احتضنت دار الثقافة يوم السبت الماضي مجموعة من المثقفين من مدينة الجلفة ومن خارجها في ندوة مهمة تأتي في سياق أهمية التواصل الثقافي الإلكتروني حيث كانت الندوة بعنوان "الإعلام الثقافي الإلكتروني خصوصياته وأسئلة التفاعل الرقمي" بدعوة من القاص والناقد قلولي بن ساعد وبحضور ممثلين عن مواقع إلكترونية ك "أصوات الشمال" و"الجلفة انفو" و"صوت الجلفة" و"هوامش" و"مسارب"، حيث نشط الندوة الشاعر بشير ضيف الله وكانت المداخلة الأولى لممثل "أصوات الشمال" الأستاذ عباس بومامي فتكلم عن الإمكانات الثقافية التي أتاحها النشر الإلكتروني والذي حقق فضاء كان غير متاح مع آليات الجرائد والمجلات الورقية ودعا كل الفئات للمشاركة في التفاعل مع هذا الخطاب الإعلامي الإلكتروني منوها لاستعدادهم في تلقي جميع المساهمات التي تضيف للعمل الثقافي حقولا أخرى يتسع من خلالها هذا الحقل الخلاق. من جهة أخرى تحدث "موقع الجلفة انفو" من خلال ممثله الأستاذ مسعودي بلقاسم عن دور الموقع في الممارسة الثقافية وقال إن تجربة موقع "الجلفة انفو" على الخصوص للتو بدأت تشكل نهجها الإعلامي وذلك في محاولتها لكسب بعض الأسماء التي لا تقف عند حديث "الثقافة" بمفهوم ضيق وإنما "الثقافة" بمفهومها الواسع والذي تتراكم داخله كل التجارب الاجتماعية والأخلاقية وحتى السياسية والإبداعية فحاول الموقع كسب بعض الأسماء الأمر الذي يدعو إلى تحقيق نظرة الموقع الأولى والتي تبين أن الحركة الإعلامية الثقافية لها خصوصياتها على غرار المعطى الصحفي الإخباري الذي قد يمتهنه أي صحفي قادر على صياغة الوقائع والمعلومات المتوفرة لديه. وقال إن الموقع بنخبه يريد أن يقول "حقا إننا نحتاج إلى واقع إعلامي ثقافي جديد يحقق مآرب المبدعين والفنانين بمختلف شرائحهم، نريد واقعا إعلاميا يتجاوز "الإخبارية" الاعتيادية، وبالموازاة لها يصنع الفرد المثقف الواعي بضرورات مشاركاته الفاعلة ضمن مقاييس تحددها التجربة الثقافية والإبداعية، لذلك فتجربة موقع "الجلفة انفو" هي تجربة ما زالت في مهدها تحتاج إلى قلم المثقف والباحث كي تتمكن من تشكيل مناخ ثقافي قادر على لم شمل الكتلة الثقافية خاصة في منطقة الجلفة.." أما فيما يخص التعليقات فقال المتحدث عن الموقع إنهم يحاولون ضبط مجال التعامل مع التعليقات "لنؤكد على ضرورة التفاعل البنّاء الذي لا يقف على أرضية هشة، وسنحاول مستقبلا فتح المجال الإبداعي للمبدعين بمختلف تشكيلاتهم الثقافية والإبداعية في بناء تواصل تحتاجه الثقافة الجلفاوية على الخصوص ويحتاجه المثقف الذي تشتت جراء بعض الصراعات المتوهمة التي خلقها التسيير الإداري من جهة وعدم كفاءة بعض المنتمين للحقل الثقافي". من جانب آخر فقد ألقى ممثل مجلة "مسارب" القاص والناقد قلولي بن ساعد كلمة تؤكد على هذه الضرورات الإعلامية الثقافية وتكلم عن مجلة "مسارب" والتحديات التى يرفعها هذا الموقع و بحثه عن التميز، كما قال إنه من الممكن أن تصدر بشكل ورقي خلال الأشهر القادمة وتكون بشكل دوري أيضا. أما ممثل موقع "هوامش" الشاعر عزوز عقيل فقد كانت كلمته هادئة تصب في ضرورة التواصل الإعلامي الإبداعي حيث أكد على أن مجلة "هوامش" هي هامش إبداعي تستقطب كل الأصوات القادرة على امتهان الكلمة المعبرة، وقال إن موقعه أضحى من المواقع المهمة التي يستعان بمادتها من حين إلى آخر من طرف مجلات وجرائد ومواقع مماثلة. هذا وقد أحيلت الكلمة أيضا إلى ممثل موقع "صوت الجلفة" الإعلامي عبد النور دحماني ليؤكد هو الآخر على هذا المنهج الإعلامي الثقافي الرقمي الذي يساعد أكثر في بناء علاقات ثقافية تواصلية تتيح الاقتراب من العوالم الإبداعية بشكل سريع وهادف، كما فتحت كلمته صدرها لاحتضان الأعمال الإبداعية والثقافية في الموقع وأكدت على التجاوب الفاعل مع أي مساهمة. وخلافا لهذا الموضوع الذي أثار أسئلة عديدة لدى المتلقين فقد استمتع المدعوون بأمسية شعرية شارك فيها شعراء من مناطق مختلفة كالشاعر يوسف بلغيث الباز، والشاعر الأخنش عبد الرحمن، والشاعر خليل عبو والشاعر السالت عبد الرحمن وغيرهم...