استجابت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لبعض من انشغالات أسرة جامعة الشيخ الشهيد زيان عاشور بالجلفة من حيث الهيكلة والتخصصات. وفي المقابل لم تصدر الوزارة قرارا حول أهم موضوع يشغل بال منتسبي الجامعة والمتعلق بتقسيم كلية الآداب واللغات والفنون رغم أنها تضم أكبر قسم للغة العربية على المستوى الوطني والذي يعادل في تعداد طلبته مجموع 03 كليات على الأقل. كما تضم جامعة الجلفة أيضا أكبر قسم للفنون على المستوى الوطني مقارنة بأقسام الفنون في كل من جامعات تلمسان وقسنطينة وسيدي بلعباس والجزائر 02 وسعيدة ومعسكر ووهران ومستغانم وباتنة. وفي تصريح ل "الجلفة إنفو" أكد الدكتور علي حبيطة، نائب مدير الجامعة للتكوين العالي في التدرج، أن الهيكلة الإدارية الجديدة قد مست كلية العلوم والتكنولوجيا التي تم فيها استحداث "قسم الري" الذي انبثق عن قسم الهندسة المدنية. هذا الأخير صار قسما لوحده بعنوان "قسم الهندسة المدنية". كما تم بنفس الكلية استحداث "قسم الاتصالات والإلكترونيك". ويقول الأستاذ هصك سفيان أن قسم "الاتصالات والإلكترونيك" المستحدث يضمن التكوين في تخصصات الاتصالات والشبكات والإلكترونيك والبيوطبي. وأحدث تخصص تم اعتماده بالكلية هو البيوطبي الذي له آفاق التشغيل في قطاع الصحة من حيث صيانة وإصلاح التجهيزات الطبية وفي ميدان تجارة هذه التجهيزات. وفي كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية انبثق عن قسم العلوم الإنسانية ثلاثة أقسام جديدة هي "قسم التاريخ والآثار" و"قسم الإعلام وعلم المكتبات" و"قسم الجذع المشترك للعلوم الإنسانية". وقد كانت هذه التخصصات الخمسة سابقا ضمن قسم واحد رغم العدد الكبير للطلبة خلال المواسم الدراسية السابقة وآخرها الموسم الحالي 2020-2021 حيث قدر مجموع الطلبة بحوالي 3400 طالب. أما بكلية الحقوق، يقول الدكتور حبيطة، فقد انبثق قسم الحقوق عن قسمين هُما "قسم القانون العام" و"قسم القانون الخاص". وبخصوص الجذع المشترك أشار مُحدثنا إلى أن الوزارة لم تُنشئ قسما للجذع المشترك للحقوق مما يُحتّم فتح جذع مشترك بالتكليف فقط في ميدان يعاني أصلا من ضغط كبير حيث يفوق تعداد طلبة القانون بجامعة الجلفة 6000 طالب. وهو نفس المشكل الذي يعاني منه ميدان العلوم الاجتماعية الذي يوجد فيه قسمان فقط (علم الاجتماع والديمغرافيا، علم النفس والفلسفة) ومازال بحاجة إلى قسم جذع مشترك للعلوم الاجتماعية. مع العلم أن كلا من الجذعين المشتركين للعلوم الإنسانية والإجتماعية لا يقل تعداد الطلبة في كل منهما عن 600 طالب. الجيولوجيا والهيدروجيولوجيا ... تخصص واعد في آفاق التوظيف وفي كلية علوم الطبيعة والحياة تم إضافة تخصص جديد إلى ميدان علوم الأرض والكون (STU) وهو تخصص الجيولوجيا التطبيقية في مرحلة الليسانس والهيدروجيولوجيا في الماستر. ليُصبح ميدان علوم الأرض والكون متشكلا من تخصصين وهُما "جغرافية وتهيئة الإقليم GAT" و"الجيولوجيا". وهكذا يبقى مطلب فتح قسم خاص ب "الجيولوجيا" لفك الضغط عن قسم "الجغرافيا وتهيئة الإقليم". ويقول الأستاذ ڨندوز محمود، رئيس ميدان علوم الأرض والكون، أن تخصص الجيولوجيا والهيدروجيولوجيا هو تخصص واعد لا سيما من حيث آفاق التوظيف بولاية الجلفة وبالشركات الكبرى لا سيما منها "سوناطراك" لأنه تخصص مرتبط مباشرة بالإستكشافات البترولية (مثل الإستكشاف الذي تم ببلدية أم العظام سنة 2014) والتنقيب. كما أكد محدثنا أن هناك قطاعات أخرى بإمكانها استقطاب خريجي تخصص الجيولوجيا وهي "المخبر الوطني للبناء