سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحبوب المهلوسة والمخدرات تغزو عاصمة السهوب ... وإلقاء القبض وسط مدينة الجلفة على ثلاثين شخصا في آخر عملية للشرطة !! ولاية الجلفة مركز ترويج للمؤثرات العقلية بالتوازي مع تجميد مشروع مستشفى الأمراض العقلية
صورة من الأرشيف ماتزال العمليات النوعية للشرطة والدرك الوطني بولاية الجلفة تكشف اللثام عن ظاهرة آخذة في التنامي خلال الأشهر الأخيرة ... إنها ظاهرة الترويج للحبوب المهلوسة والمخدرات التي لم تعد محجوزاتها بضع عشرات أو مئات من الأقراص بل صارت بعشرات الآلاف حسب متابعة "الجلفة إنفو" لمجريات آخر شهرين من بيانات الأمن الولائي والدرك الوطني بعاصمة السهوب. وفي آخر عملية للشرطة القضائية بأمن ولاية الجلفة فإنه قد تم خلال الأسبوع الماضي توقيف ثلاثين "30" شخصا وحجز كمية من المؤثرات العقلية، حسب بيان لخلية الإتصال والعلاقات العامة لشرطة ولاية الجلفة. وفي التفاصيل فإن العملية جاءت بعد مداهمة مقهى وسط مدينة الجلفة إثر ورود معلومات مفادها قيام بعض المشتبه فيهم بترويج المؤثرات العقلية. ليتم على إثر عملية مباغتة ومداهمة للمكان المشبوه من توقيف وتحويل 30 شخص، أفضت عملية التحريات والتفتيشات إلى تورط 11 مشتبه فيه من بين المحوّلين وبحوزتهم كمية إجمالية من المؤثرات العقلية قدر عددها ب: 184 قرص مهلوس، مع حجز دراجتين ناريتين تستعملان في عملية ترويج المؤثرات العقلية. وبعد استيفاء إجراءات التحقيق في القضية، حسب البيان، تم تقديم المشتبه فيهم الإحدى عشر (11) أمام السيد/ وكيل الجمهورية لدى محكمة الجلفة، ليتم، بعد إحالة ملف القضية على السيد/ قاضي التحقيق لدى نفس المحكمة، وإيداعهم رهن الحبس المؤقت على أساس جناية حيازة وتوزيع وبيع المؤثرات العقلية في إطار جماعة إجرامية منظمة مع تبادل الأدوار باستعمال وسائل نقل (دراجتين ناريتين). ومن خلال حصائل عمل الشرطة والدرك الوطني فإنه خلال فترة الشهرين الأخيرين من سنة 2021 وصولا إلى الأسبوع الأول من جانفي 2022 قد شهدت تسجيل عمليات نوعية على مستوى شمال وجنوب الولاية وهو معطى مهم يجعل من ولاية الجلفة ليس فقط مركز عبور لعصابات المخدرات والحبوب المهلوسة بل أيضا نقطة ترويج واستهلاك مما يستدعي دقّ ناقوس الخطر أكثر من أي وقت مضى. والملاحظ هنا هو أن فترة الشهرين الماضيين قد سجلت أرقاما ضخمة من حيث المحجوزات فمثلا في عين وسارة تم حجز 3075 قرص مهلوس في شهر نوفمبر بينما كانت حصيلة الشرطة خلال ذات الشهر 5632 قرص مهلوس. ليأتي شهر ديسمبر الذي كان شهر الحبوب المهلوسة بامتياز إذ بلغت كمية المحجوزات فيه 43267 قرص مهلوس في عمليات مختلفة قامت بها مصالح الأمن الولائي والدرك الوطني. والمعروف عن ولاية الجلفة أنها موقع عبور استراتيجي نحو كل ولايات الوطني بفضل شبكة طرقاتها لا سيما منها البلدية والولائية التي هي بمثابة طرقات وطنية في الحقيقة تؤدي إلى ولايات الأغواط وأولاد جلال وتقرت وغارداية والمسيلة وتيسمسيلت والمغيّر والمدية وتيارت كما هو الشأن لمحاور "الجلفة - فيض البطمة" و"الجلفة - المجبارة - مسعد" و"حاسي بحبح- حاسي العش - حد السحاري'' و"البراكة - سيدي بايزيد" و"الصقيعة- القرنيني- الخميس" و"أم الخشب- أم العظام" وغيرها من الطرق التي تؤدي إلى الولايات المجاورة ... ومن شأن الإهتمام بهذه الطرق من حيث التهيئة والتصنيف أن يسمح ذلك للسلطات الأمنية بمراقبتها وتسهيل مهام التدخل وتعطيل عمل الشبكات الإجرامية. ولعل أهم مثال عن التأخر في تصنيف طرقات ولاية الجلفة هو محور العيون (تيسمسيلت) نحو أم الشقاق (ولاية الجلفة) مرورا ببلديات حاسي فدول (ولاية الجلفة) وقصر الشلالة وزمالة الأمير عبد القادر (ولاية تيارت). أما من الناحية الصحّية فإن هناك إهمالا واضحا لمحاربة هذه الظاهرة لا سيما من حيث أن ولاية الجلفة ذات كثافة سكانية معتبرة وهي الرابعة وطنيا. ولعل أوضح مثال هو عدم رفع التجميد إلى يومنا هذا عن مستشفى 120 سرير للأمراض العقلية الذي سيسمح بتغطية صحية نوعية تضمن عدم العودة والإنتكاسية وتقليص جمهور مستهلكي المخدرات لا سيما بين الشباب. وهذا المشروع كان قد سُجّل في ميزانية الدولة لسنة 2015 بعنوان دراسة بقيمة 20 مليون دج... وللأسف الشديد يبقى الأمر يحتاج تحركا من مختلف السلطات لحلحلة الوضع وتجسيد المشروع ليكون وسيلة في دعم جهود مكافحة تعاطي الحبوب المهلوسة والمخدرات. للبقاء على اطلاع دائم بالأخبار عبر جريدتكم "الجلفة إنفو" الإلكترونية و تلقي الإشعارات، قم بتحميل تطبيق الجلفة انفو