نشط المركز الثقافي الإسلامي كعادته ندوة مهمة تأتي في سياق سلسلة الفكر والثقافة المغاربية حيث تواصلت الندوات التي بدأها المركز منذ مدة في إطار نشر الوعي الثقافي والتواصل من أجل تلاحم ثقافي يهدف بالدرجة الأولى إلى استقطاب الفئة المثقفة والباحثة، فقدم نهاية الأسبوع الفارط ندوة لكل من الأستاذ عبد الرحمن النوري والأستاذ المفتش العام أحمد بونوة الذي يعتبر وجها ناشطا داعما لأعمال المركز الثقافية. حيث كانت بداية الندوة بمداخلة للأستاذ عبد الرحمن النوري الذي تحدث عن الثقافة من خلال مدخلها المفاهيمي ومن ثم ارتأى أن يتطرق إلى مجمل الأسس المحددة للمثقف وأنواعه ومجمل العراقيل التي تواجهه مبينا أنه سيخصص في الموضوع مداخلات أخرى تندرج ضمن دراسة تحليلية لمختلف الجوانب الثقافية والأدبية خاصة. كما تحدث الأستاذ أحمد بونوة من جهته عن موازنة بين المفكر محمد أركون والمفكر محمد عابد الجابري. لقد بنى مداخلته على رؤية جدلية تقدم الوجه الجديد لدى كل من المفكرين ومن ثم خصص الرؤية الجدلية في زاويتها الثانية على علامات نقدية شكلية تصب في نقد المنهج الشكلي المتبع في دراسات المفكر محمد عابد الجابري.
ومن جهة أخرى فقد حضر الندوة عدد قليل من المتابعين كانت لهم تعقيبات وأسئلة في مضمون الندوة، وقد أكد مدير المركز الثقافي الإسلامي السيد المختار براهيمي خلال هذه الندوة على مواصلة العمل داخل هذه الفضاءات الفكرية والثقافية واستمرار أجزاء هذه المداخلات للأستاذين خلال الأسابيع القادمة، وقد تأسف فعلا على الحضور القليل جدا رغم الإعلام عنها في الإذاعة وبعض المواقع الإلكترونية كالجلفة انفو وصفحة المركز الثقافي الإسلامي على الفيس بوك، آملا في النشاطات القادمة أن تتحرك الوجوه المثقفة والمتابعة للفعل الثقافي نحو تواصل أكبر يكسر قيد العزلة المفروضة نفسيا على أجواء الثقافة بالمدينة.