للأطباء العامين) سنكون أمام هياكل استشفائية كبيرة في العدد تتمثل في 12 مستشفى في كل دائرة ومستشفى مختلط ومستشفى للأم والطفل ومستشفى سرطان ومستشفى لطب العيون ... وجميعها تحتاج أطقما طبية وشبه طبية لا يكوّنها سوى المستشفى الجامعي والمعهد العالي للتكوين شبه الطبي. التعداد النظري لمناصب الخدمة المدنية بولاية الجلفة المنتظر تجسيدها بنهاية ماي 2021