تستمر هذه الأيام وإلى غاية الخامس من شهر ديسمبر الطعون الخاصة بتوزيع الأطباء للدورة الإستدراكية لنوفمبر 2020 بعد الدورة العادية في آفريل 2020. وأهم ملاحظة يمكن تسجيلها هذه السنة هي دخول المؤسسة العمومية الإستشفائية بالبيرين "74 سرير" في قائمة المستشفيات المعنية بمناصب التوزيع للخدمة المدنية للأطباء المختصين. وفي هذا الصدد استفادت البيرين من 11 منصبا في تخصصات الإنعاش والتخدير (03) والجراحة العامة (03) وطب الأمراض المعدية (01) والطب الباطني (01) وطب الأطفال (02) والأشعة (01). ورغم أن مستشفى البيرين قد جاء لتخفيف الضغط على مستشفى عين وسارة الذي كان يغطي 10 بلديات وهي عين وسارة والقرنيني والبيرين وبنهار وسيدي لعجال وحاسي فدول والخميس وحد السحاري وعين افقه وبويرة الأحداب، إلا أن الملاحظ هو حرمان مستشفى البيرين من بعض التخصصات العيادية الضرورية مثل طب النساء والتوليد وطب الأمراض التنفسية وطب القلب وطب الأذن والأنف والحنجرة وطب العيون. فمسعد استفادت من منصب طبيب عيون عكس مستشفيات عين وسارة والبيرين والإدريسية البعيدة عن مستشفى طب العيون بعاصمة الولاية الذي يعاني أصلا من ضغط كبير جدا في المواعيد. كما حرمت البيرين وعين وسارة أيضا من تخصص جراحة العظام الضروري جدا بالنظر إلى شبكة الطرقات الوطنية والولائية التي تمر بالبلديتين المذكورتين وما يصاحب ذلك من حوادث مرورية. ويلاحظ كالعادة نقص المناصب الممنوحة للولاية مع تسجيل عدم التحاق الأطباء لعدة أسباب أهمها غياب المستشفى الجامعي بعاصمة السهوب الذي يعتبر حافزا لتوجيه الأطباء المختصين. علما أن تجسيد المستشفى الجامعي بولاية الجلفة كان محل وعود كثيرة منذ سنوات وآخرها وعد الرئيس عبد المجيد تبون في نوفمبر 2019. وقد صار المستشفى الجامعي وكلية الطب أكثر من ضرورة مع وجود 07 مستشفيات حاليا (البيرين والجلفة والمختلط والإدريسية وحاسي بحبح وعين وسارة ودار الشيوخ) و03 مستشفيات متخصصة (الأم والطفل، طب العيون، السرطان) و05 دراسات معمارية لمستشفيات فيض البطمة وحد السحاري وسيدي لعجال والشارف وعين الإبل، ومستشفيين إثنين مجمدين منذ 2015 وهما مستشفى الأمراض العقلية 120 سرير ومستشفى طب الأطفال. كما يلاحظ أيضا معضلة تخصصات طب وجراحة وتخدير وإنعاش الأطفال والمواليد الجدد بعاصمة الولاية. حيث استفاد مستشفى المجاهد محاد عبد القادر من منصبين (02) في إنعاش وتخدير الأطفال ومنصب (01) في جراحة الأطفال. بينما استفاد المستشفى المختلط المجاهد بوبكر هتهات من منصبين (02) في طب الأطفال. يُضاف إلى كل ذلك مستشفى الأم والطفل الذي يوجد به أطباء كوبيون مختصون في طب المواليد الجدد. وهو ما ينم عن سوء تسيير للخريطة الصحية فيما يتعلق بالأطفال من حيث التطبيب والجراحة والإستعجالات. إذ سبق ل "الجلفة إنفو" أن نشرت تحقيقا ألحّ فيه الأطباء على ضرورة خلق استعجالات طبية خاصة بالنساء والتوليد والأطفال على غرار ماهو موجود ببعض الولايات. ويجدر بالذكر أن مستشفى الأم والطفل له تخصصات "طب النساء والتوليد وطب الأطفال وجراحة الأطفال" بموجب المرسوم التنفيذي 11/128 الصادر بتاريخ 23 مارس 2011 والمتضمن إنشاء مؤسسات استشفائية متخصصة من بينها مستشفى الأم والطفل بالجلفة، مما يعني أنه يمكنه احتضان مصلحة استعجالات طبية وجراحية خاصة بأمراض النساء والأطفال.