والسكن LNHC" والمخابر الخاصة بميكانيك التربة ومخابر التطبيق بالجامعات (منصب مهندس مخبر جامعي) وقطاع الري لا سيما مؤسساته الاقتصادية وهي "الجزائرية للمياه" و"وكالة الحوض الهيدروغرافي الشلف-زاغز" وغيرها. فضلا عن إمكانية التوظيف بالجماعات المحلية (الفرق التقنية بالبلديات) لدى قطاع وزارة الثقافة من حيث فرق الحفريات الأثرية وعلم الإحاثة (الباليونتولوجي) وتقنية التزمين بالكربون 14. وفي هذا لابد من الإشارة إلى أن ولاية الجلفة لديها فرع للمركز الوطني للبحوث في علوم الإنسان وما قبل التاريخ (ينتظر قرار الإنشاء) وقسم للآثار بالجامعة مما سيعطي دفعا لبحوث الحفريات الأثرية بولاية الجلفة وما جاورها. وختم السيد ڨندوز تصريحه بالقول أن التخصص الجديد للجيولوجيا يُرتقب أن يُشترط فيه الدخول بمعدل باكالوريا 10 في الموسم الجامعي 2021-2022 من بين طلبة العلوم التجريبية أو الرياضيات أو التقني-رياضياتي. كلية الآداب واللغات والفنون ما تزال تنتظر ... وتبقى كلية الآداب واللغات والفنون تمثل أكبر نموذج للضغط الحاصل بها حيث أنها تضمّ 03 أقسام في كل من اللغة العربية وآدابها والفنون واللغات الأجنبية (الإنجليزية والفرنسية). وفي هذا الصدد يقول الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسعود، عميد الكلية، أن الضغط موجود خصوصا بقسم اللغة العربية حيث أن رئيس القسم يُسيّر 6101 طالب. يُضاف إليهم طلبة تخصصات الفنون (1814 طالب) وطلبة اللغتين الإنجليزية والفرنسية (2764 طالب). وحول إعادة هيكلة أقسام كلية الأدب العربي والفنون واللغات، أكد العميد عبد الوهاب المسعود أن جميع الإجراءات قد تمت حول هذا الشأن من حيث المجلس العلمي للكلية والمجلس العلمي للجامعة ومجلس إدارة الجامعة ليبقى القرار بيد الوزارة المنتظر منذ 03 سنوات. وقد تم اقتراح تقسيم الكلية إلى كل من "كلية الآدب العربي والفنون" و"كلية اللغات الأجنبية" على غرار ماهو موجود بجامعتي مستغانموالشلف. وبشأن هيكلة قسم اللغة العربية اقتُرح إنشاء ثلاث أقسام وهي "قسم اللغة والأدب العربي" كجذع مشترك وقسم الدراسات اللغوية وقسم الدراسات الأدبية. وحول ما أثير عن مشروع فتح قسم اللغة الإسبانية تحدث الدكتور عبد الوهاب المسعود بكل أسف عما وقع لمنصب أستاذ في اللغة الإسبانية يحمل الدكتوراه وظّفته جامعة الجلفة من أجل فتح تخصص لغة اسبانية في عهد المدير السابق "شكري علي". غير أن ما وقع في عهد المدير السابق للجامعة "بلڨومان برزوڨ" هو أنه وافق على خروج الأستاذ المذكور إلى جامعة الأغواط التي فتحت به تخصص اللغة الإسبانية وفي نفس الوقت رفض له مدير جامعة الأغواط خروج أستاذة لغة انجليزية نحو جامعة الجلفة إلى يومنا هذا!!. ولم يُخف محدثنا عنا مساعيه من أجل بعث مشروع فتح تخصص اللغة الإسبانية بالجلفة ومشروع تخصصات أخرى في اللغات الأجنبية باستغلال نظام المنح الدراسية التي توفرها بعض الدول الأجنبية. وختم الدكتور عبد الوهاب تصريحه بالقول أن تقسيم الكلية إلى كليتين قد تم استباقه عمليا ليكون القرار الوزاري مجرد تحصيل حاصل. حيث أن قسمي الأدب العربي والفنون تم تحويلهما إلى القطب الجامعي في مبنى مخصص لهما بينما تم الإبقاء على كل من تخصصي اللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية في مبنى منفرد بمقر جامعة الجلفة بحي 05 جويلية ليبقى الأمر متعلقا فقط بالإجراءات الإدارية. وقد أشاد محدثنا بجهود المدير السابق برابح محمد الشيخ ووعود المدير الحالي عيلام الحاج من أجل تسريع الهيكلة وفتح التخصصات الجديدة.